القوات اليمنية تتلهف لخوض معركة حاسمة تجبر العدوان السعودي في الانصياع للسلام   

موقع أنصار الله الرسمي- محمد المطري

بالتعنت والإصرار على المضي في التصعيد الاقتصادي ضد اليمن يتمسك النظام السعودي بقراراته العدوانية التي تهدف للقضاء على الشعب اليمني بدون استثناء متجاهلا تحذيرات السيد  القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.

في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للهجرة  حذر السيد عبد الملك النظام السعودي من “مغبة الاستمرار في خطواته الجنونية الهادفة إلى تجويع الشعب اليمني وضربه اقتصادياً” ، موضحا أن قرار العدو السعودي في نقل البنوك وإغلاق المطار والميناء خطوات عدوانية وجنونية وغير مبررة  تأتي في سياق المساعي الأمريكية لتوريط النظام السعودي في العدوان على اليمن وذلك للتغطية على  هزيمته النكراء التي منيت بها وحلفائها في معركتهم البحرية المساندة للعدو الصهيوني.

السيد القائد بكل تواضع ووقار وجه النصح للنظام السعودي بعدم  الانجرار مع المساعي الأمريكية  العدوانية على البلد ، مؤكدا أنه في حالة أصرت على الاستمرار في التصعيد الاقتصادي فأن اليمن ين يقف مكتوف الأيدي وسيتعامل  وفق معادلة جديدة  مفادها العين بالعين والمطار بالمطار والميناء بالميناء والبنوك بالبنوك.

وبدلاً من التعامل بجدية  والاستجابة للمطالب الإنسانية المحقة تفادياً لعودة التصعيد واشتعال الحرب التي ستعود بلا شك وبالاً وجحيما وناراً  على النظام السعودي  تمضي السعودية في التصعيد غير مدركة  لأثر وتداعيات التصعيد.

ملامح التجاهل السعودي يكمن في تأكيد خطوط الجوية اليمنية بصنعاء قيام تحالف العدوان السعودي مؤخرا بجدولة رحلة واحدة إلى جهة واحدة وهي رحلة عمان الأردن.

وأكد القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية خليل جحاف في تصريح خاص للمسيرة أن تحالف العدوان خصص 50% من مقاعد الطائرة للبيع خارج اليمن، واصفا الأمر بالكارثي والذي لايمكن قبوله ، لافتاً إلى أن الحلول الترقيعية وأنصاف الحلول مرفوضة نهائيا، ومطالبنا واضحة برفع القيود عن مطار صنعاء الدولي.

ومؤخراً أوعزت السعودية لذبابها الإلكترونية وعملائها المحللين والدوليين الحديث  في السوشال ميديا ووسائل الإعلام حول خطاب السيد القائد والاستهزاء بنصح السيد القائد وتحذيراته  والتقليل من الوعيد والمخاطر ما يوحي عن قرب جولة جديدة من المواجهة  العسكرية بين القوات المسلحة اليمنية والسعودية والتي ستغير الموازين وتقلب الطاولة على النظام السعودي البائد.

تداعيات الحرب  القادمة

ويرى محللون عسكريون  أنه في حالة اندلاع جولة حديدة من المواجهة العسكرية فأن القوات المسلحة اليمنية ستوجه ضربه قاصمة للنظام السعودي تؤثر سلبا وبشكل كبير على اقتصاده ومخزونه النفطي الاستراتيجي الكبير والذي يشكل عصب الاقتصاد السعودي.

في العام الخامس من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن  أطلقت القوات المسلحة اليمنية عمليات توازن الردع والتي شملت أهداف واسعة داخل العمق السعودي.

آنذاك عملت القوات المسلحة اليمنية على تحقيق أهدافها وفق مراحل تصعيدية   أولها في السابع عشر من أغسطس من العام 2019م حيث نفذت وحدات الطيران المسير عملية هجومية على حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو الواقعة على الحدود الإماراتية.

وعلى نحو متصاعد وبشكل دقيق توالت عمليات توازن الردع اليمنية ضد العدوان السعودي مسببة شلل كبير في عصبه الاقتصادي والتي كان اخرها عملية توازن الردع السابعة والتي تمت في الخامس من سبتمبر من العام 2021م   مستهدفة  منشآت تابعة لشركة ارامكو السعودية في رأس التنورة بمنطقة الدمام شرقي السعودية تلك العمليات أجبرت النظام السعودي على اجراء هدنة إنسانية اعلن عنها بعد بضعة أشهر من تنفيذ عملية الردع السابعة والتي استمرت لستة أشهر وتلاها مرحلة خفض التصعيد.

وتعريجا على ما  سبق يؤكد محللون عسكريون أن التوفق النوعي والكمي للقوات المسلحة اليمنية والتطوير المستمر والمواكب لقدراتها القتالية بما يتلائم مع التحديات الراهنة جعل اليمن لاعب إقليمي في المنطقة لايمكن تجاهله.

ويبين العسكريون أن دخول اليمن في  مواجهة مباشرة مع العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي ضمن معركته الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة لغزة لفت أنظار العالم صوب اليمن العصي والذي كشف هشاشة وضعف الإمبراطورية الغربية بقيادة أمريكا وبريطانيا والتي فشلت فشلاً ذريعاً في التصدي للعمليات اليمنية المساندة لغزة.

ويشيروا إلى أن ماتم الكشف عنه من أسلحة جديدة اثناء المواجهة مع الأمريكان كالصواريخ الفرط صوتية والصواريخ البالستية والزوارق المسيرة  أرغمت الأمريكان على مراجعة سياسته العسكرية الاستعمارية والتي أقر بأن اليمن أثبت جدارته في المواجهة واثبت أن الترسانة الأمريكية التي كانت تتباهى بها أمريكا وتهدد بها دول العالم باتت غير مجدية في مواجهة اليمن.

ولفت العسكريون إلى أن نجاح العمليات اليمنية في تحقيق أهدافها البعيدة المدى في البحار وداخل العمق الفلسطيني المحتل يوحي بأن المواجهة مع السعودية ستكون أكثر مرونة وسهولة للقوات المسلحة اليمنية.

وشددوا بأن القوات المسلحة اليمنية تمتلك قدرات عالية جدا في الاستخبارات وجلب المعلومات بالإضافة إلى امتلاكها للأسلحة النوعية ما يجعلها أكثر قدرة في ضرب الأهداف الحساسة جدا في مختلف الأراضي السعودية.

وفي السياق ذاته يرى المحلل العسكري زين العابدين عثمان أن رهان  السيد القائد على  معادلة التعامل بالمثل لا يأتي في سياق النصح، أو التحذير وأنما  تدشين معادلة عسكرية يمكن أن تطبق عملياً في أي لحظة.

ويقول عثمان في مقال خاص له “وبالتالي فإن النظام السعودي اليوم مع هذا القرار أصبح أمام خيارين فقط، ولم يعد أمامه الكثير من الوقت، فإما إعادة الحسابات، والخروج من وحل التورط مع أمريكا في المواجهة التي هي خدمة عملية لكيان العدو الإسرائيلي، وإما التورط والحرب الشاملة.

وفي حالة تورط النظام السعودي يؤكد عثمان أن ذلك القرار سيؤدي إلى  انفجار الوضع بالكامل، ودخول السعودية مسلخ الحرب الشاملة التي سترتكز قواعدها على حرب مدمرة بالاقتصاد والتجارة والأمن القومي للسعودية، فتعامل قواتنا المسلحة سيكون بالمثل، وسيناريو العمل العسكري سيأخذ أسقف عمليتيه مدمرة وفقاً لما تقتضيه معادلات الردع والرد بالمثل .

ويلفت عثمان إلى أن  تداعيات الحرب إذا حصلت ستكون بلا أسقف، وستكون السعودية أمام عمليات هجومية غير مسبوقة منذ بداية عدوانها على اليمن.

ويشير إلى أن الوضع العسكري لقواتنا المسلحة أصبح بفضل الله تعالى مختلفاً تماماً، وسقف القوة متضاعف عشرات الأضعاف عما كان عليه في الماضي خصوصاً التسليح الذي أصبح يتكون من بنية أسلحة وقدرات استراتيجية متطورة توازي ما تمتلكه قوى عظمى، سواء على مستوى قوة الردع الصاروخي والقوة البحرية والجوية.

ويختتم عثمان مقاله بالقول “لذلك، بعون الله تعالى، عند قياس مستوى هذه القدرات مع مستوى الزخم العملياتي الذي سيطبق، فان النتائج ستكون كارثية على السعودية ومنشآتها ومطاراتها، وللتوضيح فالعملية التي أحرقت حقل بقيق وخريص عام 2019، وعطلت نصف انتاج النفط السعودي ليست سوى 20% مقابل حجم أي عملية قادمة ستنفذها قواتنا المسلحة، سواء من حيث مستوى الهجوم – دقة الاستهداف، والقوة التدميرية بالهدف، والمنشأة، أو المطار”.

استعداد لأي مواجهة محتملة

وأمام كل هذا التعنت تواصل القيادة اليمنية توجيه الرسائل في أكثر من اتجاه، للاستعداد للمرحلة المقبلة، حيث أهاب المجلس السياسي الأعلى بأبناء الشعب اليمني للاستعداد لأي مواجهة محتملة، وأي خيارات يوجه بها السيد القائد في قادم الأيام، ما يعني أن التعنت السعودي لا يمكن السكوت عليه ولا سيما أن خطاب السيد القائد كان واضحاً وصريحاً، وأقام الحجة على السعودية، وحذرها من مغبة المغامرة، وعدم المسارعة في الحل.

في برقية تهنئة إلى السيد القائد عبدالملك الحوثي بمناسبة حلول العام الهجري الجديد ١٤٤٦هـ ، أكد وزير الدفاع اليمني محمد ناصر العاطفي  أن المؤسسة العسكرية تمتلك من القدرات ما تستطيع به أن توجع الأعداء.

وأكد الجهوزية العالية والأستعداد الأمثل  لتنفيذ كافة المهام والواجبات اللازمة للدفاع عن  دين الله وعن السيادة والقرار الوطني وعن قضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وقال العاطفي أن القوات المسلحة اليمنية تتلهف لتوجيهات السيد القائد  لخوض معركة فاصلة تجعل الأعداء يندمون على إضاعتهم فرص السلام التي كانت بين أيديهم.

 

 

قد يعجبك ايضا