السيد القائد: الأمريكي مشترك في إبادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وفي تجويع من تبقى منهم

 

موقع أنصار الله – صنعاء – 8 ذو القعدة 1445هـ

 

ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة عن آخر المستجدات في فلسطين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحا أن العدو الاسرائيلي مستمر في ارتكاب مجازر الإبادة بحق الشعب الفلسطيني ، مؤكدا أن مجزرة واحدة في غزة كانت تكفي أن تحرك الضمير الإنساني وأن تصدر المواقف القوية للسعي لمنع الإبادة، لافتا إلى أنه لا توجد عملية حصر دقيقة للضحايا في قطاع غزة، وما يتم نشره هي إحصائيات تقريبية.

وأكد أن الأمريكي له دور أساسي في حرب التجويع وفي الإبادة بقنابله الفتاكة والمدمرة وهناك اهتمام في أمريكا بكيفية صناعة القنابل قوية التدمير للمدن، وهذا يدل على التوجه الإجرامي العدواني، موضحا أن الأمريكيين منذ البداية يصنعون أسلحتهم لتكون بالشكل المدمر للمدن والقاتل بشكل جماعي للسكان فالأمريكي في استراتيجيته وتكتيكه الحربي يضع المدن وسكانها المدنيين في دائرة الاستهداف .

وقال السيد: في حرب التجويع، الأمريكي هو الذي رتب الخطة لاستهداف معبر رفح وقدم للعدو الإسرائيلي كل أشكال الدعم فالأمريكي مشترك في إبادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وفي تجويع من تبقى منهم.

وجدد التأكيد على أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى إلحاق أشد وأقسى المعاناة بالفلسطينيين، وهي حالة تعكس النزعة الإجرامية للعدو، موضحا أن  كثير من العائلات الفلسطينية نزحت في مرحلة العدوان أكثر من 5 مرات تحت سمع وبصر المجتمع الدولي ومنظماته، لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي يترصد النازحين خلال تنقلهم من منطقة إلى أخرى ليقوم بقتلهم بشكل جماعي.

ذكرى النكبة

وأوضح السيد أن المأساة في غزة تزامنت هذا الأسبوع مع الذكرى الـ 76 للنكبة حين قامت بريطانيا بتمكين اليهود من احتلال فلسطين، موضحا أن البريطاني مكّن اليهود من فلسطين بجرائمه واستهداف الأحرار من الفلسطينيين وإعاقة أي تحرك تحرري، كما أن البريطاني إبان تمكين اليهود اشتغل في المحيط العربي حتى لا تكون هناك ردة فعل قوية لدعم الشعب الفلسطيني، موضحا أن كل خطوة كان ينفذها البريطاني ومعه اليهود الصهاينة إبان احتلال فلسطين كانت تقابل بتخاذل عربي وإسلامي.

وأكد أن من أكبر الأخطاء – بعضها بالإهمال والبعض الآخر بالتواطؤ –  هو تغييب الأحداث أيام احتلال فلسطين من المناهج الدراسية فالجرائم الفظيعة إبان احتلال فلسطين حدثت وقد أصبحت عناوين الحقوق والديمقراطية والحرية موجودة في الغرب.، مضيفا أنه ورغم العناوين الزائفة للدول الغربية إبان احتلال فلسطين لكنها لم تقف بوجه الجرائم الوحشية، بل وفرت الدعم للصهاينة.

وأوضح السيد أن البعض من ابناء القرى أيام الاحتلال البريطاني  أعدموا بالرصاص والبعض بالحرق بالنار والبعض بالديناميت والبعض بالفؤوس والسكاكين والخناجر، واستمرت هذه المأساة وكانت كل سنة أفظع وكان البريطاني يقدم الدعم والحماية وعندما ثار الشعب الفلسطيني عام 1936م تخاذل العرب ولو دعموا الشعب الفلسطيني لما حدثت النكبة مضحا أن بعض زعماء العرب طلبوا من الثوار الفلسطينيين ن يتوقفوا وان يثقوا بالوعود البريطانية بأن بريطانيا ستذهب من فلسطين، وحصل بعد ذلك استيفاد مئات الآلاف من اليهود لاحتلال فلسطين.

وقال السيد: لبريطانيا وأمريكا دور أساسي في الإبادة الجماعية والتهجير إبان احتلال فلسطين وهي أكبر عملية تطهير عرقي في القرن العشرين ، وأضاف: من العار على الأمم المتحدة أنها قبلت بالعدو الإسرائيلي عضوا فيها وهو كيان محتل قائم على الإجرام والطغيان

في تلك المرحلة لم يكن هناك أي تحرك عربي بالشكل المطلوب  بما تمثله المسألة من أهمية كبرى لأي مسلم باعتبار فلسطين جزء من الأمة والأرض الفلسطينية هي جزء من البلاد الاسلامي، لأن التحرك في تلك المرحلة كان هو المفترض بالنظر الى حجم الخطر المتمثل بالعدو الإسرائيلي فالتحرك العربي خلال احتلال فلسطين كان ضعيفا، ولم يكن مبنيا على أساس الاستمرار والنفير في أوساط الشعوب للجهاد في سبيل الله وفي المقابل كان التحرك العربي المبكر كان هو المفترض لحماية فلسطين ومقدساتها، وبدلا عن ذلك حصل تفريط كبير، مؤكدا أن التقصير العربي إزاء أحداث النكبة أوصل العدو الإسرائيلي إلى احتلال القدس وبقية فلسطين.

فلسطين قضية العرب

ولفت السيد إلى أنه و خلال احتلال فلسطين غاب العنوان الإيراني كما يروجون له اليوم، لأن نظام طهران في تلك المرحلة لم يكن على خلاف مع أمريكا فمحاولة الأمريكي والإسرائيلي تقديم الموقف من العدو وكأنها مسألة إيرانية، هو خداع وبسطحية وسذاجة لأن الأمريكي يقدم العرب وكأنهم بدون قضية ويدفعهم للصداقة مع “إسرائيل” وهذا استغباء واستحمار للشعوب، مؤكدا أن العرب كانوا أول من تم استهدافهم، ولذلك فهم يتحملون بالدرجة الأولى مسؤولية التصدي لليهود الصهاينة.

وأشار إلى أن التحرك الإيراني وأي دور إسلامي آخر هو مساند للقضية الفلسطينية وينطلق من اعتبارها قضية دينية، مؤكدا أن حال الأمريكي والدول الأوروبية التي تملك نزعة استعمارية هو الطمع في بلداننا وثرواتها طالما أن الظروف مهيأة لذلك.

وقال السيد: على مدى 76 عاما منذ النكبة استمرت الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في ظل تخاذل عربي ودعم أمريكي لليهود وما يجري اليوم في غزة هو تكرار للمشهد الإجرامي إبان النكبة مع تفوق الإمكانات التي يملكها العدو اليوم إلى جانب الدعم الأمريكي، مؤكدا أن الصمود الفلسطيني وثبات المجاهدين في هذه المرحلة أكبر من أي مرحلة مضت في تاريخ الشعب الفلسطيني.

وعبر السيد عن أمله في استمرار الاحتجاجات الطلابية في أمريكا والغرب خلال العطلة الصيفية طالما استمر العدوان على غزة.

صمود الشعب الفلسطيني

وأكد السيد أن صمود فصائل المقاومة الفلسطينية يحبط العدو الإسرائيلي  وصمود فصائل المقاومة في قطاع غزة له نتيجته المهمة وأثره العظيم على مستوى هذه المرحلة المصيرية، لفتا إلى أن الأمريكي هو الذي رسم خطة وطريقة وكيفية العدوان الإسرائيلي البري باتجاه رفح، مؤكدا أن صمود المجاهدين من مختلف الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم كتائب القسام وسرايا القدس أحبط العدو الإسرائيلي.

وأوضح أن عودة القتال إلى جباليا وحي الزيتون في هذه المرحلة المصيرية والمفصلية يثبت فشل العدو الإسرائيلي ويتضح ذلك خلال العمليات النوعية فخلال هذا الأسبوع تم تدمير أكثر من 70 دبابة وآلية للعدو الإسرائيلي كما ان مشاهد تدمير آليات العدو الإسرائيلي خير شاهد على فشل العدو الإسرائيلي.

وقال السيد: في بعض المخيمات عاد القتال للمرة الخامسة وفي كل مرة يعلن العدو الإسرائيلي أنه قد حسم المعركة فيها، موضحا أن تواجد المجاهدين بفاعلية واستبسال وتنكيل للعدو الإسرائيلي يكذب ادعاءاته بالقضاء عليهم أو تفكيكهم، مضيفا ان المجاهدين في غزة لا يزالون يكبدون العدو خسائر موجعة.

وأضاف: معنويات المجاهدين عالية ويتسابقون للقتال وملاقاة العدو الصهيوني في مختلف محاور القتال، موضحا أن المجاهدين في غزة يكتسبون الخبرة أكثر مما قد مضى والتكتيكات المحكمة بفاعلية عالية، مؤكدا أن استمرار العدو الإسرائيلي في العدوان على غزة وسعيه للتصعيد باتجاه رفح يعني الاستنزاف له أكبر وكلما طال وقت العدوان كبر الفشل للعدو، وهزيمته المحتومة تنتظره في نهاية المطاف.

واكد أن أي خطوات تصعيدية باتجاه رفح فهذا يعني تصعيد جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن، موضحا ان الجبهة اللبنانية في هذا الأسبوع نفذت عمليات كثيرة وفعالة ومنكلة بالعدو والجبهة اللبنانية جبهة ذات أهمية كبيرة لأنها جبهة مباشرة وتأثيرها امتد من شمالي فلسطين إلى واقع العدو بشكل عام، كما أن الجبهة العراقية اتجهت من جديد إلى التصعيد ونحن نشيد بهذا التوجه ونؤمل منهم المزيد والمزيد من الفاعلية.

قد يعجبك ايضا