عجز غربي أمام البجرية اليمنية

 

ها هو يمن الإيمان والجهاد، بات محط الأنظار، إليه تشخص الأبصار، ومنه ترجف القلوب، وإليه تتطلع عيون الأحرار التواقون لنسيم العزة والإباء، ومنه تتعلم الجيوش فن الحرب والنزال.

أمريكا وبريطانيا، كانتا تتوقعان أنهما ستردعان اليمن بمجرد انتشار سفنهمها الحربية في المنطقة، فإذا باليمن يجعل من سفنهما أهدافا لمسيراته وصواريخه، حتى باتت التصريحات تتوالى من كبار قادة البلدين والبلدان الغربية الأخرى، والتي تؤكد جميعها، أن القوة لن تنفع مع اليمن، فبعد نحو 500 هجوم جوي وصاروخي أمريكي وبريطاني، يخرج علينا المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، باتريك رايدر، ليعترف “أن محاولة ردع القوات المسلحة اليمنية لم تنجح حتى الآن”، فيما ذهب قائد العملية البحرية الأوروبية في البحر الأحمر، الى أبعد من ذلك بقوله: “إن الخطر الناجم عن الهجمات من اليمن أصبح أكثر حدة من أي وقت مضى”.

إذا ما تحدثنا عن الملحمة الكبرى التي يسطرها أبناء اليمن في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط بالأرقام، فعندها ستتكشف أكثر، طبيعة هذه الملحمة التي وصفها المراقبون، بأنها أكبر منازلة بحرية تخوضها القوات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، ضد دولة توصف بأنها “الأفقر عربيا”، إلا أنها أثبتت للعالم أجمع، بأنها الأقوى والأكثر جرأة، على منازلة أساطيل أمريكا، بل وإذلالها، وإجبارها على الانسحاب بعد أن فرضت عقوبات على أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي، تمخضت عن رفض أغلب شركات التأمين تغطية السفن الأمريكية والبريطانية و“الإسرائيلية”، وهو أمر لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.

أمريكا وبريطانيا، ومن خلال دعمها الأعمى للكيان الإسرائيلي، وعدوانه على غزة، أضرتا كثيرا، بـ”ازدهار” أوروبا، فقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن التصعيد القائم في البحر الأحمر يعرقل حركة الشحن، وأوروبا تتحمل العبء الأكبر، فعسكرة البحر الأحمر أقنعت المزيد من شركات النقل باختيار الرحلة الأكثر أماناً ولكن الأطول والأكثر تكلفة حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي سيضاعف تكاليف الشحن، والذي سيدفع بدوره معدل التضخم في منطقة اليورو إلى الارتفاع بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية وخفض النمو الاقتصادي بمقدار نقطة مئوية تقريبا، وأن انخفاض التضخم الذي تمتعت به أوروبا العام الماضي يمكن أن يتباطأ، ومع ضعف اقتصاد منطقة اليورو بالفعل، فقد يدفعه ذلك إلى الانكماش خلال عام 2024.

ضربة لاقتصاد الكيان

وجهت القوات المسلحة اليمنية ضربات قاصمة للاقتصاد في هذا الكيان المزيف، فباعتراف وزير مالية الكيان، بتسلئيل سموتريتش “كلفة الحرب المباشرة، تصل إلى 246 مليون دولار يوميا”، ففي حال استمرت 8 أشهر فإن التكاليف المباشرة قد تصل إلى 50 مليارا.

الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على الكيان الإسرائيلي، أصاب اقتصاد الكيان في مقتل، حيث انخفضت الاستثمارات وتباطأ نمو الإنتاجية واضطرب سوق العمالة.

تقارير اقتصادية صادرة عن مراكز تابعة للكيان، كشفت وبالأرقام، عن حقيقة الأزمة الاقتصادية التي يواجهها، وهي أزمة في اتساع مستمر، ومن هذه الأرقام:

-تقلص الاقتصاد في الكيان الإسرائيلي بمعدل 20 % .

–انخفض معدل النمو الاقتصادي من 6.5 % إلى 2 % .

–انخفض الإنفاق الاستهلاكي بمعدل 27 % .

-انخفض حجم الاستيراد والتصدير بحوالي 42%  و18% على التوالي.

–انخفض الاستثمار بمعدل 67.8 % .

–انخفاض حاد في العمليات التشغيلية.

–ارتفاع الإنفاق الحكومي بمعدل 88.1 % ذهب معظمه للإنفاق العسكري.

-أجبر الكيان على إنشاء صندوق إقراض بقيمة 10 مليارات.

إذا كان أحرار العالم، ينحنون إجلالا واعتزازا وإكراما، لليمن، الذي وقف وقفة عز وكبرياء، أمام جبابرة الأرض، نصرة لغزة وأهلها والمقدسات الإسلامية، فإن أعداء الأمة سينحنون أمامه أيضا ولكن خوفا ورهبة، “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”.

ارتفاع الأسعار يجتاح الكيان

في بداية شهر مايو الجاري، ضربت موجةٌ جديدةٌ من ارتفاع الأسعار أسواق العدوّ الصهيوني، في إطار الأزمة الاقتصادية التي أصابت كيان الاحتلالِ؛ نتيجةَ تداعيات الحرب الجارية، وفي مقدمتها الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على الموانئ المحتلّة.

ونشرت صحيفةُ “يديعوت أحرنوت” العبرية، نهايةَ الأسبوع الماضي، تقريرًا قالت فيه: إن “ثلاثًا من أكبر شركات الأغذية في “إسرائيل”، وهي (تنوفا وتيرا وشتراوس) أعلنت عن زيادة أسعار منتجات الألبان لتنضم بذلك إلى عشرات الشركات التي ستجعل آلاف المنتجات أكثر تكلفة”.

وأضافت الصحيفة العبرية أن هذا الارتفاع يأتي ضمن “زيادات كبيرة في أسعار معظم المصنعين والمستوردين الذين رفعوا أسعار آلاف المنتجات في سلاسل التسويق خلال عام، حَيثُ قام البعض برفع الأسعار في عام 2023، والبعض الآخر في عام 2024، بل إن معظمهم فعل ذلك مرتين، وبطبيعة الحال، لا يوجد مستهلك في “إسرائيل” لا يشتري المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية؛ لذلك يصل هذا الضرر إلى كُـلّ بيت في إسرائيل” حسب ما جاء في التقرير.

وأوضح التقرير أن شركة “شتراوس” أعلنت أنها سترفع أسعار منتجات الألبان بنسبة 4.48 %، فيما فرضت شركة “تنوفا” زيادة تصل إلى 10 % على منتجات الألبان الخَاصَّة بها ومنتجات أُخرى منها البازلاء.

وَأَضَـافَ أن شركة” تارا “أعلنت عن زيادة سعر منتجات الألبان بنسبة 4.5 %، بالإضافة إلى زيادة أسعار منتجات كوكا كولا وكولا زيرو وسبرايت وكارلسبيرج وغيرها من ماركات البيرة.

وقال التقرير: إنَّ “عدداً كَبيراً من المنتجات الغذائية ستصبح أعلى تكلفة في مايو إلى جانب الألبان، ومنها منتجات شركة ديبلومات المستوردة، وشركة هنكل سود المستوردة والمصنعة، وشركة آيس كريم نستله”.

وستطالُ الزياداتُ أَيْـضاً منتجاتٍ غيرَ غذائية مثل “البطاريات، ومساحيق الغسيل تايد وآرييل، ومنتجات النظافة النسائية تامباكس وأولويز، وسائل غسل الأطباق فيري، وفرشاة الأسنان الكهربائية أورال بي” ومنتجات أُخرى، بحسب التقرير.

وأشَارَ التقرير إلى أن “المنتجات ستصبح أكثر تكلفة بالنسبة لتجار التجزئة في منتصف شهر مايو، وسيصل ذلك إلى المستهلكين بعد نفاد المخزون الحالي”.

وَأَضَـافَ أن “قائمة العلامات التجارية التي أصبحت أكثر تكلفة طويلة وتضم عشرات العلامات التجارية، حَيثُ تحتوي كُـلّ علامة تجارية على عشرات الأنواع الفرعية وربما أكثر من ذلك، بالإضافة إلى العلامة الخَاصَّة والمنتجات الطازجة والمجمدة مثل الدواجن واللحوم والأسماك والخضروات، والمنتجات التي لم تصبح أكثر تكلفة، يتم تخفيضها أَو توسيعها أَو تسويقها على أنها فريدة ومتميزة؛ مِن أجلِ الحصول على بضعة “شواكل” إضافية من المستهلك، لقد وصلت الزيادة في الأسعار إلى كُـلّ فئة في السوبر ماركت؛ لدرجة أنه إذَا قمت بتغطية رفوف المنتجات التي أصبحت أكثر تكلفة، فقد لا يتبقى لديك الكثير للشراء”.

وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية العبرية تقريرًا قالت فيه: إن “شركة جاد للألبان أعلنت أَيْـضاً عن زيادة أسعار منتجاتها بمتوسط 3.5 % ابتداء من 16 مايو”.

وبحسب التقرير، فقد برّرت الشركة الارتفاع بعدة عوامل منها “المواد الخام وعوامل التعبئة والتغليف ومدخلات الإنتاج وأسعار الاستيراد” وهو ما يشير بوضوح إلى مشاكل الشحن التي نتجت؛ بسَببِ عمليات الحصار البحري اليمني على موانئ كيان العدوّ، والتي أَدَّت إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري وتأخير تسليم الشحنات سواء فيما يتعلق بالبضائع المستوردة أَو بالمواد الخام.

ومنذ بدء عمليات الحصار البحري اليمني على الصهاينة، شهدت أسواق العدوّ الإسرائيلي عدة موجات من ارتفاع الأسعار، وصلت في بعض الحالات إلى 50 %، وقالت الشركات المستوردة: إن ذلك بسَببِ ارتفاع تكاليف النقل البحري؛ نتيجة إغلاق طريق البحر الأحمر، واضطرار السفن للالتفاف حول إفريقيا؛ الأمر الذي يسبب أَيْـضاً تأخيرات كبيرة في تسليم الشحنات، بالإضافة إلى نقص في المخزونات.

وأعلنت القوات المسلحة، بدء المرحلة الرابعة من التصعيد ضد العدوّ الصهيوني، والتي ستتضمن استهداف السفن المتوجّـهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة الواقعة على البحر المتوسط، في أي مكان تطاله النيران اليمنية؛ وهو ما ينذر بتداعيات إضافية كبيرة على اقتصاد العدوّ، حَيثُ ستؤدي العمليات التصعيدية اليمنية إلى قفزات جديدة في أسعار السلع المستوردة، وإلى نقص في مخزوناتها، بالإضافة إلى هُبُوط في حركة الموانئ سيكبد العدوّ خسائرَ كبرى.

اليمن يفقد الكيان مركزه البحري

وواصلت وسائلُ إعلام العدوّ الإسرائيلي التأكيدَ على فاعلية الجبهة اليمنية المساندة لغزة، حَيثُ قالت تقارير عبرية: إن “إسرائيل” فقدت قوتها كمرساة للتجارة البحرية في المنطقة؛ نتيجة التأثيرات التي سببها الحظر اليمني المفروض على وصول السفن إلى موانئ فلسطين المحتلّة، ومن تلك التأثيرات انهيار ثلثَي واردات السيارات إلى الكيان منذ بدء العام الجاري.

ونشرت صحيفة “ذا ماركر” العبرية تقريرًا أكّـدت فيه أن “حركة الحاويات في “إسرائيل” انخفضت في الربع الأول من العام الجاري إلى 19.9 ألف حاوية بالمقارنة مع 44.2 ألف حاوية في الربع الأول من العام الماضي” وهي نسبة تزيد عن 51 %.

وأضافت الصحيفة أن “هذا يعني أن هجمات الحوثيين تسبّبت بخسارة “إسرائيل”، على الأقل في الوقت الحالي، مكانتها كنقطة ربط مركَزية لحركة الحاويات في البحر الأبيض المتوسط، ولا يوجد احتمالٌ لتغيير الوضع في الأشهر المقبلة”.

وأوضحت أن “معظم سفن الحاويات تقوم اليوم برحلة ذهابًا وإيابًا حول إفريقيا، بحيث أصبح ميناء خليج حيفا هو المحطة الأخيرة في طريق السفينة، وبالتالي لم يعد بإمْكَان الميناء العملُ كمحطة إقليمية رئيسية”.

وذكرت الصحيفة في تقرير آخر أن نسبة واردات السيارات إلى “إسرائيل” خلال الربع الأول من هذا العام انخفضت بنسبة 65 % بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بيانات هيئة الشحن والموانئ في حكومة العدو.

ونقلت صحيفة “غلوبس” العبرية أَيْـضاً عن البيانات نفسها أن واردات السيارات الكهربائية من الصين إلى “إسرائيل” انخفضت بنسبة 51 % خلال الربع الأول من هذا العام.

وأكّـدت الصحيفتان أن الوضع في البحر الأحمر، أسهم في هذا الانخفاض الحاد، في إشارة إلى الحصار الذي فرضته القوات المسلحة على السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة.

يشار إلى أن ميناء أم الرشراش (إيلات) كان هو الميناء الرئيسي لاستقبال السيارات المستوردة إلى كيان العدوّ، حَيثُ كان يستقبل 50 % من إجمالي السيارات المستوردة.

ونقلت صحيفة “ذا ماركر” عن رئيس غرفة الشحن في كيان العدوّ، “يورام زيبا”، قوله: إن “صناعة الشحن غير متحمسة لإنعاش الشحن البحري إلى إسرائيل”.

وَأَضَـافَ بالقولِ: “كُلَّ حاوية يتم تأخيرُها تسبِّبُ ضررًا لسلسلة التوريد، إن الأمر لا يتعلق فقط بشاشة تلفزيون، ولكنها مكونات تُستخدَمُ في الصناعة والمنتجات الغذائية”.

إقرار أمريكي أوروبي بالفشل

 

وفي إطار الاعترافات المتواصلة للتحالف الأمريكي والأوروبي في عدم القدرة على إيقاف العمليات البحرية اليمنية، قالت صحيفة التليجراف البريطانية: إن الحملة العسكرية الأمريكية البريطانية فشلت في تحييد اليمن عن مواصلة قطع الملاحة في البحر الأحمر للسفن الإسرائيلية والمرتبطة بـ”إسرائيل” وإلى جانبها السفن الأمريكية والبريطانية.

وأوضحت الصحيفة أن الحملة العسكرية الأمريكية البريطانية ومعها التحالف الأوروبي (أسبيدس) لا يمكن له أن يفوز في معركة البحر الأحمر وما يمكنهم فعله هو القتال فقط.

وأضافت الصحيفة: إن “الحوثيين اليمنيين حققوا أهدافهم وعطلوا الملاحة في مضيق باب المندب والبحار المحيطة به واستنزفوا موارد المهاجمين لهم، وفي المقابل فإن عدد السفن الحربية المنتشرة في البحر الأحمر ينخفض بينما معدل الضربات المضادة الأمريكية البريطانية على اليمن أصبح بطيئاً، ومع كل الحضور العسكري الأمريكي البريطاني والأوروبي في البحر الأحمر إلا أن الملاحة البحرية لا تزال منخفضة ولم تتمكن أمريكا من استعادتها.

وعن انخفاض معدل الهجمات على السفن في البحر الأحمر والبحر العربي، قال التليجراف: إن السبب في ذلك ليس ضعف القدرات العسكرية لقوات “الحوثيين”، بل لأن السفن التي منعوا عبورها من مضيق باب المندب لم تعد تمر من هناك ولهذا لم يعد هناك سفن يستهدفونها.

وأضافت التليجراف: إن “الآثار الاقتصادية على بريطانيا مباشرة بشكل عام، نتيجة انخفاض حركة السفن عبر مضيق باب المندب”.

أما مؤشرات فشل التحالف الأوروبي فقد أقرَّ قائدُ العملية الأُورُوبية المسانِدةِ للتحالف الأمريكي في البحر الأحمر، بالفشل في الحد من العمليات البحرية اليمنية.

وقال الأميرال فاسيليوس جريباريس، قائدُ العملية الأُورُوبية التي أُطلِقَ عليها اسم “أسبيدس”: إنه “منذ إطلاق عملية أسبيدس في 19 فبراير 2024 وحتى الآن، ظل مستوى التهديد على حاله” بحسب ما نقل موقع قناة “العربية” الناطق باللغة الإنجليزية.

ويمثل هذا التصريح اعترافًا واضحًا بالفشل في الحد من العمليات اليمنية التي تستهدف السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا.

التصعيد من تحت الأمواج

وقال القائد في البحرية السريلانكية الباحث العسكري في معهد دراسات الأمن القومي السريلانكي الأول المعني بالأمن القومي، والذي يعمل تحت إشراف وزارة الدفاع السريلانكية أميلا براسانجا: إن هناك تصعيداً جديداً للبحرية اليمنية في عملياتها ضد الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية يتمثل في سلاح جديد تهديده خطير.

وفي مقالاً للضابط السريلانكي نشره مركز الأمن البحري الدولي: إن “استخدام الحوثيين للمركبات غير المأهولة تصعيداً كبيراً في أزمة البحر الأحمر المستمرة، المركبات غير المأهولة الغاطسة، رغم أنها ليست متطورة مثل الغواصات العسكرية الكبيرة، تشكل تحدياً كبيراً للعمليات البحرية الغربية المصممة في المقام الأول لمواجهة التهديدات السطحية والجوية، لكن ظهور تهديد الطائرات بدون طيار التابعة لليمنيين يتطلب إعادة تقييم شاملة لاستراتيجيات وتكتيكات الدفاع البحري المستخدمة في البحر الأحمر”.

وكشف القائد السريلانكي، مدى صعوبة لدى القوات البحرية الغربية التي تتصادم مع البحرية اليمنية في تكييف عملياتها في البحر الأحمر لتعزيز الدفاع من الهجمات التي تأتي من تحت سطح البحر في ظل عدم وجود تعزيز دفاعات للتهديدات غير السطحية في المياه.

وتحت عنوان “قدرات الحوثيين على الطائرات بدون طيار والتهديد المتطور”، أكد القائد في البحرية السريلانكية أن القوات اليمنية أدخلت عنصراً جديداً ومثيراً للقلق في المشهد الأمني المتوتر في البحر الأحمر، وهو المركبات غير المأهولة، والتي قالت: إن المعلومات حولها لا يزال غامضاً ورغم أنها منخفضة التكلفة إلا أنها تشكل تهديداً كبيراً بسبب عدة عوامل أبرزها: النطاق التشغيلي وقدرة الحمولة للمركبات غير المأهولة لا يزال غير معروف حالياً، وحتى لو كان مداها فقط عشرات الأميال فإن ذلك يمكن اليمنيين من استهداف الشحن التجاري داخل البحر الأحمر، ومن الممكن أن تكون محملة بطوربيدات أو متفجرات معبأة في الهيكل وقد تكون كافية لإلحاق أضرار كبيرة بالسفن التجارية”.

وقال القائد في البحرية السريلانكية: إن البساطة في أنظمة الطوربيدات الغواصة التي ينتجها اليمنيون تجعل من الصعب على القوات البحرية الغربية اكتشافها والقضاء عليها قبل أن تصل إلى أهدافها.

وأضاف: إن الدفاعات البحرية الغربية المصممة لمواجهة التهديدات السطحية والجوية أثبتت عدم فاعليتها إلى حد كبير في منع التهديدات التي يطلقها اليمنيون تحت سطح البحر.

قوة استخبارية وأمنية

أما فيما يتعلق بالإنجازات اليمنية في الجانب الأمني فقد عَلَّقت صحيفةٌ روسيةٌ شهيرة، على الإنجاز الأمني اليمني الأخير المتمثل بضبط وتفكيك خلية تعملُ لصالح العدوَّينِ الأمريكي والإسرائيلي.

ففي تقرير لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، تحت عنوان “الأمريكيون يخوضون حرباً عمياءَ”، أكّـد أن وزارة الحرب الأمريكية والمسؤولين البريطانيين يشكون من انعدام البيانات الاستخبارية التي يحتاجونها للحرب على اليمن ووقف العمليات التي تستهدف السفن المرتبطة بـ”إسرائيل”.

وقالت الصحيفة الروسية: إن “استمرار الحملة العسكرية الأمريكية البريطانية في اليمن يعوقه نقص المعلومات الاستخبارية، وهذا ما يقوله المسؤولون العسكريون الأميركيون عند تحليل الضرر الذي ألحقته العملية الدولية لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر بالإمْكَانات العسكرية لحركة الحوثيين أنصار الله”.

وأضافت “نيزافيسيمايا غازيتا” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين قولهم: “لم يكن لدى الولايات المتحدة معلومات مفصلة عن حجم الترسانات التي كانت بحوزة الحوثيين قبل بدء الهجمات الجماعية في يناير من هذا العام”، في إشارة إلى الإفلاس الاستخباري الأمريكي البريطاني، لا سيَّما بعد تفكيك كُـلّ الخلايا السرية العميلة، وكذلك بعد رحيل النفوذ الأمريكي على أعقاب الخروج المذل في الـ11 من فبراير العام 2015م.

كما نقلت الصحيفة الروسية عن كبير الباحثين في مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات، يوري ليامين قوله: إن “معرفة أن اليمنيين يمتلكون أسلحةً معينةً شيء، والحصول على معلومات عن الأماكن الفعلية لتجميعها وتخزينها، وانتشارها هو شيء آخر؛ أي أنه يمكن للولايات المتحدة و”إسرائيل” تقويم الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون حتى على أَسَاس ما استخدموه في وقت سابق خلال الأعمال القتالية ضد التحالف الذي تقوده المملكة السعوديّة، وما عرضوه في استعراضاتهم في 2022-2023، ومع ذلك، يتمتع الحوثيون بسنوات عديدة من الخبرة في القتال في ظروف يتمتع فيها عدوهم بتفوق جوي ساحق وإمْكَانات استخباراتية قوية”.

وفي ختام تقريرها، أكّـدت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، أن اليمنيين تمكّنوا خلال السنوات الماضية من تمويه أسلحتهم وإخفائها، واكتسبوا مهارات وقدرات لنقلها دون القدرة المعادية على رصدها أَو تعقبها، منوّهة إلى أن من أسمتهم “الحوثيين فعَّالون للغاية في حماية المعلومات الداخلية من التسريبات”.

ويأتي هذا التقريرُ إضافةً إلى الاعترافات الأمريكية البريطانية الرسمية، بإفلاس تحالف وانشطن ولندن عن حيازة أية معلومات بشأن التسليح اليمني؛ ما يعني أن القدراتِ الاستخباراتيةَ اليمنية قد فاقت بكثيرٍ قوةَ الاستخبارات الأمريكية البريطانية، والتي لجأت مؤخّراً للتغرير بالبسطاء والدفع بهم لرصد تحَرّكات وحدات بسيطة من القوات المسلحة، قبل أن تقومَ وزارة الدفاع والداخلية بإنجاز نوعي جديد سقطت فيه واشنطن ولندن من جديد، ولكن من البوابة الأمنية الاستخبارية، حَيثُ تمكّنت الدفاع والداخلية من تفكيك خلية تجسُّس تعمل لصالح أمريكا و”إسرائيل” في محافظة الحديدة، وقد قام الإعلام الأمني بنشر اعترافاتهم، الإثنين.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com