قادة وبحارة” آيزنهاور” يطالبون بالعودة إلى وطنهم هربا من أسلحة اليمن

 

تتواصل حالة الإحباط واليأس والفشل لدى قادة الدفاع الأمريكيين في ظل الإخفاقات أمام اليمن على الرغم من التكلفة الباهظة وطول أمد الانتشار، كما يكشف تقرير جديد لوكالة أسوشيتيد برس  أعده فريقها من على متن حاملة الطائرات يو اس اس آيزنهاور التي ابتعدت مؤخرا عن اليمن نحو 650 كم.

ووفقا لتقرير الوكالة فإن حالة من الإرهاق بدأت تظهر لدى البحارة مجموعة آيزنهاور، حيث تقترب الحاملة ومجموعتها الضاربة وحوالي 7000 بحار من الشهر التاسع من خوض أعنف معركة بحرية مستمرة منذ الحرب العالمية الثانية. وهذا يثير أسئلة صعبة حول ما سيحدث بعد ذلك، حيث يتجادل قادة الجيش والدفاع الأمريكي حول كيفية تكرار القوة القتالية لحاملة الطائرات إذا عادت السفينة إلى موطنها في نورفولك بولاية فيرجينيا.
وقد تم تمديد نشر مجموعة آيزنهاور مرتين، وبات البحارة الذين ينشرون باستمرار صورا مظلمة على السفينة حول الحصول على استراحة قصيرة واحدة فقط خلال جولتهم، يخشون أن يتم أمرهم بالبقاء لفترة أطول في المعركة مع اليمن.
وبحسب أسوشيتد برس يتصارع القادة في البنتاغون مع ما أصبح نقاشًا شائكًا لكنه مألوف. هل يرضخون لضغوط البحرية لإعادة آيزنهاور وثلاث سفن حربية أخرى في مجموعتها إلى الوطن أم يلبون طلب القيادة المركزية الأمريكية بإبقائها هناك لفترة أطول؟ وإذا أعادوها إلى الوطن، فما الذي يمكن أن يحل محلها؟.
ويؤكد تقرير أسوشيتد برس أن القادة في البنتاغون يخشون أنه بدون آيزنهاور، سيحتاجون إلى الاستعانة بمزيد من الطائرات المقاتلة للقوات الجوية المتمركزة في البلدان المحيطة، بما في ذلك قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات ، لكن العديد من الدول العربية تفرض قيودًا على الطيران أو قيودًا أخرى على أنواع الضربات الهجومية التي يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة من أراضيها بسبب الحساسية الإقليمية. ويخشى آخرون من إثارة حرب أخرى بين السعودية واليمن أو تأجيج التوترات مع إيران.
وينوه التقرير إلى أن القادة العسكريين يتحدثون أن الولايات المتحدة يمكنها التكيف ونقل القوات إلى حيث تحتاج أن تكون. لكن ذلك قد يتطلب رحلات أطول للطائرات المقاتلة من قواعد بعيدة، مما يتطلب قدرات التزود بالوقود وتقديم عقبات أخرى.

ووفقا للتقرير فإن تمديد نشر الأيزنهاور مرة أخرى هو خيار – لكنه بالنسبة للكثيرين، هو الأقل رغبة، حيث يقلق قادة البحرية بشأن البحارة، الذين كانوا قادرين بالفعل على رؤية الصواريخ التي يطلقها الجيش اليمني قبل ثوانٍ من تدميرها بواسطة الضربات الدفاعية للسفينة، فيما يتحدث المسؤولون في البنتاغون عن كيفية رعاية البحارة عند عودتهم إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك الاستشارة والعلاج لاضطراب ما بعد الصدمة المحتمل، كما يشير قائد مجموعة آيزنهاور مارك ميجيز أيضًا إلى الضغط على السفن نفسها.
ويقول ميجيز: “نحن نذكّر وزارة الدفاع باستمرار بأننا سنحتاج إلى أخذ استراحة ومحاولة العودة إلى الصيانة”.. “هذه السفن تطفو في مياه البحر. إنها مصنوعة من الصلب، وتتطلب الكثير من الصيانة. وعندما تقوم بتشغيلها بعد الخطوط الحمراء، عندما تقوم بتشغيلها بعد الأنشطة المجدولة للصيانة، يجب أن تدفع تلك التكاليف في وقت ما.”
الخيار الثالث سيكون إرسال سفن أخرى – ربما حاملة أخرى – لتحل محل الأيزنهاور. لكن السفن الضخمة نادرة نسبيًا. الولايات المتحدة تشغل 11 حاملة طائرات، أي حوالي 40% من إجمالي عدد الحاملات حول العالم. تملك الدول الأخرى واحدة أو اثنتين فقط.
ويلفت تقرير أسوشيتد برس إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تلجأ إلى فرنسا أو المملكة المتحدة، اللتين تمتلكان حاملة واحدة لكل منهما، لفترة مؤقتة على الأقل في البحر الأحمر.
ويطرح المسؤولون الأمريكيون ذريعة لطلبهم من فرنسا أو المملكة المتحدة أن تنشر إحداهما حاملة طائرات هو أن حماية الممرات الملاحية هي جهد متعدد الجنسيات، مشيرين إلى أن تولي أحد الحلفاء هذه المهمة،  يمكن أن يمنح الولايات المتحدة مساحة كافية لإحضار حاملة أمريكية أخرى إلى هناك، ربما في نهاية هذا العام.

وتؤكد أسوشيتد برس أن توفير بديل لأيزنهاور ليس بالأمر السهل.ويتطلب الأمر تخطيطًا دقيقًا واعتبارات لوجستية للحفاظ على القدرة القتالية المطلوبة في المنطقة،  فما سيحدث بعد ذلك سيشكل جزءًا مهمًا من الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط وحول العالم.

قد يعجبك ايضا