المقاومة الفلسطينية وجبهات المساندة.. نسقٌ واحدٌ وتسديدٌ ضربات موجعة للعدو

موقع أنصار الله || مقالات || عبدالحكيم عامر

قد أثبت محور المقاومة جدارته في خوض المواجهة المباشرة ضد المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.. ففي هذه المواجهة يثبت محور المقاومة جدارته وأهليته وقدرته على تحقيق النصر، وفتح الطريق لتحرير فلسطين بل وتحرير الأُمَّــة كلها، ليس فقط من العدوّ الصهيوني، وإنما من الأمراض المطبِّعة والعميلة للصهيونية والأمريكية.

فقد كانت معركة (طُـوفان الأقصى) نصرًا عميقاً للأُمَّـة، وهو النصر الأهم في تاريخ صراعنا العربي الصهيوني منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين.

إن المقاومة الفلسطينية قد برعت في استدراج جنود الاحتلال الإسرائيلي، فكان لها تكتيكها الخاص بها فعرفت كيف تسوق جنود العدوّ إلى حتوفهم، وتقصفهم في مكامنهم، وتقنصهم في مواقعهم، ودأبت على نصب الفخاخ لهم، ونجحت في الإيقاع بهم واصطيادهم مرةً تلو أُخرى، فكانت أرض غزة سبخةً وليست لينة، وعميقة وليست ضحلة.

فقد حقّقت قوى المقاومة الفلسطينية، عبر فصائلها المختلفة، أهدافها في كسر الغطرسة العسكرية لقادة الكيان الصهيوني، وفرضت توقيتها وإيقاعها ومعادلاتها الجديدة للاشتباك، وحدّدت مواعيد إطلاق الصواريخ، ونفذت وعيدها بالزمان والمكان.

وفي جبهة لبنان حزب الله يخوض معركته المساندة للشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة، فقد بدأ فيها بإشغال ما يقارب ثلث الجيش الإسرائيلي عن جبهة غزة، يقوم فيها حزب الله باستهدافات وعمليات يومية للعدو، فقد استطاع حزب الله في هذه الحرب أن يؤرق قيادات العدوّ ويهجّر مستوطني شمال فلسطين المحتلّة.

وفي جبهة العراق المساندة للشعب الفلسطيني والمقاومة قامت المقاومة الإسلامية في العراق باستهداف القواعد الأميركية المنتشرة بين العراق وسوريا، ودخلت في صراع مباشر مع القوات الأميركية، وذلك انطلاقاً من أن أمريكا هي الداعم الرئيسي للحرب على قطاع غزة، وضرباتها لكل من حيفا وميناء أسدود في الأراضي المحتلّة، فكانت هذه الجبهة لها عاملاً مؤثراً على القوات الأمريكية ومواقفها وعلى العدوّ الإسرائيلي.

وفي جبهة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني والمقاومة فقد مضى الشعب اليمني بكل ثقة وقوة وثبات في مساندة الشعب الفلسطيني، ودعم قضيته العادلة ومناصرة المقاومة الباسلة، بتوجيه أقسى الضربات وتنفيذ العمليات ضد قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، المتسلّطة على شعوب وأنظمة العالم.

وفي الأخير، إن تحَرّكات محور المقاومة من جبهات المساندة في لبنان والعراق واليمن وفي نسق واحد وتسديد ضربات موجعة أنهكت العدوان الصهيوني الأمريكي.

فكان لمحور المقاومة دور تكاملي بين غزة ولبنان واليمن والعراق لإيصال رسائل حاسمة من قلب غزة إلى عمق مستوطنات كيان العدوّ، ومن اليمن في فرض حصار كامل للعدو الإسرائيلي من المحيط الهندي مُرورًا بالبحر الأحمر حتى “أم الرشراش” المحتلّة، ومن جنوب لبنان دور حزب الله في الضغط على العدوّ الصهيوني، ومن العراق نحو القواعد الأمريكية بالمنطقة وحتى حيفا وميناء أسدود في الأراضي المحتلّة، وهناك قواعد اشتباك جديدة ستكون أكثر إيلاماً على العدوّ ثلاثي الشر الصهيوني الأمريكي البريطاني.

قد يعجبك ايضا