…………يافا………..
الشاعر معاذ الجنيد
هذي التي جاءت من الأجوا
(يافا).. وليست طائر السلوى
(يافا).. وتحملُ بين أضلُعِها
موتاً لإسرائيل.. لا حلوى
(يافا).. و(يافا) طائرٌ فطِنٌ
يشوي فريستَهُ لكي يُشوَى
تأتي مُباغتةً فتبهَتُهُم
بزيارةٍ ليست هي الأقوى
وتقولُ: خافُوا، حَلِّلوا، ارتبِكوا
صِيحوا.. ولكن أجِّلوا الشكوى
فهناك سِربٌ قادِمٌ.. وغداً
تتضمَّنون الكُلَّ في دعوى
(يافا) تطوفُ الجوَّ واثقةً
من نفسها سُلطانةً نشوى
(يافا) تطيرُ فيشخصون لها
وتصيرُ قُبَّةَ ردعِهم قبوا
وتقولُ والرادارُ مُرتبِكٌ:
نَمْ يا سلاحَ الجوِّ لا جدوى
سبحان من أسرى بها حِمَماً
غاراتُها يمنيةً شعوا
حملت طموح الشعب وانطلقت
تشفي الصدور وتُبرِئُ الأدوا
طوت البحار تجاوزت دولاً
ووقودُها الإيمانُ والتقوى
عبَرت طُقوسَ الجوِّ صامدةً
مطراً، رياحاً، غائماً، صحوا
وصلت إلى قلبِ (الكيانِ) بلا
ردعٍ تُعرِّي درعَهُ الرخوا
وصلت تُعيِّرُ كل مُرتزقٍ:
خُذها بعينك من يدي مَكوى
وصلت تُفجِّرُ نفسها غضباً:
(فِدوى) لعينكِ (غزَّةٍ) (فِدوى)
(يافا) بـ(يافا) رحَّبت وبكَت:
أهلاً وسهلاً، مرحباً (قَوَّا)
أهلاً بمن جاءت مُناصرةً
للعُدوةِ القُصوى من القُصوى
أنَّى أردتِ تفجَّري وثِقي
أنَّ الجميعَ أحقُّ أن يُطوى
الكُلُّ ملعونون فانفجري
والأمرُ ليس بحاجةٍ فتوى
قولي لهم: موتوا أو انتظروا
للموت، فالآتي هو الأسوا
موتوا.. فـ(يافا) غيرُ آمنةٍ
وبـ(غزَّةَ) الثاراتُ لا تُروى
فلقد أسأتُم ضد أنفُسكم
والله أغلقَ عنكمُ العفوا
والتِّيه لن يغدو عُقوبتَكُم
أن تُصبحَ الصحرا لكُم مأوى
هذا زمانٌ فيه ننقُلُكم
لجهنَّمٍ ولكُم بها مثوى
فتقبَّلوا.. هذي نهايتُكُم
لا تُكثروا التحليلَ والنجوى
وبما تبقَّى من تواجُدكُم
ستُواصلون حياتكم حبوا
وتورَّطوا في حربنا فبها
بكيانكم تتوسَّعُ البلوى
(يافا) لها ما بعدها.. حِمَمٌ
فرطيةُ الأصواتِ والأضوا
(يافا) مُقاتلةٌ وطائرةٌ
قناصةٌ لا تعرفُ العشوا
وطبيبةٌ مُختصَّةٌ وصلَت
تستأصلُ السرطانَ والعدوى
(يافا) تُعبِّرُ عن مشاعرنا
(يافا) تُعيدُ صياغةَ الأجوا
(يافا) تُعيدُ التسميات إلى
المستوطناتِ وتطردُ الغزوا
(يافا) مُسيَّرَةٌ مُجاهدةٌ
وحكايةٌ يمنيةٌ تُروى