الصرخةُ عنوانٌ لمسيرة أُمَّـة
موقع أنصار الله ||مقالات|| عبدالقوي علي أبو هاشم
لقد عمل الشهيدُ القائدُ على خلق توجُّـه عملي واسع تجاه تحَرّكات الأعداء وعلى رأسهم أمريكا و”إسرائيل”، وقد توجّـه عمليًّا في الجوانب الفكرية والثقافية والدينية والإعلامية والأخلاقية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، وفي مقدمتها جميعًا: الصرخة والمقاطعة، وقد أثمر ذلك التوجّـه الذي أسَّسه الشهيدُ القائد هذا الموقف في وجه أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا نصرة لفلسطين، وأثمرت هذه الأُمَّــة التي تخرج كُـلّ جمعة بالملايين، وأثمرت تلك الصواريخُ التي تضرب العدوّ إلى أُمِّ الرشراش، وتضرب السفن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي حتى شاهدنا أمريكا تعترف مما تتعرضُ له حاملة طائراتها ومدمّـراتها؛ وتبدي خوفًا من صواريخنا وطائراتنا، وهذا يعتبر نصرًا كَبيراً من الله، ونحمدُ اللهَ عليه كَثيراً، ويعتبر شاهدًا على تأثير موقفنا في نصرة غزة وفلسطين، وهزيمة كبيرة للأمريكيين والأُورُوبيين وتحالفهم في البحرَين الأحمر والعربي، وأثمرت الصرخة تحَرُّكًا شاملًا تنمويًّا وزراعيًّا، وحرّرت القرار اليمني من المستعمرين الجدد.
لا زالت المخاطر تحيط بالأمة، ولا زلنا بحاجة إلى الحركة بكل جد ضد العدوّ، وقد كشف الشعار بأُسلُـوبه الحكيم زيف ما يدّعيه الأعداء من حرية وديمقراطية والسماح بالتعبير؛ فكان الشعارُ عبارةً عن حرية تعبير كما يدّعون، ولكن حينما رُفِعَ توجّـهت أمريكا وأذنابُ أمريكا لمواجهته، وانكشف زيفُ تلك الحرية، واليوم تتكشف تلك الدعايات أَيْـضاً؛ فحرية التعبير لدى أمريكا ليست إلا لإنسان يسيء للدين وللأنبياء وللكتب، أَو لمن يحرق القرآن الكريم، أَو يعمل على التخلي عن القيم والمبادئ الدينية والفطرية ويمارس الشذوذ، وتلك هي الحرية لديهم، ولكن حينما تمُسُّ تلك الحريةُ بـ “إسرائيل” وأمريكا؛ فَــإنَّ تلك الحرية تنتهي ويسقُطُ القناع، كما يحدث اليوم من اعتقالات وانتهاك للطلاب الأمريكيين في الجامعات الذين يتظاهرون مطالبين بوقف القتل لأهالي غزة.
والشعارُ عمل على تعزيز التعبئة العامة، والروحية الجهادية، والمشاركة في الأعمال الجهادية ضد أعداء الأُمَّــة، وعمل على تحصين الساحة اليمنية من التورط في العمالة والخيانة وخدمة الأعداء، وخَلَقَ بيئة معادية ورافضة للسياسات والإملاءات والتوجّـهات الأمريكية والإسرائيلية في أي مجال.
كانت الصرخةُ نقطةً بسيطةً في بحر متلاطم الأمواج من ضلالٍ أمريكي وصهيوني فكري وإعلامي، وضغط وترغيب وترهيب وقوة، وحملات عسكرية وأمنية واحتلال، ولكن الصرخة كانت موافقة لمنهج الله في مواجهة المستكبرين، وبداية عودة للنهج الجهادي للأنبياء والأولياء الصالحين؛ فكانت إرادَةُ الله معها؛ فحوربت لتضعُفَ ولكنها قويت، وعملوا على كتمها فانتشرت، وعملوا على إسكاتها فانفجرت، ومن مسجدٍ إلى مساجد، ومن مساجد إلى ساحات، ومن ساحات إلى جبهات، ومن العشرات إلى المئات إلى الآلاف ثم إلى الملايين، ومن مديرية إلى محافظة، ومن اليمن إلى خارج اليمن، وها نحن نشاهدها عنوانًا للأحرار في اليمن وخارجه؛ لأَنَّها رُفِعت غضبًا لله ونصرة لدينه وعباده، ولم تُرفع حزبية ولا طائفية، ولكنها خطوة في مسار التحرّر من الهيمنة الأمريكية، وعودة لنهج إبراهيم وصرخته في وجه النمرود والكافرين.