يافا .. النجم الثاقب

 

 

الشاعر ماجد المطري

 

تساكَبَ جمرٌ من فمِ الغيمِ حارقُ

وخرَّت على “يافا” النجومُ الطوارِقُ

 

تجلَّى زمانٌ فيهِ للحقِّ دولَةٌ

وولَّى زمانٌ أزهقَتهُ الحقائقُ

 

ليشفي بهِ اللهُ الصدورَ ويبتَدي

بهِ وعدهُ المحتُومُ والوَعدُ صادِقُ

 

فلسطينُ” أبدَت كُنهَ أنسابِ أمَّةٍ

وكم زيَّفَت أنسابَ قومٍ بطائِقُ

 

وما كذبَت أنسابُ قومٍ تسابَقوا

إلى نصرِها حينَ استُزِلَّت شقائِقُ

 

وعزَّ الضميرُ الحيُّ في خيرِ أمَّةٍ

وقد بانَ وجهُ العُربِ بالغدرِ غامِقُ

 

تجلَّى اليمانيونَ والبدرُ رأسَهُم

مع “غزَّةٍ” والشعبُ باللهِ واثقُ

 

ولاحَت أساريرٌ بُعَيدَ انقباضِها

وُسرَّت بنصرِ قد ترائَى الخوافِقُ

 

وشُلَّت يدُ اسرائيــ ـلَ عن صدِّ كفِّنا

“ويافا” إلى “يافا” أشرأبَّت تُعانقُ

 

ولم نرمِ إنَّ اللهَ للخصمِ من رمَى

لهُ الحمدُ من لولاهُ ما الخَصمُ زاهِقُ

 

وفي “غزةَ” الطوفانِ طوفانُ عزمِنا

سعَت من يديهِ المعجزاتُ الخوارِقُ

 

تهامَى ولم يحفلْ بإرجافِ مُرجِفٍ

وإملاقِ خوَّانٍ وما قالَ ناعِقُ

 

أيَصمُتُ شعبٌ طوَّعَ الموتَ سيفُهُ

كريمٌ عريقُ الأصلِ بالمجدِ سامِقُ

 

سقى نزفُهُ أرضَ الصمودِ فلم تَزل

تُباهي بِهِ في ناهِدَيها الحدائِقُ

 

وحاشا رجالَ اللهِ صمتٌ وفي المَدى

هديرُ الدِّما من “غــزَّةِ” العزِّ دافِقُ

 

ونأبى وإيمَ اللهِ صبراً على القذى

وجمرُ الغضى ما أسكنَتهُ النَّمارِقُ

 

رمَت سربَها “صنعاءُ” والليلُ حالِكٌ

فضَحضَحَ وجهُ الفجرِ بالنصرِ عابِقُ

 

يميتُ بنِي صُهيُونَ ناراً ورَهبَةً

ويغتالهُم بالخوفِ والخوفُ خانِقُ

 

فإنْ يقصِفُوا لا ضيرَ فالردُّ قادِمٌ

وردُّ اليمانيينَ قاسٍ وساحِقُ

 

وما قرَّبَ العُدوانُ إلا حُتوفَهُ

وكم تشتَهي لحمَ الغُزاةِ البنادقُ

 

إذا ماامتطوا جوَّا أتينا جوارحاً

ومَنْ يَركبِ الأمواجَ لا شكَّ غارِقُ

 

وقد كشَّرَ الموتُ الزؤامُ نيوبَهُ

ومن كلِّ صَوبٍ بالمعادينَ حائِقُ

 

ترى موتَها اسرائيــ ــلُ صوتاً وصُورَةً

وتهوي على رأسِ الكيانِ الصواعِقُ

 

موازينُ هَذي الحَربُ ليستَ كقبلِها

وما فارِقُ التسليحِ في الحربِ فارقُ

 

وقد باتَ ما نصبُوا إليهِ مُشاهَداً

وقد خابَ ما ظنَّ العميلُ المنافقُ

 

هُنا موتُ أمــ ـريكـا ومن لفَّ لفَّها

وهذا الثرى قبرُ العِدى والمحارقُ

 

إلى نحرِهم “صنعاءُ” حرَّى يَحُوطُها

منَ الجوِّ “صمادٌ” وفي البحرِ “فالقُ”

 

ولا مدَّ ربُّ العرشِ في عُمرِنا إذا

تبقَّى على الدُّنيا كفورٌ ومارِقُ

 

وإن مدَّ في عُمرِ الدَّواهي احتدامُها

فما حالَ دونَ الفتحِ يا “قدسُ” عائقُ

 

حملناكِ يا أرضَ النُّبوءَاتِ غايةً

وما خانكِ الأنصارُ او هانَ عاتِقُ

 

رَسمناكَ يا أقصى مَصيراً من الصِّبا

وما فاقَنا في طاهرِ العشقِ عاشِقُ

 

سنُحيِي صلاةَ النصرِ جمعاً وبدرُنا

غداً وبيانُ النصرِ يتلوهُ ناطِقُ

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com