الأورومتوسطي: انعدام الأمن الغذائي بغزة وصل لمستويات كارثية مع منع العدو الإسرائيلي المساعدات المنقذة للحياة

 

موقع أنصار الله – متابعات – 4 شوال 1445هـ

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن العدو الإسرائيلي يواصل عرقلة إدخال الإمدادات الإنسانية الأساسية إلى قطاع غزة، ويستهدف عمليات توزيعها، ويمنع وصولها إلى محافظتي غزة والشمال، بما ينذر بتفاقم وتعميق حالة المجاعة المنتشرة في هاتين المحافظتين على وجه الخصوص، اللتين يتواجد فيهما ما لا يقل عن 300 ألف نسمة وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وأكد الأورومتوسطي في بيان له، أن محدودية وصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة، وخاصة في مناطق شمال القطاع، ومنع التسليم العاجل للسلع الغذائية المنقذة للحياة، يفاقم على نحو سريع وخطير المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي التي يواجهها السكان الفلسطينيين هناك، والذين يواجهون خطر الموت من الجوع بالفعل، لا سيما ما يتعلق بزيادة عدد الأطفال الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية الحاد والأمراض المقترنة بهما، حيث وصل عدد الأطفال الذين ماتوا بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 28 طفلا.

وذكر المرصد أن سلطات العدو الإسرائيلي لا تزال تعرقل دخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر البرية المؤدية إلى قطاع غزة على نحو سريع وفعال ومنتظم، وتفرض قيودًا أخرى بعد دخولها فيما يخص عمليات التوزيع والتسليم، وتعرقل دخولها على نحو شبه منتظم إلى مناطق شمال القطاع، محذرًا من أن الهجوم العسكري الإسرائيلي الحالي على مخيم النصيرات للاجئين، والهجوم المحتمل على رفح من شأنه أن يزيد الأمور صعوبة وهو أمر مؤشراته بدأت منذ يومين بزيادة هائلة على الأسعار المرتفعة أساسًا للسلع القليلة المتوفرة.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن العدو الإسرائيلي يواصل انتهاك التدابير الجديدة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية  في 28 مارس/آذار الماضي، والتي ألزمه فيها باتخاذ الإجراءات اللازمة والفعّالة، وبالتعاون مع الأمم المتحدة، لضمان دخول المساعدات إلى قطاع غزة من دون معوقات وبلا تأخير.

كما لفت إلى أن العدو الإسرائيلي ينتهك أيضا قـرار مجلس الأمن الدولي رقم 2728 الذي صدر في 25 آذار/مارس الماضي، ونص على الحاجة الملحة لتوسيع نطاق تدفق المساعدة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم، وطالب برفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع.

وشدد المرصد، على أنه ورغم كل هذه القرارات الدولية الملّزمة والمنبثقة عن القانون الدولي والالتزامات القانونية القائمة أصلا على العدو الإسرائيلي ، إلا أن العدو الإسرائيلي لا يزال مستمر بارتكاب جريمته في تجويع السكان المدنيين في قطاع غزة، ولم يعمل على تغيير أي من سياساته غير القانونية وإجراءاته التعسفية لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة وضمان وصولها على نحو آمن وسريع، وبخاصة إلى مناطق الشمال.

إذ منذ بداية نيسان/أبريل الجاري، تم عبور ما معدله 169 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا عبر معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح البري. ولا يزال هذا أقل بكثير من القدرة التشغيلية لكلا المعبرين الحدوديين ومعدل 500 شاحنة الذي كان يدخل القطاع يوما قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأبرز الأورومتوسطي أنه إذا استمرَّ دخول المساعدات الإنسانية بهذه الوتيرة، فإن ذلك ينذر بكارثة حقيقية وانزلاق آخر لمستوى الجوع المتفشي بالفعل والذي بسببه فقد السكان آلاف الأرطال من أوزانهم، ونتيجته باتوا يعرضون أنفسهم لخطر الموت قرب الحواجز الإسرائيلية بانتظار شاحنات المساعدات والتي تحولت إلى نقاط للموت.

وقال الأورومتوسطي: إن العدو الإسرائيلي يتحدث منذ أسابيع عبر الإعلام عن إحداث تغييرات على مستويات إدخال المساعدات لقطاع غزة، بما في ذلك الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية وما أبلغته لمنسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لكن دون أن يجد ذلك أي تنفيذ حقيقي، حيث لم يطرأ أي تغيير حقيقي على زيادة أعداد الشاحنات التي سمح بدخولها إلى القطاع، وبخاصة إلى مدينة غزة والشمال، كما لم يتم حتى الآن تشغيل حاجز (إيريز/بيت حانون) شمال غزة، أو استخدام ميناء اسدود لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بعكس ما تم تداوله في وسائل الاعلام الإسرائيلية.

 

وقال الأورومتوسطي إنه لا يزال هنالك وزراء في حكومة العدو الإسرائيلي يعلنون صراحة ضرورة استخدام التجويع والمساعدات كأداة ضغط وابتزاز وسلاح في الهجمات العسكرية المستمرة للشهر السابع على التوالي، والتي بدأت بإعلان إسرائيلي رسمي بقطع الطعام والماء عن سكان القطاع.

وشدد الأورومتوسطي على أن الحديث عن الزيادة في عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة بين فترة وأخرى هو أمر غير كافي بحد ذاته، وبخاصة إذا ما قورن ما يدخل أو ما يتم الوعد بإدخاله بالاحتياجات الفعلية الواسعة والمتراكمة لسكان القطاع، حيث يجب أن توقف العدو الإسرائيلي عن جريمة تجويع سكان قطاع غزة، وأن يجري إدخال المساعدات الإنسانية بشكل دائم ومنتظم وبالحجم الذي يلبي هذه الاحتياجات بعيدا عن الحسابات والشروط الإسرائيلية، إلى جانب ضرورة العمل على تأمين عمل الطواقم الإنسانية العاملة في توزيع هذه المساعدات، وسلامة المدنيين حين استلامها، وضمان تدفقها على نحو عاجل إلى شمالي القطاع.

وهذا ما أكد عليه منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة “جيمي ماكغولدريك”، حيث صرح في 12 نيسان/أبريل الجاري: بأن وضع سكان غزة لا يزال صعبا للغاية مع عدم وجود تحسن حقيقي في عمليات إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة أو دعم الرعاية الصحية الحيوية في الأسابيع الأخيرة على الرغم من الالتزامات الأخيرة التي أعلنتها إسرائيل لتعزيز عمليات الإغاثة.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن ما كشفته منظمة أوكسفام الدولية بأن سكان مناطق شمال غزة أجبروا على البقاء على قيد الحياة بمعدل 245 سعرة حرارية في اليوم منذ كانون ثاني/يناير الماضي، وأن أكثر من 300,000 شخص لا يزالون محاصرين هناك، وغير قادرين على المغادرة ويعيشون على أقل من 12 بالمئة من متوسط احتياجات السعرات الحرارية اليومية.

وقد تسبب سوء التغذية والجفاف بوفاة 30 فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال داخل المستشفيات، في حين أن المعطيات المتوفرة لدى الأورومتوسطي تشير إلى أن عدد ضحايا الجوع أكبر من ذلك بكثير مع غياب وجود آليات واضحة ترصد حالات الوفاة لهذا السبب مع انهيار المنظومة الصحية شمال قطاع غزة، حيث يسقط ضحايا يوميا بما في ذلك جراء القصف الإسرائيلي ويجري دفنهم من ذويهم دون تسجيلهم رسميا.

وإزاء ذلك، جدد المرصد الأورومتوسطي دعوته إلى المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبار العدو الإسرائيلي على التوقف عن ارتكاب كافة جرائمه فورا، والضغط عليها للامتثال لقواعد القانون الدولي ولقرارات محكمة العدل الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من خطر الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بما في ذلك وقف كافة أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري للعدو الإسرائيلي في عدوانها على قطاع غزة، ومحاسبتها ومساءلتها عن جميع جرائمها.

كما دعا المرصد الأورومتوسطي إلى تشكيل ضغط دولي فوري على العدو الإسرائيلي من أجل وقف تنفيذها لجريمة تجويع السكان قطاع غزة، ورفع الحصار بشكل كامل عن القطاع، ووضع الآليات المناسبة لضمان وصول الإمدادات الإنسانية بشكل آمن وفعال وسريع، واتخاذ التدابير الجدية للتصدي للمجاعة الآخذة بالانتشار السريع في صفوف المدنيين الفلسطينيين في القطاع.

قد يعجبك ايضا