فعالية خطابية بصنعاء إحياء لليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام

موقع أنصار الله – صنعاء – 25 رمضان 1445هـ

نظمت اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام، والمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بالتعاون مع منظمة اليونيسف، اليوم الخميس ، في صنعاء، فعالية خطابية بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية، تحت شعار “حماية الأرواح وبناء السلام”.
وفي الفعالية، التي حضرها نائب رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن علي الموشكي، ومدير دائرة الاستخبارات العسكرية، العميد الركن علي أبو حليقة ووكيل أول محافظة صنعاء حميد عاصم، أشار نائب وزير الإعلام، فهمي اليوسفي، إلى أهمية هذه الفعالية الخاصة باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، للتذكر بالجرائم التي ترتكب بحق الشعبين اليمني والفلسطيني.
ولفت إلى أن اليمن يدفع اليوم الضريبة جراء الألغام، التي زرعها مرتزقة دول تحالف العدوان.. وقال اليوسفي مخاطبا مرتزقة العدوان: “عليكم أن تنزعوا الألغام الفكرية من أدمغتكم”.
وأشاد نائب وزير الإعلام بجهود كل العاملين في مجال نزع هذه المخلفات الخطرة لحماية أرواح المواطنين.
بدوره، أشار رئيس المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، العميد علي صفرة، إلى أن الجمهورية اليمنية تحتفل كباقي دول العالم في الرابع من أبريل من كل عام باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام.
ولفت إلى أن اليمن يعاني من الألغام منذ ستينات القرن الماضي.. مبينا أن الألغام والقنابل العنقودية مثلت تحديا اجتماعيا واقتصاديا خلال العقد الماضي.
وبيّن العميد صفرة أن اليمن انضم إلى اتفاقية “إوتاوا” حتى يتمكن -من خلال الدعم الدولي- من التخلص من هذه المخالفات.. مشيرا إلى أن اليمن كان قد قطع شوطا كبيرا، حيث أكمل على التصنيف العالمي المتوسط، ولم يتبقَّ إلا المستوى المتدني، أو المنخفض من مخاطر الألغام.
وقال: “في فجر 26 مارس 2015م، بدأ العدوان على اليمن، وتوالت الغارات بشكل هستيري، ومع توالي الأيام استخدم العدوان القنابل العنقودية، التي مثلت -بالنسبة للجنة الوطنية للتعامل مع الألغام وجهازها التنفيذي- كارثة نسفت كل الجهود والإنجازات، التي تحقق خلال العشرين عاما الماضية”.
وأوضح أنه، بين عشية وضحاها، أصبحت اللجنة وجهازها التنفيذي أمام كارثة متعددة الأشكال من القنابل العنقودية والغارات الجوية على مستوى جميع المحافظات.. لافتا إلى أن العدوان استخدم القنابل العنقودية بشكل مفرط، ولا يزال أبناء العاصمة صنعاء يتذكرون عندما أفاقوا على قصفهم بالقنابل العنقودية.
وذكر العميد صفرة أن التلوث بهذه المخلفات الخطرة انتشر على نطاق واسع؛ مما جعل اليمن في المرتبة الثانية بعد جمهورية لاوس الشعبية، رغم الفارق الكبير إذا ما تم مقارنة الأسلحة التي تم استخدامها في الحرب العالمية الثانية، وبين ما تم استخدامه على اليمن، وهي أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية.
وأكد أن المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام عمل، خلال السنوات الماضية، على توثيق جرائم العدوان التي ارتكبها بحق المدنيين من استخدام الأسلحة المحرمة، التي تم توثيق جزء منها في المعرض المصاحب لهذه الفعالية.
وبيّن أن المركز توقف عن العمل، منذ يونيو 2023م، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا، وعدم تمكن اللجنة الوطنية وجهازها التنفيذي من القيام بمهامهم، والاستجابة في المكان والزمان المناسبين.
ولفت إلى أن توقف الأعمال الميدانية والإدارية أثر بشكل كبير على أنشطة المركز التنفيذي، خاصة عدم توفر غذاء الكلاب الكاشفة، التي تعتبر، ومن أهم الوسائل المستخدمة في اكتشاف القنابل العنقودية ومخلفات الحرب.
وذكر العميد صفرة أن المركز أعد إحصائية حول جرائم العدوان بحق المدنيين، وسيتم نشرها عبر موقع المركز، خلال الأيام القادمة.
فيما أشار مدير حماية الطفل في منظمة اليونيسف، أفتاب محمد، إلى أن الأمم المتحدة وجميع الفاعلين والجهات الحكومية يحتفلون باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام؛ لأهمية ذلك لإظهار التحديات التي تهدد الحياة، وحماية الأشخاص الذين يواجهون هذا الخطر، خاصة من المعاقين.
ولفت إلى أن الجميع يعرفون الآثار المدمرة للألغام ومخلفات الحروب التي تنتشر في اليمن وغيره من الدول، وهذا يؤثر على حياة كثيرين من الناس، خاصة الأطفال والنساء، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
وذكر مدير حماية الطفل في منظمة اليونيسف أنه، بالنسبة لليمن، تمثل الألغام ومخلُفات الحروب تذكيرا يوميا بالأعداد الكبيرة من الضحايا التي تسقط بشكل مستمر.. مبيّنا أنه، في العام 2023م، بلغ عدد الضحايا 343؛ بسبب مخلّفات الحروب، وبالتالي المسألة ليست مجرد أرقام، فكل شخص من هؤلاء الناس، الذين تأثروا، وراءهم عائلات، وكذا الناس الذين يتعاملون معهم يتأثرون أيضا بما حدث لهم.
وذكر أن الكثير من الناس يشعرون بالخوف من هذه المخلّفات، وتؤثّر حتى على مستوى تنقّلهم والوصول إلى الأراضي.. لافتا إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثرا بهذه المخلفات.. مبيّنا أن اليونيسف عملت، خلال العام 2023م، مع المركز لتنفيذ مجموعة من الأنشطة.
وجرى خلال الفعالية استعراض تقرير حول نشاط المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، وإحصائيات بعدد الضحايا، حيث بلغ عدد ضحايا الألغام والقنابل العنقودية والذخائر المتفجرة، خلال العام الماضي، 300 ضحية، منهم 110 قتلى و190 جريح.. مشيرا إلى أن من ضمن الضحايا 40 قتيلا وجريحا بالقنابل العنقودية، خلال العام 2023م.
ولفت التقرير إلى أن عدد ضحايا القنابل العنقودية، خلال الفترة مارس 2015 – حتى نهاية العام 2023، بلغ 4558 قتيلا وجريحا، منهم 1744 قتيلا، بينهم 1115 رجلا و427 طفلا، و202 من النساء، فيما بلغ عدد الجرحى المدنيين 2814 من كافة الفئات العمرية ذكورا وإناثا، خلال الفترة ذاتها.
وأظهر التقرير أن فِرق المسح الفني عملت على تقليص المناطق المشبوه تلوثها بالألغام ومخلّفات الحروب، حيث بلغ إجمالي الحقول المؤشرة 25 حقلا بمساحة 810 آلاف و33 مترا مربعا في محافظتي صنعاء والحديدة.
وذكر أن المساحة المطهّرة من حقول الألغام ومخلفات الحروب، خلال العام الماضي، 694 ألفا و579 مترا مربعا في محافظات: الحديدة، الجوف، صعدة وصنعاء، فيما بلغ إجمالي المكتشفات من الألغام ومخلّفات الحروب والقنابل العنقودية تسعة آلاف و406.
ولفت التقرير إلى أن نشاط التوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية، بدعم من اليونيسف، استهدف -خلال الفترة نفسها- 276 ألفا و868 من جميع شرائح المجتمع في محافظات: الحديدة، تعز الجوف، وصنعاء، في حين بلغ عدد المستفيدين من التوعية الإعلامية غير المباشرة بواسطة التلفزيون والإذاعة 266 ألفا و778 من الذكور والإناث.
تخلل الفعالية عرض حول إنجازات المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، وافتتاح معرض مخلّفات الحرب والقنابل العنقودية.

قد يعجبك ايضا