إمام النور

كلمات الشاعر / جميل الكامل

موقع أنصار الله | أدب وشعر | 22 رمضان 1445هـ –

 

مِن أَوَّلِ الوَحيِ حَتى خَاتمِ الرُّسُلِ
والكونُ يرحل في نُورِ الإِمامِ عَلي

مَسيرةٌ بدأَت بالمُرسلينَ إلى
أَنِ استقرَّت بمختارٍ من الأزلِ

المرسلونَ لطه سَلَّمُوا وَمَضَوا
فَصاغَهُم أنجُماً في أُفقِ خَيرِ وَلِي

أتقَى الوَرى بعدَهُ مَن سَوفَ يختِمُها
وعترةٌ منه لازَالُوا ، ولم يزلِ

أَقمارُ كُلِّ دُجاً ، أَنوارُ كُلِّ حِجىً
ما للورى عنهمُ في الأرض من بدلِ

إن غُيِّبُوا غُيِّبَ القرآنُ بَعدهُمُ
وكلُّ ميزانِ عدلٍ غَيرِ مُعتدِل

مِن أَجلِ ذَالِك عُودُوا ، حُورِبُوا ، قُتِلوا
والدِّينُ مِن خَلَلٍ يَمضِي إِلَى خَللِ

أئمةُ الناسِ ، أعلامُ الهُدى سطعوا
أئِمَّةً مِن إمامٍ بالوُشَاةِ بُلِي

فزاده بُغضُهم شأناً ، ومنزلةً
يزدادُ فوحُ أريجِ العودِ بالشُّعَلِ

مَن فَضلُهُ فوقَ أن يحصيهِ مُجتهدٌ
من أول العمر حتى منتهى الأجل

ففضله اليومَ غيرَ الأمسِ كُلُّ سناً
مِن فَضلِهِ سَابقٌ غَيرَ الَّذِي سَيَلِي

عليُّ من أُكمِلَ الدينُ الحنيفُ به
بغيره الدين يبقى غيرَ مكتمل

الطالبيُّ ، إمامُ الأَتقِياءِ ، فتى الـ
ـفتيانِ، أوَّلُ من صلَّى من الأُوَلِ

الأبطَحِيُّ ،الوصِيُّ،الهاشِمِيْ نَسَباً
أبوالأراملِ ،والأيتامِ، والخَوَلِ

المُرتَضَى، والرَّضِـيْ المَرضِيُّ ، سَيِّدُنا
بابُ المَدينةِ ، مولى كُلِّ مُتَّصِلِ

نفسُ الرَّسولِ ، أَخُوهُ الحَقِّ ،صَاحِبُهُ
صِدِّيقُهُ الأكبرُ ، الهادي، بِلاجَدَلِ

وأخطبُ الخطبا ، مِصبَاحُ كُلِّ دُجى
العَآبِدُ ، الزَّهِدُ ، الْ بِاللهِ فِي شُغُلِ

زوج البتُولِ ،ومَولَى المؤمِنينَ ،أبوالسِّـ
ـبطَينِ ، والحَسنَينِ الغُرِّ ، جَدُّ ( علي )

وقاصِمُ الكُفرِ ، سيفُ اللهِ سُلَّ وَمَا
لِحَدِّهِ في سيوفِ الأرضِ مِن مَثلِ

شبيهُ هارون ، والنبأُ العظيمُ ، وقَتَّـ
ـال الألُوفِ ، عنِ الكَرارِ … لاتَسَلِ

وسيِّدُ العَربِ ، ذو القرنينِ ، قدوةُ أهـ
ـل الكساءِ ، وفادِي كلِّ مُعتَقَلِ

قسيمُ جنةِ عدنٍ ، والجَحيمِ ، هوالـ
ـهادِي ، وأعــظَمُ فَارُوقٍ مضَى، وَيَلِي

وخاصف النَّعلِ ، والدَّآعِي ، الكتابُ ، ووا
رِث العِلْــمِ ، وآرِث أعظَمِ الرُّسُل

هو الشهيدُ ،أبو الشُّهداء ، قاصم أصـ
ـلابِ اليهودِ ، وأهلِ الكفرِ ، والزلل

وواردُ المعضلاتِ ، المجتبى علماً
وكاشفُ الكَربِ ، والمِقدامُ في الجلل

وموضعُ العَجَبِ، والحصنُ الحصينُ،أخُ
الطيارِ جعفرِ ، من لا قى.. ولم يَحُلِ

رَجُلُ الكَتِيبَةِ ، والضرغامُ ، حيدرةٌ
أبوترابَ ، أميرُ المؤمنينَ علي

ألقابُهُ مِثلُهُ لاَ وصفَ يحصُرُها
لو سطرتها الدنا قرناً على مَهَلِ

يستغرقُ العمرَ إحصائي لظَاهِره
منذُ الوِلادَةِ حتَّى مُنتهَى أَجَلي

فألفُ علمٍ نبيُّ الله لقَّنَهُ
وكلُّ علمٍ عُلُومٌ باطنٌ ، وجَلِي

عليُّ.. أعرفُ أهلِ الأرضِ قاطبةً
باللهِ بالمصطفى بالعلمِ ، والعملِ

واللهُ والمصطفى من يعرفان به
حاشا لغيرهما يحصيهِ في جُمل

ما زال سراً وَكُلُّ الأرضِ تعرفُه
وشمسُه فوق كُلِّ النَّاسِ و الدُّول

ما مَرَّ في الأرضِ إنسانٌ يُشَابِهُهُ
بعد النبيينَ… أُنسَ العالَمِ الوَجِلِ

كأنما صاغَهُ الخَلَّاقُ مِن فَلقٍ
يفرُّ كُلُّ نفاقٍ مِنه فِي عَجَل

فلا غَرَابَةَ مِن بُغضِ النفاق له
يَصَّدَّعُون إذا قال المحبُّ علي

يفر من مدحه أهل النفاق كما
يفر من نافقوا دوما من الأجل

معَ الرَّسولِ تَلاقَى مُقلةً ، و يداً
درعاً يقيهِ… بلا منٍّ ، ولا وجلِ

وسيفُهُ في وجوهِ البغيِ تَحسَبُهُ
روحاً له في المآسي غيرَ منفصلِ

في خيبرٍ كَان جيشاً و هو مُنفردٌ
يبدو عُلاهُ على الآفاقِ كالجبلِ

وفي الغديرِ و كفُّ النورِ آخذةٌ
بكفِّ حَيدرَ.. هَذا لِلأنامِ وَلي

هذا صِراطُ الهُدى مَن شاءَ يَسلُكُه
و مَن أَبى تاه في دوامةِ الزللِ

ليست ولآيَتُنا الكَرارَ نافلةً
إنَّ الولايَةَ فَرضٌ واجِبُ العَملِ

أتقى الورى بعد خيرِ الخلقِ قاطبةً
و من يقارن في التقوى الإمام علي

نهرٌ من النورِ ممتدٌ.. منابعهُ
من سدرةِ الوحيِ حتى آخرِ المُقَلِ

من أنكروهُ فغرقى الوهمِ ليسَ لهم
مِن حُجَّةٍ قَطُّ ، يستهدونَ بالجَدلِ

يا سيدي ليسَ لي حرفٌ يليقُ بِكُم
وكيفَ لي أن أَعُبَّ البحرَ في قُلَلِي

ما صاغَ قَلبِيَ حُبِّي قَطُّ كيفَ لهُ..؟!!
وإنَّما الحُبُّ صاغَ القلبَ في جُمَلِي

إني أُعَطِّر حَرفِي حِينَ أُرسِلُه
في وصفِكُم فاقبلوهُ و اعذُرُوا حَوَلِي

فكيفَ تكتبُ عن نُور الهدى لُغةٌ
وما ستهذي الحصى يوما عن الجبل

خلاصةُ الرُّسلِ أحمدَ…يا خُلاصَتَهُ
وكلُّ مدحٍ سيبقى غيرَ مُكتَملِ

شادَ الخليلُ منَ الأحجارِ كعبتَهُ
والمصطفى من سنا الرحمنِ شادَ علي

خُذنِي إليكَ لأَحيَا فالحياةُ بِلا
وصلٍ جحِيمٌ بعَصرٍ غَيرِ متصلِ

يا سيدي يا إمام النور جئتُ إلى
مقامك اليوم أتلو الحُبَ فِي خَجَل

ذابت من الشوقِ نَفسٌ أنت تَسكُنها
حُباً و تزرَعُها بالنُّورِ و الأملِ

مسافرٌ فيك أشواقاً ، و أمنيةً
و الدمعُ قافيةٌ خرساءُ لم تُقَلِ

حسبي بأني بكم أسمو هنا وَلَهَاً
و أنني في مقامٍ في السماءِ عَلِ

أتيتُ من يمن الإيمان ممتطيا
قلبي و في حُبِّكُم حِلي و مُرتَحلي

ياسيدي لم نَزَل نهواكَ قاطِبةً
مذ جئتنا مرسلاً من خاتَمِ الرُّسُل

أيدِي اليَمانِينَ مَازَالت مُلَوِّحَةً
هَمدانُ همدانُ لم تَعدِل وَلَم تَملِ

اللَّهُ جَمَّعَنا فِي قَائدٍ عَلَمٍ
بِحَيدَرِيٍّ ، حُسَينِيٍّ ، بِخَيرِ وَلِي

سَرى قُروناً بِنَا فِي ظَرفِ عَقدِ هُدىّ
أَمدَّنَا نُورُهُ بالنُّورِ ، بِالأَملِ

روحٌ تَوَزَّعَ في الأرواحِ فاتَّحَدَت
وصاغَ كُلَّ اليمانيينَ في رَجل

شعبٌ يواجهُ كُلَّ الكُفرِ فِي ثِقَةٍ
بالشَّرَّ أجمعِ طُرًّا غَير محتفل

شعب لتسع سنينٍ صامد ، جبل
في الغيب هامته تعلو على زحل

ما زاد أعداؤه من حقدهم أبداً
إلا وزاد موالاةً لخير ولي

ونصرةً وهما والله ما بُذلا
إلا وعدنا بنصرٍ ساحقٍ وجلي

ياسيدي يا أمير المؤمنين غدى
ولاؤنا لك طرًّا مضرب المثل

ومكَّن الله للأعلام وانطلقت
أنوار عترت خير الخلق في الدول

برا ، وبحرا ، وجوا ، للدنا سطعت
من أفق من فعَّلوا حيا على العمل

من أفق شعب على نهج الهداة أتى
أحفاده ليوفوا بيعة الأول

شعبٌ غداً نفسُ الرحمن منبجسٌ
من صبره للدنا يحيي رؤى الأمل

شعبٌ تحاصره الدنيا يفاجئُها
بصنع ما أغرق الأعداء في الوجل

محاصرٌ …بولاء الآل هاهو ذا
يحاصر اليوم طاغوت الخنا الأزلي

محاصرٌ من ثمانٍ بالولاء ..غدى
يسوق أكبر طاغوتٍ إلى الأجل

محاصرٌ من ثمانٍ..بالولاء غدى
يقول للأرض مالت حوله اعتدل

فمذ نصرناك هذا النصر لاح لنا
والبغي من خللٍ يمضي إلى خلل

والأرض مذهولة إذ جهرةً شهدت
في القائد العلم المولى الإمام علي

ما ضرنا كل من عادوك واجتمعوا
على عداوتنا بالحرب والحيل

جاءت تحارب أمريكا ومن معها
كأنما قد أتت تسعى إلى الأجل

وأقبلت كقريشٍ يوم أن قدمت
بدرا تريد مقاما في الشعوب علِ

تريد صيتاً بإذن الله سوف ترى
مصير كل رعاة الشاة والإبل

وسوف تلقى هنا مما جنت وطغت
ماليس يخطر في بالٍ ولم يُقَل

وقد رأت طرفاً من بأسنا وغداً
غداً وإنجلترى يبصرن ما سيلي

النصر قد حان ، والفتح المبين دنا
وعد لنا صاغه الرحمن في الأزل

قد يعجبك ايضا