القرآن الكريم يحقق الثقة الواعية بالله

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

الثقة بالله تنطلق ثقة واعية، ليست ثقة عمياء؛ لأن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم – وهو يتحدث عن أوليائه – ذكر أنهم كيف كانوا ينطلقون على أساس الثقة به، وذكر في القرآن كيف أنه كان يمنحهم الرعاية لأنهم كانوا يثقون به: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} (المائدة: من الآية11) فكف أيديهم عنكم.وكم ذكر في القرآن الكريم.. كم ذكر من أمثلة كثيرة جداً توضح للإنسان كيف أنه يرعى أولياءه الذين يثقون به، كيف أنه يدافع عنهم، كيف أنه يؤيدهم، كيف أنه ينصرهم، ألم يقل عن تلك المجموعة التي خَلُصت من الآلاف المؤلفة من بني إسرائيل – في قضية طالوت وجالوت – بعد أن شرب الكثير من النهر فبقي مجموعة بسيطة، قال بعضهم: {لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ}(البقرة: من الآية249) مؤمنون واثقون بالله، يعيشون حالة من سيطرة الله على مشاعرهم، الله حي في مشاعرهم في نفوسهم، قالوا ماذا؟ {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}، ماذا حصل بعد؟ كيف قال؟ {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ} (البقرة: من الآية251) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ.

يتحدث عن قضية عصى موسى, لاحظوا موسى الرجل الفقير الذي لا يمتلك الأسلحة التي كانت لدى فرعون، لا يمتلك الجيش الذي كان لدى فرعون، في يده عصى، وهو متجه إلى مصر بزوجته وأغنامه ومواشيه، قال له: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي}(طـه:18) ليس لها دور أكثـر من هذا – فيما أرى – الله أراد أن يجعل من تلك العصى قوة, قوة ترعب فرعون وقومه.

فمن يثق بالله، من يثقون بالله، إذا ما بلغ الناس إلى درجة الوثوق القوي بالله سبحانه وتعالى فإنه من سيجعل الأشياء البسيطة ذات فاعلية، ذاتَ فاعلية كبيرة، عصى موسى كانت ترعب فرعون، كانت تتحول إلى حيّة، كانت تُرعب آل فرعون جميعاً، قضت على كل ذلك الإفك، على كل ما عمله السحرة، أوحى الله إليه أَنْ يلْقِ عَصَاه {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}(الأعراف: من الآية117) تلتهمه جميعاً، وقضت على كل تلك الحبال والعِصِيّ التي كان يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى.

هذه العصى كانت بشكل سلاح، عبارة عن سلاح، وعبارة عن آية، وعبارة عن وسيلة للفرج، لها أدوار متعددة، ضاعت كل قوة فرعون وجبروته وجيوشه وآلياته العسكرية وحصونه أمامها، تلك العصى التي قال عنها موسى: {أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} (طـه: من الآية18).

وهكذا تجد في القرآن الكريم أشياء كثيرة جداً تتوجه نحو الإنسان لتخاطبه بأن عليك أن تثق بالله، فمتى ما وثقت ثقة صحيحة، ومن الثقة به هو أن تتأكد بأنك تسير على هديه، وإلا فقد تدعو، قد يجتمع صف من العلماء العبَّاد في مسجد يدعون الله على أمريكا وإسرائيل ولا يحصل شيء، ليست المسألة على هذا النحو.

 

تحركوا من منطلق الثقة لأن ما يدل على أن الإنسان يعيش حالة الثقة بالله سبحانه وتعالى هو أن ينطلق، هو أن يتحرك حتى في الظرف الذي يرى كل ما حوله ليس في اتجاهه، يرى كل ما حوله بعيداً عنه، ويرى نفسه ضعيفاً، يرى موقفه غريباً، يرى منطقه ممقوتاً، هذه هي اللحظة التي أيضاً تدل على مدى ثقتك بالله، إذا ما انطلقت في ظروف مثل هذه، في مرحلة معينة.

 

أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام

دروس من هدي القرآن الكريم

من ملزمة الثقافة القرآنية

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ2002/08/04

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا