استشهاد شاب متأثرا بإصابته برصاص العدو الصهيوني شرق طولكرم
موقع أنصار الله – متابعات – 27 شوال 1445هـ
استُشهد، مساء اليوم الإثنين، الشاب الفلسطيني عمار عبد الله عوفي (35 عاما)، متأثرا بإصابته الحرجة برصاص قوات العدو الإسرائيلي في ضاحية ذنابة، المتاخمة لمخيم طولكرم.
وكان العوفي قد أصيب صباح اليوم برصاص العدو خلال العدوان المتواصل على مخيم طولكرم، أثناء وجوده قرب منزله في الضاحية، وتم نقله إلى مستشفى الإسراء التخصصي في طولكرم، ومن ثم إلى مستشفى النجاح، نظرا إلى خطورة حالته، وأُعلن عن استشهاده في وقت لاحق.
وتواصل قوات العدو الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، منذ أكثر من 17 ساعة.
وفرضت قوات العدو الصهيوني حصارا مشددا على مداخل مخيم طولكرم كافة، وانتشرت في شوارعه، وشنت حملة دهم وتغتيش واسعة طالت عشرات المنازل.
وتعمّدت قوات العدو التنكيل بالمواطنين خلال عمليات الاقتحام وترويع الأطفال والنساء باستخدام الكلاب البوليسية، كما وحولت عددا من منازل المخيم إلى نقاط مراقبة عسكرية بعد أن استولت عليها واحتجزت من فيها في غرفة واحدة.
واعتقلت قوات العدو عشرات الشبان، وأخضعتهم للتحقيق والاستجواب، بعد تقييد أيديهم وتعصيب أعينهم، ولا تتوفر حتى الآن إحصائية حول عدد المعتقلين وهوياتهم.
وتعمّدت جرافات العدو الصهيوني تدمير البنية التحتية في شوارع المخيم وحاراته ومحيطه، وتخريب ممتلكات المواطنين، وعزل الحارات عن بعضها البعض، كما تسببت بانقطاع التيار الكهرباء والإنترنت.
وكانت قوات العدو قد ارتكبت فجر السبت الماضي، مجزرة في بلدة دير الغصون شمال طولكرم، بعد أن حاصرت منزلا لعائلة المواطن بشير بدران، وقصفته بقنابل، وهدمته على رؤوس من كانوا داخله، ما أسفر عن استشهاد خمسة شبان، وهم: تامر رأفت عبد الرحمن فقها (32 عاما)، وعلاء أديب عبد الجابر شريتح (45 عاما)، وأسال بشير توفيق بدران (42 عاما)، وعدنان تيسير كامل سمارة (40 عاما)، واحتجز الاحتلال جثامينهم، فيما نُقل جثمان شهيد خامس لم تُعرف هويته بعد، إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن إصابة خطيرة برصاص العدو الصهيوني الحي في الرأس وصلت إلى مستشفى الإسراء في طولكرم.
وقالت جمعية الهلال الأحمر، إن قوات الاحتلال قامت بتفجير النقطة الطبية التابعة للجمعية في مخيم طولكرم، ما أدى إلى تلف كافة المعدات الطبية الموجودة داخل النقطة الطبية وخروجها عن الخدمة.
وكانت قوات كبيرة من “جيش” العدو الصهيوني قوامها 50 آلية عسكرية ترافقها 4 جرافات من النوع الثقيل، قد اقتحمت فجرا المدينة من محوريها الغربي والجنوبي، وجابت شوارعها وأحياءها وتحديدا الشرقية والغربية والشمالية ووسط ميدان جمال عبد الناصر، قبل أن تتوجه إلى مخيم طولكرم.
وحاصرت قوات العدو المخيم من كافة مداخله عبر نشر آلياتها في الشوارع والأحياء المؤدية إليه، ونشرت قناصتها في البنايات العالية على مدخل المخيم والمحاذية والمحيطة به، ودورياتها الراجلة في حاراته وفرضت منعا للتجوال، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
وشرعت جرافات العدو بتجريف شوارع حارات المخيم، وشملت حارات المدارس عند مدخل المخيم الشمالي، والحمام، والشهداء، والسوالمة، والمربعة، وتخريب البنية التحتية وممتلكات المواطنين من مركبات وجدران، ومداخل عدد من المنازل والمحلات التجارية، في الوقت الذي عزلت الحارات عن بعضها البعض بشكل كامل.
كما جرفت جرافات العدو الصهيوني الشارع الأمامي لمقر المقاطعة في الحي الشرقي المحاذي لأحد مداخل المخيم، ما تسبب في دمار وتخريب للبنية التحتية في المكان.
وداهمت قوات العدو منازل المواطنين وقامت بتفتيشها وتخريب محتوياتها، وإخضاع أصحابها للتحقيق والاستجواب، وحولت عددا كبيرا منها لثكنات عسكرية، في الوقت الذي فجرت فيه عددا من المنازل داخل حارات المخيم، بعد إخراج سكانها منها.
وتسبب العدوان المتواصل على المخيم إلى انقطاع خطوط الكهرباء، والمياه، والإنترنت، وبالتالي عزله عن العالم الخارجي.
وانتشرت آليات العدو الصهيوني في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي القريب من مدخل المخيم الشرقي، وشارع نابلس المحاذي لمدخل المخيم الشمالي، ودوار المسلخ، ومحيط المقاطعة، وضاحية ذنابة المتاخمة للمخيم، ومحيط مستشفى الإسراء في الحي الغربي ومختلف أحياء المدينة، وتمنع المواطنين من التنقل.
ومنعت قوات العدو الصحافيين من التواجد على مداخل المخيم، وقامت بطردهم من المكان، كما منعت مركبات الإسعاف من دخول المخيم وقامت بتفتيشها بحثا عمن تدعي أنهم مطلوبون.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر بأن قوات العدو الصهيوني تحاصر مجموعة من المتطوعين داخل منزل عائلة أبو دية في حارة الحمام، وتقوم بهدم واجهات المنزل، ما يعرضهم للخطر.
وعلقت مديرية التربية والتعليم الدوام المدرسي في مدارس المدينة والضواحي وبلدة عنبتا شرقا، فيما حولت بقية مدارس المديرية إلى التعليم الالكتروني، كما أعلنت جامعة خضوري عن تعليق الدوام الوجاهي اليوم.
وأعلن محافظ طولكرم تعليق الدوام اليوم في مؤسسات المحافظة، بسبب الوضع الراهن الذي تشهده المدينة ومخيمها.
وسبق اقتحام مخيم طولكرم، اقتحام آليات العدو الصهيوني وجرافاته محيط مخيم نور شمس شرق المدينة، وفرضت طوقا مشددا عليه ومنعا للتجوال، وقامت بتخريب وتجريف مقاطع من شارع السكة، والشارع المحيط بميدان الشهيد سيف أبو لبدة المحاذي للمخيم الذي دمرته خلال اقتحاماتها السابقة.