تنمية لا تقوم على أساس هدى الله ليست تنمية

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

أولئك الذين يتصورون أو يتساءلون ماذا يعمل اليهود؟ لقد نفذ اليهود إلى داخل نفوسنا نحن فطبعونا بنفسيتهم التي هي بذل الدين في مقابل المال، والتي تحدث عنها القرآن الكريم في أكثر من آية، وهو يحكي عن نفسيتهم, وواقعهم, واستخفافهم بالدين إلى أن يبيعوه من كل يعرض لهم ثمناً.

وبيع الدين – أيها الإخوة – ليس سهلاً هو معناه: أن نبيع أنفسنا، أن تبيع نفسك ممن؟ ممن يوقع هذه النفس في قعر جهنم، تبيع نفسك ممن يذلك في الدنيا, ويعرضك للذل والخزي في الآخرة، تبيع نفسك ممن لا ينفعك في الدنيا وإن نفعك بشيء ما، فلن ينفعك في وقت الحاجة الماسة إلى المنفعة في الآخرة.

يقولون لنا: بأن التنمية هي كل شيء، ويريدون التنمية، ولتكن التنمية بأي وسيلة وبأي ثمن! نحن نقول: لا نريد هذا، وكل ما نراه, وكل ما نسمعه من دعاوى عن التنمية, أو أن هناك اتجاه إلى التنمية كلها خطط فاشلة، كلها خطط فاشلة. متى ما وضعوا خطة تنموية لسنين معينة، انظر كم سيطلبون من القروض من دول أخرى؟ هذه القروض انظر كم سيترتب عليها من فوائد ربوية، ثم انظر في الأخير ماذا سيحصل؟ لا شيء، لا شيء.

إن التنمية لا تقوم إلا على أساس هدي الله سبحانه وتعالى، أليسوا يقولون هم كقاعدة اقتصادية, أو مقولة اقتصادية: [أن الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها]؟ الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها. لا بأس، هذه حقيقة، فإذا ما كان هذا الإنسان يسير على هدي الله سبحانه وتعالى، إذا ما كانت نفسه زاكية, إذا ما كانت روحه صالحة، ستنمو الحياة, وتعمر بشكل صحيح.

نحن نسمع كلمة: [التنمية] كل سنة، وكل أسبوع، وكل يوم [تنمية، تنمية] ونحن نرى نمو الأسعار، أليس كذلك؟ ما الذي يحصل؟ هل هناك نمو فيما يتعلق بالبنى التحتية الاقتصادية؟ أو أن هناك نمواً في الأسعار؟ أليس هناك غلاء؟ أليس هناك انحطاط في النفوس والقيم؟ ليس هناك تنمية لا في واقع النفوس, ولا في واقع الحياة، وإن كانت تنمية فهي مقابل أحمال ثقيلة تجعلنا عبيداً للآخرين، ومستعمرين أشد من الاستعمار الذي كانت تعاني منه الشعوب قبل عقود من الزمن.

التنمية من منظار الآخرين: هو تحويلنا إلى أيدٍ عاملة لمنتجاتهم، وفي مصانعهم, تحويل الأمة إلى سوق مستهلكة لمنتجاتهم، أن لا ترى الأمة, أن لا يرى أحد, وليس الأمة, أن لا يرى أحد من الناس نفسه قادراً على أن يستغني عنهم؛ قوته، ملابسه، حاجاته كلها من تحت أيديهم، هل هذه تنمية؟.

فنحن نقول: نريد التنمية التي تحفظ لنا كرامتنا، نريد نمو الإنسان المسلم في نفسه, وهو الذي سيبني الحياة, هو الذي سيعرف كيف يعمل، هو الذي سيعرف كيف يبني اقتصاده بالشكل الذي يراه اقتصاداً يمكن أن يهيئ له حريته واستقلاله، فيملك قراره الاقتصادي، يستطيع أن يقف الموقف اللائق به، يستطيع أن يعمل العمل المسئول أمام الله عنه.

الآن أليس الناس كلهم يخافون من أن يعملوا شيئاً ضد أمريكا أو ضد إسرائيل؟ بل يخافون متى ما سمعوا أن هناك تهديداً لشعب آخر؛ لأنه ربما يحدث غلاء فيما يتعلق بالحبوب, وفيما يتعلق بالحاجيات الأخرى فيسارعون إلى اقتناء الحبوب بكميات كبيرة، أليس هذا هو ما يحصل؟.

نرى أنفسنا أننا لا نستطيع أن نقف المواقف التي يجب علينا أن نقفها؛ لأننا نعرف أن حاجياتنا كلها هي من عند أعدائنا، أليس هذا هو الذي يحصل؟ ومن الذي أوصلنا إلى هذه الدرجة؟ هم أولئك الذين يعدوننا بالتنمية، يعدوننا بالتنمية كل يوم، كل يوم.

ولكن عندما نقول: يجب أن نعمل، نحن نريد أن نعرض أنفسنا لرحمة الله سبحانه وتعالى الذي يقول: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} (الجـن:16) نحن الذين يجب أن نبدأ, أن نعمل وإن تعبنا، وأن نعلن عن وحدة كلمتنا في مواجهة أعداء الله من اليهود وأوليائهم، وأن نقول ما يجب علينا أن نقوله، وأن نعمل ما بإمكاننا أن نعمله في سبيل الحفاظ على ديننا وكرامتنا، في سبيل أداء مسئوليتنا التي أوجبها الله علينا في كتابه الكريم، وهناك سيبدأ الله سبحانه وتعالى برحمته لنا {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} لقد وصلنا إلى وضعية لا بد في طريق التخلص منها أن نسير وأن نبدأ نحن ولو تعبنا، إن الله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(الرعد: من الآية11).

فلا نتصور أنه – إذاً – إذا كان الله يريد منا أن نعمل عملاً ما، إذاً فليبدأ هو، لينزل علينا الأمطار، ويسبغ علينا النعم، فنرى أنفسنا نملك غذاءنا، ونرى بين أيدينا الحاجيات الضرورية من داخل بلادنا، ثم إذاً نحن مستعدون أن نعمل.. لا.

أنتم من فرطتم, الأمة من فرطت، ولا يأتي فرج إلا بعد شدة، ولو كانت الشدة هي عملية النقلة للخطوة الأولى، وقد يكون أبرز شدائد الدنيا في هذا العصر هو ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، فنحن قلنا: يجب أن نعمل، وأن نتحدث، وأن نكشف الحقائق, وأن نعلن عن وحدة كلمتنا، وأن نعلن أنه لا بد أن نحيي القرآن في أنفسنا, وفي واقع حياتنا قبل أن يتحول إلى كتاب إرهابي يغيب من بين أيدينا، ومن مساجدنا وبيوتنا.. أو أن هذا غير محتمل؟ لقد غاب في بلدان الاتحاد السوفيتي أيام كان يحكمها اليهود باسم الحزب الشيوعي الذي كان أعضاء اللجنة المركزية فيه معظمهم من اليهود، استطاعوا أن يغيبوا القرآن في بلدان واسعة هي أوسع من البلاد العربية بكلها فغيبوه.

والآن عنوان [إرهاب] سيتجهون إلى القرآن, ويتجهون إلى كل كلمة فيها حديث عن اليهود، أو لعن للظالمين أو للفاسقين، أو للمجرمين، وحينها – ولن يصل الأمر إلى هذه الحالة إلا بعد أن نكون قد خذلنا من قبل الله سبحانه وتعالى كما أعتقد – وحينها لا نستطيع أن نعمل شيئاً.

فيجب قبل أن نسمع – وأكرر كما كررت في الجلسة السابقة – أن نحيي في أنفسنا, وفي واقع حياتنا ما يمسح أن تترسخ كلمة: [إرهاب] في داخل نفوس الناس في بلادنا, وفي أي بلاد يمكن أن يصل إليها صوتنا، وأن نعلن أننا أصبحنا الآن, اتجهنا بجدية إلى القرآن الكريم؛ لنحيي القرآن في نفوسنا وفي واقعنا. ومن الذي يستطيع أن يحول بيننا وبين القرآن إلا بعد أن نكون قد شهدنا على أنفسنا بالكفر.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من ملزمة اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

‏ بتاريخ: 24/1/2002م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com