السيد القائد: العدوان الإسرائيلي على غزة هو امتحان خطير للمجتمع البشري

يستحيل بقاء الكيان الصهيوني الغاصب

موقع أنصار الله – صنعاء – 5 محرم 1446هـ

ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ،اليوم الخميس، كلمة حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية، موضحا أن العدوان الهمجي الوحشي الإسرائيلي على غزة على مدى 10 أشهر هو امتحان واختبار حقيقي وخطير لكل المجتمع البشري.

وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن جرائم حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني اختبار لضمير وقيم المجتمع البشري الإنسانية المشتركة، مؤكدا أن السكوت على جريمة الإبادة الجماعية في غزة معناه إهدار المجتمعات البشرية للوجود والكرامة الإنسانية والحق في الحياة.

وأكد أن  ما يقوم به العدو الإسرائيلي هو استباحة لكل شيء، ومن منطلق رؤية باطلة ومسيئة إلى المجتمعات البشرية، لافتا إلى أن حالات التفاعل مع الشعب الفلسطيني ظهرت بدافع الضمير الإنساني في أمريكا وأوروبا ومجتمعات أخرى فالمظلومية في فلسطين وإجرام العدو كان له صداه في نشر الوعي داخل المجتمعات التي ترسخت فيها عقيدة تمجيد الصهيونية لقرون من الزمن، كما كان لمأساة الشعب الفلسطيني أثر عظيم في صناعة وعي وإزالة كل الحجب التي رسخها الصهاينة في أوساط الشعوب لا سيما في أمريكا وأوروبا.

وقال السيد: “الحراك الطلابي والمظاهرات المنددة بما يجري في غزة يأتي في سياق فرز من لا يزال من المجتمعات البشرية يحمل الضمير الإنساني ويتمسك به وصدى وتأثير مظلومية الشعب الفلسطيني وصمودهم ووحشية العدو وصل لدى بعض من البلدان الغربية إلى أن أسلموا”، مؤكدا أن إسلام من تأثر بمظلومية الشعب الفلسطيني قدم صورة لما يجب أن يكون عليه المجتمع الإسلامي، إلا أن  البعض من المسلمين يكاد أن يخرج من الإسلام بدلا من أن تحيي مظلومية فلسطين قيمهم والشعور بالمسؤولية الدينية”، مؤكدا أن المسألة خطيرة على من يتهاون تجاه ما يجري في فلسطين، ومن يتعاون مع العدو ويلعب دورا تخريبيا لتخذيل وتكبيل الأمة.

وأكد أن جريمة الإبادة في غزة يفترض أن تحيي في نفس الإنسان ضميره وتحرك في وجدانه الشعور بالمسؤولية، لافتا إلى أن من جرائم العدو البشعة إعدام 3 مسنين من عائلة واحدة، أحدهم استشهد أثناء التعذيب واثنين أُعدما سَحقا تحت جنازير الدبابات، مضيفا أن العدو يستهدف النازحين في المناطق التي يزعم أنها آمنة كأنها مصائد للمجتمع الفلسطيني.

القتل بالقنابل الأمريكية

ولفت السيد إلى أن العدو الإسرائيلي يستهدف النازحين بالقنابل الأمريكية الذكية الكبيرة التي تُستخدم في المواجهات مع الجيوش الكبرى، وأضاف: “كميات مكدسة من الغذاء توجد في الرصيف الأمريكي العائم، والشعب الفلسطيني يتضور جوعا”.

وأشار السيد إلى أن العدو الإسرائيلي يستمر على مدى أكثر من شهرين في إغلاق معبر رفح إلى مصر ويمنع وصول أي مواد غذائية وطبية و في الضفة الغربية يستمر العدو باقتحام المدن والقرى ويرتكب جرائم القتل والاختطاف وتدمير المنازل والبنى التحتية، كما يوسع العدو باستمرار سطوته على الأراضي الفلسطينية في القدس وإنشاء بؤر استيطانية ومنشآت سكنية في الضفة المحتلة، مضيفا أن إجراءات العدو التعسفية ضد المصلين في المسجد الأقصى مستمرة.

وقال السيد: “الأمريكي حوّل مسألة التظاهر والاعتصام المساند لفلسطين كأنها جريمة حرب يُحاسب الإنسان عليها ويحاكم ويعاقب”.

وأوضح السيد أن الأمريكي والداعمون لكيان العدو يراهنون على ملل الشعوب وسكوتها، ورغم ذلك تستمر المظاهرات في أوروبا والغرب.

التحية للشعب المغربي والبحريني

ووجه السيد القائد التحية للشعب المغربي الذي لم يتجه وفق اتجاه نظامه العميل والخائن للأمة، والموالي لإسرائيل والمطبع معها، موضحا أن الشعب المغربي أثبت وفاءه وانتمائه وأصالته وإنسانيته وقيمه وأخلاقه عندما خرج على نحو واسع في كثير من المدن لمساندة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن النظام المغربي يسعى إلى تدجين الشعب المغربي والانحراف بولائه وموقفه، لكن هناك يقظة ووعي.

وأضاف السيد: “نتمنى لكثير من الدول العربية أن تتحرك كما يتحرك الشعب المغربي وتستفيد من الدرس”.

وفي البحرين أوضح السيد أن هناك  وقفات ودعوات اعتصام تحت عنوان المقاطعة كجبهة إسناد ونموذج في الوفاء والثبات على الموقف المناصر لفلسطين، لافتا إلى أن مسار المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية مسار مهم جدا، وهو بمقدور كل الناس وفي كل البلدان.

ووجه السيد القائد التحية لشعب البحرين العزيز الذي هو بريء من موقف نظام آل خليفة العميل، وهذا درس مهم لبقية الشعوب المتخاذلة في مسألة المقاطعة.

صمود المجاهدين في غزة

وأوضح السيد أن المجاهدين والمجتمع في غزة لا يزالون في موقف الصمود والثبات العظيم ومقام التصدي للعدو في كل المحاور، موضحا أن  الأسبوع الماضي تميز بكثافة عمليات القسام وسرايا القدس ومختلف الفصائل وبنوعيتها، مؤكدا أن فصائل الجهاد والمقاومة تستفيد من التجربة خلال الفترة الزمنية الماضية في تطوير الأداء رغم حجم العدوان والحصار.

وقال السيد: من المفاجآت القوية تنفيذ كتيبة للقسام أعلن العدو سابقا تفكيكها 14 عملية في الساعات الأولى للاجتياح غرب غزة، موضحا أن  الكتيبة أعادت ترميم نفسها وأعادت نشاطها العملياتي بفاعلية عالية وبإتقان ومهارة وتكتيكات مذهلة ومؤثرة.

ولفت إلى أن الانطلاقة للتجنيد في غزة بشارة مهمة جدا، فمع المظلومية هناك ثبات وصبر واستمرارية في حمل راية الجهاد، أضاف: “بمقارنة بين واقع معاناة الشعب الفلسطيني ومجاهديه وواقع العدو يتضح بجلاء ما هي عواقب ومآلات الصراع الساخن”.

وأكد السيد أن المجاهدين في قطاع غزة بالإمكانات البسيطة والمعاناة ورغم الخذلان العربي الواسع يصبرون ويثبتون ويرممون وضعهم، فيما لدى جيش العدو الإسرائيلي مشكلة حقيقية في التجنيد وهناك إحباط وهجرة معاكسة وتهرب من التجنيد بشكل واضح وبالتالي بالعاقبة هي للصابرين وأصحاب القضية العادلة وهم الشعب الفلسطيني وهناك الوعد الإلهي الصريح والواضع التي تعد بزوال الكيان الصهيوني الغاصب المحتل، مؤكدا انه يستحيل بقاء الكيان الصهيوني فهو لا يمتلك المقومات اللازمة للبقاء.

وأشار إلى أن العدو فشل في ابتزاز العشائر الفلسطينية واستغلال حالة المجاعة لفرض إدارة غير الإدارة الحكومية في قطاع غزة.

ووجه السيد التحية لكل العشائر الفلسطينية على موقفها الثابت والواعي الذي يدل على وعي وبصيرة وتماسك وثبات في رفض كل محاولات العدو الإسرائيلي.

تصاعد عمليات محور الجهاد والمقاومة

وجدد السيد القائد التأكيد على أن جبهة الشعب الفلسطيني، هي في قلب المعركة وهي الجبهة الكبرى والساخنة، ولا مزايدة عليها من أحد، مضيفا أن جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق لها أهمية كبيرة جدا وفرضت في هذه المرحلة من الصراع مع العدو معادلة جديدة، حيث  لم يسبق أن كان هناك مساندة من البلدان العربية بالوقوف عسكريا مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه كما هو الآن في جبهات الإسناد.

وأضاف أن جبهات الإسناد واجهت الكثير من الضغوط ولا تزال تواجه باستمرار الكثير من الضغوط المختلفة بهدف إيقافها والانفراد بالشعب الفلسطيني.

وأكد أن الأمريكي والدول الغربية بشكل عام منزعجة جدا من المعادلة الجديدة المهمة لجبهات الإسناد، موضحا أن ثبات جبهات الإسناد وفاعليتها وتضحياتها واضح مهما شكك البعض في ظل الهجمة الإعلامية التي تساند العدو الإسرائيلي.

واوضح السيد أن بعض الأنظمة العربية لديها توجه واضح في المناصرة للعدو الإسرائيلي، وإعلامها موجه ضد الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة، لافتا إلى أن شعوب بعض الأنظمة العربية لا تجرؤ على المجاهرة بموقف مناصر للشعب الفلسطيني، مضيفا أن الدور السلبي لبعض الأنظمة العربية هو في إطار توجهها قبل هذه الجولة من الصراع تحت عنوان التطبيع والولاء والتحالف مع العدو الإسرائيلي.

وأكد أن بعض الأنظمة دخلت مع العدو الإسرائيلي في شراكة وبرنامج يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وكشف السيد أن جبهات الإسناد على تنسيق تام مع الإخوة الفلسطينيين وتسعى للتصعيد أكثر وأكثر وموقف كل جبهات الإسناد منسجم ومتجه كموقف إسناد بكل ما تعنيه الكلمة مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وشدد السيد على أن القرار في المفاوضات وفيما يتقرر فيها هو للشعب الفلسطيني ومقاومته وعلى رأسها حركة حماس فدور جبهات الإسناد هو في إطار الإسناد التام والتأييد للموقف الفلسطيني والوقوف معه في إطار نصرة هذه القضية العادلة و إسنادنا مستمر وثابت دون التدخل في تفاصيل المفاوضات، فالقرار هنا هو قرار الشعب الفلسطيني ومقاومته وعلى رأسها حماس.

وجدد التأكيد على أن جبهة حزب الله ساخنة وفاعلة وقوية وقدمت الشهداء على رأسهم قادة عظماء وأخيار وجبهة حزب الله حجزت 100 ألف ضابط وجندي ودمرت مواقع العدو الإسرائيلي في شمال فلسطين وطردت عشرات الآلاف من المغتصبين من البؤر الاستيطانية.

وأضاف أن جبهة حزب الله عطلت الإنتاج الصناعي الإسرائيلي إلى حد كبير لا سيما في شمال فلسطين ومن أبرز عمليات حزب الله هذا الأسبوع استهداف مركز الاستطلاع الإسرائيلي في جبل حرمون لأول مرة منذ حرب أكتوبر 73.

 

أما جبهة المقاومة الإسلامية في العراق فقد نفذت هذا الأسبوع 3 عمليات ضد أهداف حيوية وحساسة للعدو الصهيوني ومن تأثير العمليات المشتركة بين المقاومة الإسلامية والجيش اليمني إعلان منظمة الحيوانات الأوروبية تعرض سفينة تنقل الماشية إلى حيفاء لهجوم بطائرات مسيرة في البحر الأبيض المتوسط، لافتا إلى إعلان منظمة الحيوانات الأوروبية تعليق جميع شحناتها إلى حين انتهاء العمليات في البحر الأبيض المتوسط تطور مهم.

وقال السيد: موقع “ريليف ويب” التابع للأمم المتحدة أفاد بأن العمليات المشتركة أثرت بالفعل على حركة الشحن شرق البحر الأبيض المتوسط و ناقلة المنتجات الكيماوية والنفطية “فالر” أوقفت نظام التعرف الآلي الخاص بها أثناء تواجدها في المياه المحيطة بحيفا بهدف إخفاء مسارها.

وأوضح أن تصريحات الجهات الدولية والرسمية تشهد بمدى تأثير العمليات المشتركة، مؤكدا أن تأثير العمليات المشتركة سيتعاظم بإذن الله تعالى ويقوى ويكبر حتى يمثل عامل ضغط كبير جدا في البحر الأبيض المتوسط.

قد يعجبك ايضا