الإمام زيد بن علي(ع).. إشعاع الثورة ضد الطغيان ودروس في البصيرة والجهاد

 

تمر علينا ذكرى استشهاد الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي أميرِ المؤمنين “عَلَيهِم السَّلَامُ”، في الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام 122هـ.

الذي كان لحركته، ونهضته، وجهاده، واستشهاده، إسهامٌ كبيرٌ في استمرارية الإسلام المحمديِّ الأصيل، فكرًا، وثقافةً، ومشروعًا عمليًا، وثورةً في وجه الطغيان، وتأثيرًا في صناعة المتغيرات، كما كان ذلك أيضًا امتدادًا لنهضة جده الإمام الحسين سبط رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”، وأعطى للحق دفعًا وحضورًا؛ كمشروع عمليٍ وكموقف. فمن هو الإمام زيد وماذا قدم لأمة الإسلام؟

 

نسبه الشريف

هو الإمام زيد بن الإمام السجاد علي بن الإمام الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام.

كنيته: أبو الحسين

أبوه: الإمام السجاد، وزين العابدين وإمام الساجدين علي بن الحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم سلام الله

وهو حفيد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

جدته فاطمة الزهراء بنت خاتم الأنبياء محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).

أمه: جيدا، وهي جارية سندية أهداها المختار الثقفي للإمام السجاد لما تحلت به من الدين والخلق والأدب والحياء، فلم يجد أحداً أحق بها سوى الإمام زين العابدين.

المولد: ولد عليه السلام في المدينة المنورة سنة 75هـ.

الأولاد: الإمام يحيى بن زيد، الإمام عيسى بن زيد، ومحمد بن زيد، والحسين بن زيد.

النشأة

نشأ (عليه السلام) وترعرع في كنف والده الإمام زين العابدين عليه السلام، ونهل منه علوم أهل البيت حتى صار أعلمهم كما يقول أخوه الإمام الباقر عليه السلام:{لقد أوتي أخي زيدٌ علماً لدُنّياً، فاسألوه فإنه يعلم ما لا نعلم}.

نشأ في أسرة طاهرة مؤمنة، في أسرة على أرقى درجات الإيمان، فتربى تربية الايمان والتقوى، تربّى على الفضل والخير والقيم والأخلاق، فنشأ نشأةً مميزةً منذ بداية نشأته، متميزاً بتقواه، وبإيمانه، وبخشيته من الله.

كما تميز بفهمه الثاقب واستيعابه الكبير، وبارتباطه الوثيق بالقرآن الكريم، إذ عكف على القرآن يتدبره ثلاث عشرة سنة حتى سمي (حليف القرآن)، “خلوت بكتاب الله-عز وجلّ- أقرؤه وأتدبره ثلاث عشرة سنة”.

صفاته

عرف عليه السلام بالعديد من الصفات والمميزات منها

الفصاحة والبلاغة: واشتهر بها لدرجة أن الكميت قال “ما رأيت قط أبلغ من زيد بن علي”

العبادة والزهد: يقول عبدالله بن علي “كان أخي زيد إذا قرأ القرآن بكى حتى نظنه سيموت”

الشجاعة: يقول الإمام عبد الله بن حمزة عن شجاعته أنه “لما أقبل عليه جنود أهل الشام من تلقاء الحيرة؛ حمل عليهم كأنه الليث المُغضَب، فقتل منهم أكثر من ألفي رجل بين الحيرة والكوفة”.

الفقه والعلم: يقول أبو حنيفة النعمان “ما رأيت في زمنه أفقه منه، ولا أعلم، ولا أسرع جوابا، ولا أبينَ قولا، لقد كان منقطع القرين”.

التقوى لله: [والله ما كذبت كذبةً منذ عرفت يميني عن شمالي، وما انتهكت لله محرماً منذ عرفت أن الله يعاقب عليه].

بالإضافة إلى صفات أخرى كالكرم ومحاسن الأخلاق، والتواضع، والحلم، والعديد من المزايا والسمات الكريمة.

استشهاده

استشهد عليه السلام-عن عمر 42 عاما- في 25/محرم/ 122هـ، بعد إصابته بسهم في جبينه الشريف.

وارتقى عليه السلام شهيدا مجيدا على خطى جده الحسين السبط، وعلى خطى أمير المؤمنين عليهما السلام، وفي سبيل إعلاء كلمة الله، وتحت رايات الجهاد ضد الطغيان الأموي، وباستشهاده سطر أيقونة للتاريخ في الثورة والجهاد، وفي الشجاعة والتضحية، فقد واجه الكتائب الأموية، في الكوفة ومحيطها، وكشفهم في أزقة الكوفة، وصمد هو ومن معه من المؤمنين 3 أيام.

وأمام هذا الصمود الأسطوري والفداء المنقطع النظير، خشي العدو من هزيمته والتي بدأت تتراءى له علاماتها أمام تلك الفئة القليلة الصابرة المحتسبة، عندها قرر العدو استهداف القيادة، بتوجيه سهم الغدر إلى رأس الإمام.

وعندما أصيب سطر الإمام الشهيد زيد بن عليٍّ “عليهما السلام” بدمه الشريف استبشاره بالشهادة، قائلاً: ((الشهادة الشهادة، الحمد لله الذي رزقنيها))، في موقف هو أشبه بموقف أمير المؤمنين عليٍّ “عليه السلام” حين قال: ((فزت وربِّ الكعبة)).

رحمة الله عليه وسلامه يوم ولد، ويوم جاهد، ويوم استشهد، ويوم لقاء الله في موقف الفصل.

 

أهمية إحياء ذكرى استشهاده عليه السلام

إن إحياءنا لهذه الذكرى وغيرها من المناسبات المهمة المرتبطة بديننا هو لاعتبارات متعددة، منها:

– لأنها مناسبة مرتبطة بأعلامنا، برموزنا، الذين حملوا الإسلام منهجاً بعلمهم وفهمهم وتقديمهم له للأمة وجسّدوا أخلاقه وقيمه وحملوه مسؤولية يتحركون بها في واقع الأمة.

-لأنها تربطنا وتذكِّرنا بنهضةٍ مباركةٍ، امتدت آثارها وبركاتها إلى يوم الناس هذا.

لأنها من أبرز الأحداث في تاريخ الأمة، ومن أهمها، ومن أكثرها تأثيراً.

– لأنها ذكرى لثورة تمثل وحدة القضية.

-لما تحمله لنا من الدروس والعبر التي نحتاج إليها حينما نتحرك في إطار المسؤولية,

-لما لهذه المناسبات من أهميتها الكبرى ومردودها المهم: سواء على المستوى {النفسي، الثقافي، الفكري، العملي}.

لأن ثورته عليه السلام كانت تعبيرا حركيا وعمليا عن حقيقة مبدأ الإسلام العظيم.

لأن ثورته كانت استجابة فعلية لتوجيهات الله سبحانه وتعالى.

-لشحذ الهمم وإحياء مبدأ الشعور بالمسؤولية.

-للزيادة في العزم والهمة: لأننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى عزم زيد، إلى ثبات زيد.

محطةٍ تعبويةٍ وتوعويةٍ لاستلهام الدروس والعبر من هذه الحادثة.

ذكرى مهمة لإيقاظ كل الغافلين، والمقصِّرين، وكل المتنصِّلين عن المسؤولية؛ لمراجعة حساباتهم، وللتدقيق في خياراتهم الخاطئة والخاسرة.

 

أبرز مظاهر الطغيان الأموي

انتهاكهم لحرمة المقدسات وفي مقدمتها

الإساءة إلى رسول الله “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ”، والتغاضي عن سَبِّه في مجالسهم التي كان يحضر فيها اليهود،

كانوا يطلبون من بعض الشعراء أن ينشدوا لهم الشعر الجاهلي أيام حرب المشركين ضد رسول الله “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ”، وفيه الإساءة والهِجاء للرسول “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ”.

– التشويه المتعمد للرسول “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ”، من خلال الافتراءات، والمرويات المكذوبة، التي تتضمن التنقيص منه، التنقيص من رشده وحكمته، والانتقاص من أخلاقه وقيمه.

التقليل من مكانة رسول الله “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ”، لصالح مكانة أولئك الملوك الجبابرة من طغاة بني أمية،

-المجاهرة في بعض المقامات بتكذيب النبي “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ“، كما قال أحد ملوك بني أمية؛ وهذا ثابت في كتب التاريخ.

2- الانتهاك لحرمة القرآن الكريم: من خلال

-إبعاد الأمة عن الاتِّباع للقرآن، فحرصوا على أن تكون طبيعة العلاقة بالقرآن الكريم في مستوى التلاوة لآياته، والقراءة لآياته، وعملوا على إبعاد مسألة الاتِّباع، والتمسك العملي من ذهنية الأمة إلى حدٍّ كبير، وبقيت التأثيرات لذلك ممتدة في أوساط الأمة جيلًا بعد جيل.

-تحريف المعاني والمفاهيم القرآنية، عبر علماء السوء الذين اعتمدوا عليهم لفعل ذلك، وهم بذلك ارتكبوا جنايةً فظيعةً على الأمة، وحرموها من الاستفادة من كتاب الله الذي هو النور، الذي هو منبع الهداية للأمة.

3- انتهكوا حرمة الكعبة المشرفة في حربين متتاليين، وكانوا يتعمدون الكعبة بالرمي بالمنجنيق لإحراقها، وكذلك لهدمها.

4- الاستباحة لمكة المكرمة، بالاقتحام العسكري، وقتل الناس فيها، حتى في المسجد الحرام، وفي محيط المسجد الحرام.

5– الاستباحة للمدينة المنورة، والقتل الذريع للناس فيها، والاستباحة لمسجد رسول الله “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ”، والقتل للناس فيه، والقتل لهم حتى على قبر رسول الله “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ”، فلم يرعوا أي حرمةٍ لتلك المقدسات.

6- استباحوا الأمة بالقتل للصالحين فيها، من أخيارها، وعلمائها الربانيين، فقتلوا الآلاف من الصالحين، قتلوا مئات الآلاف من أبناء الأمة، من عامة الناس، يقتلون لأبسط وأتفه الأسباب، وأحيانًا بدون سبب، بجرائم الإعدام بدمٍ بارد، أو يعتدون عليهم ويأخذونهم من منازلهم ويذهبون بهم إلى الإعدام، أعداد كبيرة، وأعداد هائلة، وبشكل مروِّع ووحشي.

7-جرائم التعذيب التي كانوا يمارسونها بحق أبناء الأمة، جرائم هائلة ومرعبة ووحشية إلى حدٍ كبير، إما بالسَّمْل للعيون، وإما بقطع الأيدي أو قطع الأرجل، وهذا فعلوه بحق الآلاف من المسلمين ظلمًا وعدوانًا.

8- الاستئثار بالفيء ونهب المال العام، والتوزيع له فيما بينهم، بملايين الدراهم والدنانير الذهبية والفضية،

9-حرمان المجتمع الإسلامي والذي انتشر فيه البؤس، والفقر، والحرمان، والمعاناة الشديدة.

 

مميزات نهضة الإمام زيد “عَلَيهِ السَّلَامُ”:

عظمة القيادة:

ثورة يقودها رمز عظيم من رموز الإسلام بإجماع الأمة الإسلامية، فهو “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ”، من سلالة بيت النبوة، وهو بما عرفته الأمة به، بما يمتلكه من مؤهلات، وما يحمله من قيمٍ ومبادئ، في مستوى عالٍ وعظيمٍ من الإيمان، والوعي، والرشد، والهداية، وفي الموقع الذي تستلهم منه الأمة ما تحتاج إليه من الدروس والعبر.

استمرارية الثورة :

ثورة الإمام زيد لم تنته باستشهاده، فبعد استشهاده- كانت نهضة ابنه يحيى بن زيد “عَلَيهِما السَّلَامُ”، ومن بعد ذلك بدأت التغيرات الكبيرة في الساحة الإسلامية، بدءًا من (خُراسان)، التي استُشهد فيها يحيى بن زيد “عَلَيهِما السَّلَامُ”، فكانت النتيجة في نهاية المطاف الثورة العارمة، للإطاحة ببني أمية، والتحرر منهم.

كما أن لنهضته التأثير الكبير الممتد فيما بعد ذلك في أوساط الأمة جيلًا بعد جيل، ولا يزال صدى الثورة الزيدية إلى يومنا هذا بفضل الله.

عظمة الأهداف وشموليتها

كما أنه تحرك بأهدافٍ عظيمة، ذات علاقةٍ بالأمة في كل زمان ومكان، فهو انطلق من منطلق غيرته على دين الله، وعلى أمة جده رسول الله “صَلَوَاتُ الله عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ”، هو الذي كان يقول: ((واللهِ مَا يَدَعُنِي كِتَابُ اللّهِ أنْ أسكُت، كيفَ أسكُت وقد خُولِفَ كِتَابُ اللهِ، وَتُحُوكِمَ إلَى الجِبتِ وَالطَّاغُوت)).

ثورة التضحية في سبيل إنقاذ الأمة:

فهو الذي كان لشدة اهتمامه وعظيم اهتمامه بأمر أمة جده يقول: ((لَوَدِدتُ أنَّ يَدِي مُلصَقَةٌ بِالثُّرَيَّا ثُمَّ أَقَعُ إلَى الأرضِ، أو حَيثُ أقَعُ، فَأتَقَطَّعَ قِطعَةً قِطعَة، وَأنَّ اللّهَ يُصلِحُ بِذَلِكَ أَمرَ أُمَّةِ مُحَمَّد))، فتحرك حريصًا على إنقاذها، وعلى هدايتها، وعلى إصلاح أمرها.

 ثورة تصحيح المسار

بهذه الأهداف بهذه القضية المهمة والعظيمة والمقدسة، تحرك الإمام الشهيد زيد بن علي ” عَلَيهِما السَّلَامُ “، وسعى في نهضته تلك إلى إعادة الأمة إلى المسار الصحيح، الذي انحرف بها عنه طغاة بني أمية، هو الذي كان يقول: ((أَعِينُونَا عَلَى مَن أَخرَبَ أَمَانَتَنَا، وَاسْتَعبَدَ أُمَّتَنَا، وَعَطَّلَ كِتَابَنَا)).

ثورة ضد الذل والخوف

((مَا كَرِهَ قَومٌ قَطُّ حَرَّ السُّيُوفِ إلَّا ذَلُّوا))، فحالة الذلة والتهيُّب من المواجهة؛ عندما لا يبقى لدى الأمة استعداد للتضحية وإدراك لقيمة وأهمية التضحية في إطار النهوض بالمسؤولية وأداء الواجب. فهو كسر حاجز الذل والخوف، وأعطى للحق دفعًا، وللإسلام المحمديّ الأصيل استمراريةً،

ثورة المبادئ الإسلامية السامية

وبالذات المبادئ ذات الأهمية الكبيرة، التي يترتب عليها إقامة الحق، إقامة القسط، إقامة العدل، إنقاذ الأمة، إصلاح واقع الأمة، والتي لها أهمية كبيرة في تحصين الأمة، وفي إكسابها المنَعَة التي تساعدها على الاحتماء من الطغاة والظالمين،

ثورة إنقاذ للأمة

سعى الإمام زيد “عَلَيهِ السَّلَامُ” إلى إنقاذ الأمة مما تعانيه، من طغيان طغاة بني أمية، الذي وصل إلى درجةٍ رهيبة من انتهاك الحرمات، والتعدي على المقدسات، والاستباحة للأمة.

ضرورة الثورة الزيدية

ولذلك في مقابل ذلك الطغيان، والظلم، والجور، الاستهداف للأمة، في دينها، وقيمها، وأخلاقها، ودنياها، كانت نهضة الإمام زيد “عَلَيهِ السَّلَامُ” ضرورةً دينية؛ عبَّر عنها بقوله: ((ما يَدَعُنِي كِتَابُ اللّهِ أنْ أسكُت، كيفَ أسكُت؟ وقد خُولِفَ كِتَابُ اللهِ)).

فكان يرى ضرورة التحرك حتى لو تخاذل الناس، هو الذي قال كلامه الشهير والعظيم والمهم: ((لَو لَم يَخرُجْ مَعِي إلَّا ابْنِي يَحيَى لَقَاتَلتُهُم))، كان يمتلك هذا المستوى من العزم، من اليقين، من الإرادة، من التوجه الجاد في أداء واجبه، في النهوض بمسؤوليته، في أن يقول كلمة الحق، في أن يبذل جهده أمام ذلك الواقع المظلم، الممتلئ بالظلم والطغيان والفساد والمنكر.

 ثورة بصيرة وجهاد

من منطلق دعوته عليه السلام بقوله ((البَصِيرَةَ البَصِيرَة، ثُمَّ الجِهَاد))، نرى أنه كان في نهضته عنوانان مهمان جدًّا، هما:

  • البصيرة

تحتاج الأمة إلى

البصيرة في دينها، إلى الوعي، إلى الهداية.

البصيرة تجاه الواقع،

البصيرة تجاه الأعداء،

البصيرة تجاه المسؤولية،

البصيرة في الموقف،

البصيرة في التعامل مع الأعداء،

البصيرة فيما تحتاج إليه الأمة،

البصيرة فيما ينبغي أن تتحرك به.

  • الجهاد

فالأمة بحاجة إلى:

الوعي بالمسؤولية في التحرك في سبيل الله، “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

الجهاد في سبيل الله، بفهم صحيح لهذه الفريضة المقدسة.

الجهاد بفهم لما تعنيه فريضة الجهاد للأمة.

الجهاد بفهم لكيفية التحرك الصحيح في إطار هذه الفريضة.

الجهاد باستعدادٍ للتضحية،

 

من أهم الدروس المستفادة من نهضة الإمام زيد

“الدروس في هذه النهضة المباركة دروسٌ كثيرة، بالعودة إلى كتب التاريخ، وما كتب عن الإمام الشهيد زيد بن عليٍّ “عليهما السلام”، هناك الكثير الكثير مما يفيد هذه الأمة، وأهميتها للأمة اليوم فيما تواجهه من تحديات بما تصنعه من وعي، بما ترسِّخه من الاستشعار العالي للمسؤولية والقدوة، بما- كذلك- تهيئ الإنسان عليه من الاستعداد للتضحية في سبيل الله “سبحانه وتعالى”، والصبر، والاستبسال، والتفاني” السيد القائد –يحفظه الله-. (العبارة مناسب تكون في لوحة مستقلة ضمن فقرة أهم الدروس)

  • أن ندرك مسؤوليتنا في مواجهة طغيان العصر.
  • أن التحرك ضرورة دينية، يرتبط بالتزامنا الإيماني والديني، وانتمائنا للإسلام، وهذه مسألة مهمةٌ جدًّا.
  • أن ندرك خطورة التقصير، وخطورة التفريط، على مستوى الأمة، وعلى مدى عصور وأجيال متلاحقة.
  • أن نتحرك في الموقف الصحيح، في الاتجاه الصحيح؛ لأننا لا نرهن مواقفنا المبدئية، والايمانية، بمواقف الآخرين؛ من المتخاذلين والمفرطين.
  • أن نستذكر- من تاريخنا- نهضة أولئك الأعلام العظماء، والهداة الأولياء، الذين نهضوا في ظروفٍ صعبة، وقدَّموا كل التضحيات، بما في ذلك بأنفسهم.
  • أن ندرك أهمية التوجه الجهادي، أهمية الوعي والبصيرة والشعور بالمسؤولية؛ لنتصدى لهذا الظلم،
  • أن مسؤوليتنا كبيرة، وأن تحركنا هو أمر ضروري على مستوى انتمائنا الإيماني والديني.
  • أن ندرك أهمية الجهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، على أساسٍ من الوعي والبصيرة، والتحرك الواعي على مستوى كل المجالات(العسكري، السياسي، الإعلامي، الاقتصادي، الفكري والثقافي)، للتصدي لأعداء الله في كل المجالات.
  • أن ندرك أهمية التحرك كضرورة واقعية، وأنها هي الطريق الصحيح الذي يمكن من خلاله إنقاذ الأمة كما قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
  • أنه كلما ارتفعت نسبة الوعي، وكلما زاد الاهتمام، وكلما استشعرت الأمة مسؤوليتها أكثر، كلما كان هناك فرص أكبر وإنجازات أكبر،{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.

ختاماً

من وحي هذه الذكرى، ومن واقع المواجهة والتصدي لطواغيت العصر أمريكا وإسرائيل في إطار معركة “الجهاد المقدس، والفتح الموعود”، ومن حي الروح الثورية التي نستلهمها من جهاد أعلام الهدى من آل بيت النبوة، نؤكد: 

-أننا ببصيرتنا وبإيماننا، وبهويتنا الإيمانية، نقول للصامتين وللمطبعين وللمتخاذلين نقول لهم: “لا يمكن أن نسكت، والله ما يدعنا كتاب الله أن نسكت! كيف نسكت وأمتنا تستباح؟!

-أننا  بجهادنا تنعيش العزة، ونجسِّد الحرية موقفاً صادقاً، وموقفاً حراً، وموقفاً قوياً، وأن هذه الروح الثورية، وهذا التحرك الصادق، هو الذي سيصل بنا إلى النتيجة الحتمية التي وعدنا الله بها، وهي: النصر، والله “سبحانه وتعالى” لن يخلف وعده، هو القائل: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

-أننا بهذه الروح الثورية والجهادية، وبهذه البصيرة، سنحرر كل بلدنا، ونستعيد كل المناطق، التي احتلها الأعداء.

-أننا بمبادئ ثورة الإمام زيد مستمرون في دعم وإسناد طوفان الأقصى المباركة، صفا واحدا مع كافة القوى الإسلامية في لبنان والعراق وإيران وسوريا والجزائر ضمن معركة الجهاد المقدس، ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وصولا إلى النصر المؤزر بإذن الله سبحانه وتعالى.

-أننا بهذه الروح الثورية والجهادية، وبهذه البصيرة، لا يمكن أن نستذل، ولا أن نضام، ولا أن نقهر، ولا أن نداس، ولا أن نخضع للتبعية لأعدائنا من الكافرين والمنافقين.

-أننا بهذه الروح الثورية والجهادية والبصيرة لن ترهبنا الأساطيل، ولن تثني عزمنا التحالفات، ولا أي أحدٍ في هذا العالم.

-أننا سنكون شعباً حراً، كريماً، عزيزاً، وسنواصل مشوارنا في التصدي للعدوان على بلدنا، وفي نصرة أمتنا في قضاياها الكبرى، لا نتراجع أبداً؛ لأننا اتخذنا قرارنا ببصيرة، وعلى بصيرة.

والخزي والذل والهوان والعار على المستسلمين، واليائسين، والخانعين، والمتنصِّلين عن المسؤولية، والعزة للمؤمنين، والعاقبة للمتقين.

 

قد يعجبك ايضا