لا تُلْجِئونا..!
عبدالملك العجري
لا تُلْجِئونا.. هكذا تحدَّثَ السيدُ القائد، فاليمنُ لا ترغَبُ في التصعيد، والسيدُ القائدُ لم يَخُضْ حربًا إلا إذَا اضطرَّ لها أَو دعاه الواجبُ الإنساني والديني المحتم، لكن في ذات الوقت حذَّر السيدُ من الاعتقاد الخاطئ بأن الانشغال بمعركة إسناد غزة يمنعُنا من مقابلة التصعيد بالتصعيد خطوةً بخطوة، بنكًا ببنك، مطارًا بمطار، ميناءً بميناء.
ليس من المباح أن يفعلوا بنا ما يشاؤون ونقابله بالرضا.
في لقاءاتنا مع الأطراف الدولية حذرنا من أنه إذَا كان المجتمع الدولي فشل في إيقاف العدوان على غزة، وتداعياتها على وضع الإقليم والاقتصاد العالمي؛ فليس من المصلحة السماح باستئناف الحرب بين اليمن والسعوديّة، كما هي الرغبة الأمريكية، فأية حرب ثانية في المنطقة ستؤزِّمُ الإقليمَ أكثرَ وسيكون تأثيرُها على الاقتصاد العالمي مضاعَفاً.
أَمَّا المرتزِقةُ فحالُهم كحال نتنياهو في اعتقاده أن استمرارَ الحرب طوقُ نجاة له؛ ولذلك تجدُهم في حالةِ عتب دائم على التحالف وعلى أمريكا وبريطانيا أنهم لا يقاتلون كما يجب، ويطلبون المزيدَ والمزيدَ من القتل والتدمير، وَكأن الذي يشفي غليلَهم أن يشاهدوا هيروشيما أُخرى في اليمن.