تذكيرٌ ووعيدٌ لمملكة العدوان

موقع أنصار الله ||مقالات ||أنس القاضي

في خطابه الأخير، أعاد قائدُ الثورة ضبطَ البُوصلة، مذكِّراً السعوديَّةَ بحقيقة دورها في اليمن.

السعوديّة -التي ادَّعت في بعض الأحيان أنَّها وسيطٌ في النزاع- انتقلت إلى موقف أكثرَ عدوانية عبر شن حرب اقتصادية إضافية على البلد المحاصَر الذي دمّـرت بنيتَه التحتية، وذلك من خلال الحكومة العميلة في عدن.

لم تكتفِ السعوديّة بإيقاف “خارطة الطريق” التي كانت تهدف إلى تخفيف المعاناة وتحقيق السلام للشعب اليمني، بل انتقلت إلى موقف هجومي يخدُمُ الحربَ الإسرائيلية الغربية ضد فلسطين وصنعاء في آنٍ واحد.

تصريحاتُ قائد الثورة تعكسُ تصعيداً جديدًا في الصراع بين اليمن والسعوديّة، مع تأكيد أن الصراع المُستمرّ منذ تسع سنوات لم يتوقف. هذا التصعيد الجديد هو رد على الحرب الاقتصادية التي تشنها السعوديّة عبر الحكومة في عدن، وإجراءات أُخرى مثل تقليل ومنع استيراد بعض المحصولات الزراعية والسمكية اليمنية، التي تهدف إلى منع حصول صنعاء على العملات الصعبة.

فهم هذه التصريحات يستند إلى عدة نقاط:

التصعيد الاقتصادي: العقوبات الاقتصادية التي فرضتها السعوديّة، مثل نقل البنوك إلى عدن وإيقاف الرحلات الجوية بين صنعاء والأردن، وما يتعلق بورقة العملة المطبوعة قبل 2016م، وإيرادات طيران اليمنية، تعتبر ضغوطاً كبيرة على حكومة صنعاء. هذه الإجراءات تعرقل الاقتصاد في هذه المناطق وتخلق سخطاً شعبيًّا أكبر؛ مما يدفع نحو الفوضى.

رد صنعاء: تهديد قائد الثورة باستهداف البنوك السعوديّة والموانئ والمطارات وآبار النفط يعكس قوة الردع التي تمتلكها اليمن، والمبدئية في الدفاع عن الوطن والشعب اليمني.

كما يعكس حجم الضغط الاقتصادي الذي تمارسه السعوديّة، والذي قد يؤدي إلى رد فعل يمني ربما يكون أكثر تدميراً، خُصُوصاً وأن السعوديّة مليئةٌ بالأهداف الاستراتيجية التي يمكن أن تخسِّرَها مليارات الدولارات.

البُعدُ الإقليمي والدولي: قيام السعوديّة بخدمة “إسرائيل” في المعركة البحرية ضد أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” يعطي الصراع اليمني السعوديّ تأطيراً أوسعَ. يصبح الرد اليمني جزءاً من الحرب التي تخوضها صنعاء ضد الكيان الصهيوني؛ مما يعطيه مشروعيةَ أكبرَ ودعماً من الشعوب العربية المؤيدة لفلسطين.

هذا يجعلُ الصراعَ يتجاوزُ بُعدَه المحلي؛ ليصبح صراعاً دوليًّا بين اليمن والسعوديّة والإمارات.

وبالتالي، إذَا لم تتراجع السعوديّة عن التصعيد الاقتصادي، سنشهدُ استخدامَ الأسلحة الاستراتيجية اليمنية الجديدة -التي ظهرت في معركة (طوفان الأقصى)- في الحرب مع السعوديّة.

قد يعجبك ايضا