إنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
{إنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً} موعداً لا بد أن يأتي، مؤقت، محدد، يوم الفصل بين الخلائق، يوم الفصل بين المختلفين، يوم الفصل بين من يعتبرون أنفسهم هنا في الدنيا أذكياء فينطلقون للصد عن سبيل الله ويسخرون من أولياء الله ويسخرون من المؤمنين يحتقرونهم، يحتقرون جهودهم، ومشاريعهم، ويَسِمُونهم بالتغفل، ويسمونهم بالغباء.
يوم الفصل سيتجلى من هو الذكي ويتجلى من هو الخاسر ومن هو الرابح، يفصل بيني وبين هذا، يفصل بين الخلائق كأمم، ويفصل بين الشعوب كطوائف، ويفصل بين القبيلة الواحدة وبين الأسرة الواحدة وبين الأشخاص، بين الإثنين وبين الجماعات وبين الشعوب وبين الأمم، في كل ما كانوا فيه يختلفون، في كل ما كانوا فيه هنا في الدنيا يتمايزون من أجله، يتشاجرون، يتبين يوم القيامة من هو الرابح ومن هو الناجي، من الذي كان تقياًّ في هذه الدنيا حقيقة ومن هو الخاسر ومن هو الغبي، ذلك الذي سيصرخ {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} (طـه:125).
الأذكياء هنا في الدنيا يعتبرون أنفسهم أذكياء يعتبر نفسه ذكيا أنه استطاع أن يحسن علاقته مع مسؤول معين، أصبح مقرّبا من المسؤول الفلاني، وأصبح وجيها وأصبح له نفوذ، وعلى حساب دينه على حساب إخوانه على حساب وطنه، فيعتبر نفسه ذكياً وأولئك أغبياء ما استطاعوا مثلي [يكونوا بُصَار يحسنوا علاقتهم فيصبحوا أشخاص لهم نفوذهم ويمكن تدعمهم الجهات الثانية، ويمكن يحصل لهم، ويمكن، ويمكن].
المسألة هي أنه يجب أن يكون ذكاؤك على هذا النحو تقدم على الله وأنت بصير لا تقدم عليه أعمى {رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى} ما دريت لي بمخرج في هذا اليوم وأنا كنت في الدنيا أرى نفسي بصيراً ذكياًّ {قَالَ كَذَلِكَ}(طـه: من الآية126) هكذا واقعك {أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}(طـه: من الآية126) فتكون أعمى لا تعرف لنفسك
مخرجاً، وإن كنت في الدنيا ترى نفسك ذكياً وعبقرياً، هذا هو الغباء، كل شيء تبذل من أجله دينك فأنت غبي، كل شـيء تبذل من أجله دينك فستلقى الله خاسـراً أعمى وإن كنت في هـذه الدنيا ترى نفسك ذكياً وعبقرياً {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} (النبأ:17-18).
أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام
دروس من هدي القرآن الكريم
وأنفقوا في سبيل الله
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 2/9/2002م
اليمن – صعدة