دمشق: الإعتداء على سوريا لن يكون نزهة وسيحرق الشرق الأوسط برمته
جدد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي السبت٢٣/٨/٢٠١٣، تأكيده أن سورية لم تستخدم على الإطلاق أي سلاح كيميائي بأي شكل من الأشكال سواء في غوطة دمشق أو غيرها ولن تستخدمه إن وجد لديها مشيراً إلى أن “هناك أدلة ومعلومات عن استخدامه من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة” من خلال صور الأقمار الصناعية التي تحدثت عنها روسيا ووقائع على الأرض لأشخاص يعانون من هذه المسألة وهم شهود على هذا الاستخدام.
وقال الزعبي في حديث مع قناة الميادين وفقا لوكالة الانباء السورية “سانا” إننا نملك وأصدقاؤنا ما يثبت بشكل قاطع لا يقبل أي احتمال أو نقاش أن القذائف أطلقت من مواقع المجموعات الإرهابية وسقطت على مواقعهم وعلى سكان مدنيين ولذلك هم يتحملون مسؤولية الأمر برمته من الألف إلى الياء وبكل تبعاته وتداعياته.
وأشار الزعبي إلى أن القوات السورية التي تتابع عملياتها في ريف دمشق ضبطت مستودعا في منطقة جوبر يحتوي على الكثير من العبوات ذات الحجم الكبير وبداخلها مواد كيميائية صنعت في السعودية ودول أوروبية محددة وهي تحمل ما يثبت ذلك إضافة إلى أدوية واقية للاستخدام الكيميائي من أجل معالجة الإرهابيين في حال إصابتهم وأدوات لازمة لتركيب المواد الكيميائية مبيناً أنها ليست المرة الأولى التي تكشف فيها قوات الجيش أثناء عملياتها مستودعات فيها مواد كيميائية من صناعة شركات سعودية وتركية وبعض الدول الأوروبية.
وأكد الزعبي إنه إذا كان هناك سلاح كيميائي قد استخدم في بعض المناطق ومنها منطقة جوبر أو أي منطقة أخرى فمن استخدمه هم “أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة والأجانب الذين يشاركون هذه المجموعات ويشكلون عمليا قوامها الحقيقي وبنيتها الأساسية والذين لم يتورعوا عن القيام بأي شيء”.
ورأى وزير الإعلام أن هناك نموذج خان العسل “فمن يستخدم الكيميائي في خان العسل يستخدمه في غوطة دمشق ويمكن أن يستخدمه في أي مكان آخر” معتبراً أن استخدام السلاح الكيميائي دليل “عجز وارتباك” للمجموعات المسلحة ومحاولة لوقف تقدم قوات الجيش العربي السوري باتجاهها.
وأوضح الزعبي أن سورية تتعاون بشكل كبير وشفاف ومباشر مع لجنة التحقيق الأممية في احتمال استخدام السلاح الكيميائي ولكنها لن تسمح على الإطلاق بوجود لجان تفتيش تحت أي ذريعة كانت وحول أي مسألة وهذا موقف نهائي لأن الأمر واضح بالنسبة للجنة التحقيق وهو متعلق بالتحقيق بحوادث معينة وثابتة كما حصل في خان العسل ووفق الاتفاق الحاصل بين سورية والأمم المتحدة ولا يتعلق بالتفتيش الذي فيه مساس بالسيادة الوطنية.
ولفت الزعبي إلى أن المواقع التي ستحقق فيها اللجنة الأممية محددة بين وزارة الخارجية ولجنة التحقيق ومنها موقع خان العسل الذي طلبت سورية على أساسه من الأمم المتحدة التحقيق والبعثة الأممية ستتحرك بعلم السلطات السورية التي ستوفر لها الأمن وكل ما تحتاجه في المواقع التي لا يوجد فيها مجموعات إرهابية مسلحة أما في المناطق الأخرى فهم حريصون على حياتهم وأمنهم وسيكون لذلك نقاش آخر.
وبين الزعبي أن القرار السوري واضح بمواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة التي عليها أن تسلم أسلحتها وتنسحب من المناطق التي زعمت أنه تم استخدام السلاح الكيميائي فيها من أجل أن تتمكن اللجنة الدولية من زيارتها وتتمكن الدولة السورية بمؤسساتها من فحصها والاطمئنان على واقعها البيئي مشيرا إلى أنه على الذين تحدثوا من الخارج باسم تلك المجموعات الإرهابية أن يطلبوا منها أن تنسحب من تلك المناطق.
وقال الزعبي.. عندما وقعت الحادثة قلنا في تصريح رسمي ان هناك محاولة لحرف لجنة التحقيق عن مسارها وطريق عملها “لأن اللجنة لديها ما تزوره وتبحث فيه من ادلة وعينات ومواقع متفق عليها مع الحكومة السورية ووزارة الخارجية” مشيرا إلى أن محاولة إشغالها وتعطيلها يعني أنهم منزعجون من استجابة سورية أساسا لوصول هذا الفريق وللاتفاق معه ومن بدئه لأعماله وهو ما يفسر وقوع الحادثة في أول يوم عمل فعلي لهذه اللجنة.
وتساءل الزعبي.. لماذا لم تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية عندما وقعت حادثة خان العسل فقد قدمت الحكومة السورية آنذاك شكوى رسمية وخاطبت الأمم المتحدة وطالبت بلجنة تحقيق مبيناً أنهم “عندما أدركوا أن الذي نفذ جريمة خان العسل هم المجموعات الإرهابية المسلحة حاولوا تأجيل ذهاب اللجنة وبدؤوا بعرقلة عمل مشروع اتفاق وبدؤوا يتحدثون عن مناطق كثيرة وعن شروط”.
وحول الأنباء التي تحدثت عن تعزيز الولايات المتحدة لتواجد سفنها في البحر المتوسط قال الزعبي.. إن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أسطولا في البحر المتوسط يتواجد بشكل تقليدي إلا أنه إذا كانت التصريحات الإعلامية حول مجموعة خيارات معروضة أمام القيادة الأمريكية بدافع الضغط على دمشق لوقف عملياتها العسكرية في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة فهذا “الضغط لا ينفع ولا يفيد وهو مضيعة للوقت لأن مواجهة الإرهاب في سورية مسألة مستمرة لا تراجع عنها من قبل القيادة السورية”.
وأكد وزير الاعلام أن الظرف الدولي والاقليمي لا يسمح بتوجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد سورية مؤكدا أن الاعتداء على سورية ليس نزهة لأحد من أي طرف كان لأن هناك توازنات دولية واقليمية إضافة إلى معطيات حقيقية على الأرض”.
ولفت الزعبي إلى أنه إذا كان الأمريكي يربط تحركه في المنطقة بالحديث عن الكيميائي واستخدامه ويأتي بسفن وبقوات فإن “هذا الربط ضعيف ويعكس عجزا في فهم المسألة” متسائلاً .. ماذا لو ثبت وهو ثابت طبعا أن المجموعات المسلحة هي فعلا من استخدم السلاح الكيميائي فهل ستقوم الولايات المتحدة الامريكية بضرب المجموعات الارهابية المسلحة التي تتبناها وتسلحها مع حلفائها في المنطقة وهل سيكون للمجتمع الدولي موقف حقيقي أم انه سيبحث عن عذر لهذه المجموعات ويبرر ستخدامها لهذا النوع من السلاح.
وقال وزير الإعلام: إن نظرية التدخل العسكري الخارجي “سقطت” لأن سورية لا تزال دولة قائمة موجودة ولديها مؤسساتها وجيشها وقوتها الذاتية كما لديها أيضا أصدقاؤها وحلفاؤها وأشقاؤها الشرفاء في المنطقة من الشعوب العربية مبيناً أنه في حال حدوث أي تدخل عسكري خارجي أمريكي فإن ذلك سيترك تداعيات خطيرة جدا في مقدمتها فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته.
وأشار الزعبي إلى أن “استخدام السلاح الكيميائي ليس خطا احمر للأمريكيين فقط” بل هو أيضا لسورية التي تعتبر استخدام أي سلاح دمار شامل ومنه الأسلحة الكيميائية خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه ولن تسمح بحدوثه أو وقوعه ضمن ما تملك من إمكانيات مجدداً التأكيد على أن “سورية لن تستخدم سلاحاً كيميائياً إذا كان موجودا لديها”.
ولفت الزعبي إلى أن المعارضة المسلحة ليست معارضة وإنما مجموعات إرهابية مسلحة قوامها الحقيقي والأساسي الآن قوام أجنبي ويوجد فيها مسلحون من 83 دولة موجودون على الأرض السورية ويقاتلون تحت عناوين القاعدة وجبهة النصرة ومجموعة من الأسماء الأخرى وعاؤها الكبير تنظيم القاعدة.
وبين وزير الإعلام أن سورية ما زالت على استعداد للمشاركة في مؤتمر جنيف دون شروط مسبقة من قبل أي أحد وأن يكون هذا المؤتمر بمثابة المسار السياسي لما يجري في سورية وبالتالي “الكرة ليست في ملعب الحكومة السورية بل في ملعب أولئك الذين يرفضون المسار السياسي ويبحثون عن حلول بالقوة أو بالتهديد أو بالعقوبات الاقتصادية أو بالخيارات الأخرى”.
وأوضح الزعبي أن لدى الحكومة السورية مسارين متوازيين الأول هو المسار السياسي والآخر هو الاستمرار في مواجهة الإرهاب مؤكدا أنه لن يتم التخلي عن أي من المسارين في كل الأوقات لأنهما ضرورة وطنية وإقليمية ودولية سواء عقد مؤتمر جنيف أو لم يعقد.