“غرف قيادة وتحكم”.. كذبة العدو لتبرير استهداف مدراس الإيواء بغزة!
موقع أنصار الله – متابعات – 7 صفر 1446هـ
في اللحظة الأولى لأي مجزرة إسرائيلية بحق الفلسطينيين النازحين بمدارس الإيواء في قطاع غزة، يخرج جيش العدو الصهيوني ليبرر جريمته النكراء بأنه أغار على غرف “قيادة وتحكم وسيطرة” للفصائل الفلسطينية!.
ويتساءل الفلسطينيون عن تلك الغرف، هل تكون في مساجد؟، أم في مدارس إيواء؟ أم في مستشفيات؟ أم في خيام النازحين، هذه الكذبة التي لا تنطلي على أحد، ولكن جيش الاحتلال يكررها في كل مجزرة تودي بحياة مئات الفلسطينيين.
“لا يوجد أي مسلح ولا مقاوم بينا” هذا ما قاله أحد الناجين من مجزرة الفجر في مدرسة التابعين بحي الدرج في مدينة غزة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد فلسطيني، مما يؤكد كذب الاحتلال وما يريده فقط إلا الدم الفلسطيني وقتل أكبر عدد ممكن منهم.
والملاحظ خلال الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت للحظات الأولى للمجزرة تؤكد كذب العدو وفشل مزاعمه، بل ما أظهرته هي جثث متناثرة ومتفحمة ومقطعة في مشاهد تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين إنسانية العالم والمجتمع الدولي الكاذب.
ويقول فلسطينيون إن هذه الجريمة النكراء تؤكد مجددًا للقاصي والداني أن العدو الإسرائيلي ماضٍ في قتل وتدمير وإبادة الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم جميعًا، والعالم ساكت عاجز عن فعل شيء.
ويضيفون أن الاحتلال أخذ الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية الشريكة في هذا العدوان والحرب على الشعب الفلسطيني في غزة، تلك الإدارة المتواطئة التي تدفع الأموال وتزود الاحتلال بالطائرات والمعدات العسكرية، إنما تنظر بعين الرضا لهذا القتل وهذا العدوان، ولم تحرك ساكنًا لكل هذه الجرائم.
كما ردت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، على مزاعم الاحتلال حول استهداف المصلين في مدرسة التابعين في حي الدرج شرقي مدينة غزة، مؤكدةً على أنه لم يكن في مدرسة التابعين أي مسلح، وأن جيش العدو يكذب مجددًا ويختلق الذرائع السخيفة لاستهداف المدنيين.
وأضافت الحركة، أن السياسة الصارمة المعمول بها لدى مقاتلي كل الفصائل هي عدم الوجود بين المدنيين لتجنيبهم الاستهداف الصهيوني.
من جهته، قال نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحية، تعقيبًا على جريمة الفجر في مدرسة التابعين، إن جريمة جديدة تتلو مئات الجرائم التي يستهدف فيها الاحتلال بإجرامه وبطشه شعبنا الفلسطيني بهدف التهجير القسري من غزة إلى خارج غزة.
الهدف قتل المدنيين
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أكد أن “مدرسة التابعين رقم 80 التي يقصفها الاحتلال بهذا الشكل الوحشي الهدف منه الإبادة الجماعية، ولا يوجد أهداف عسكرية هذا كذب إسرائيلي يهدف للإبادة الجماعية”.
وأضاف البرغوثي، في تصريحات ، أن هدف الاحتلال الوحيد هو الإبادة الجماعية وقتل الفلسطينيين المدنيين، واستخدام صواريخ كبيرة تقتل آلاف المدنيين هدفه القتل والقتل فقط، والآن يدعي الاحتلال أنه قصف هدف عسكري، في كذبة تضاف لسلسة الأكاذيب التي تطلقها حكومة الاحتلال لتبرير قتل الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الاحتلال دمر المساجد والمدارس والمستشفيات لتمرير كذبهم وادعاءاتهم والهدف الوحيد هو استهداف المدنيين الفلسطينيين، متسائلاً: كم مرة يجب أن تكذب إسرائيل حتى يكتشف العالم أنها كاذبة وأنها تواصل اختراع الأكاذيب لتبرير جرائمها؟..
كما تسائل البرغوثي، هناك 50 ألف شهيد فلسطيني 70% منهم من الأطفال والنساء المدنيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل، هل هم أهداف إسرائيلية؟، مستدركًا أن هذه الأكاذيب تتستر عليها الحكومات الغربية التي لم نسمع منها إدانة واحدة لتلك المجازر التي يرتكبها الاحتلال.
وشدد على أن سلوك الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحرب يجعلها شريكة في جريمة الإبادة الجماعية الجارية حاليا في غزة، هي وكل الدول الغربية التي تدعم الاحتلال بالسلاح.
ولفت إلى أن هذه المجزرة هدية من الاحتلال للولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر التي رعت البيان الثلاثي الذي دعا لجلسة حوار جديدة لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه لم يكن نتنياهو ليتجرأ على هذه الفاشية المطلقة لولا تأخر محكمة الجنايات الدولية في اصدار قرارها باعتقاله مع وزير حربه يؤواف غالانت.
وشدد على أن رئيس حكومة الاحتلال لا يريد نجاح العملية التفاوضية التي تجري في قطر ومصر، ولكنه يريد الآن جر المنطقة إلى حرب إقليمية ومحاربة إيران بالجيش الأمريكي بالمنطقة.
كما قال اللواء فايز الدويري الباحث والمحلل العسكري، إن “الاحتلال كعادته بعد كل مجزرة يرتكبها يعلن أنه نفّذ عملية عسكرية بناء على معلومات استخباراتية دقيقة أكدت وجود مقاتلين في مدرسة كذا، وأنه استخدم أسلحة ذكية لتقليل الخسائر بين المدنيين”.
وأضاف الدويري: “ثم تأتي الصور لتؤكد كذب الكيان ، وأن القتلى هم الأطفال والنساء والشيوخ، الكيان يمارس إجرامه على مرأى ومسمع العالم الذي يتجاهل كل تلك المجازر، لكن المؤلم أن الأمة العربية وكياناتها السياسية تغط في نوم عميق، لا ترى لا تسمع لا تتكلم”.
جلود مُذابة!
بدوره، قال متحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية خليل الدقران، إنّ شهداء مجزرة الفجر وصلوا إلى المستشفى المعمداني أشلاءً وجلودهم مذابة، في تأكيد جديد على استخدام الاحتلال أسلحة حرارية محرّمة دوليًا ضد أهل غزة.
وأشار الدقران، إلى أنّ غالبية الإصابات في المجزرة هم من النساء والأطفال وكانت بحروق من الدرجة الثالثة والرابعة، بالإضافة لبتر في الأعضاء.
وشدد على أنّ الأعداد الكبيرة للمصابين الذين يصلون إلى المستشفيات بسبب القصف المتواصل، تصعّب على الطواقم الطبية التعامل معها بشكلٍ كاف، مبينًا أنّ بعض الجرحى يستشهدون؛ بسبب نقص المستلزمات الطبية.
ومن جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، إننا “فجعنا بحجم المجزرة بعد أن اشتعلت النيران في الجثامين وتقطع الأطفال والنساء بفعل صواريخ الاحتلال”، موضحًا أن أعداد من الجرحى في حالة حرجة، وهناك أشلاء لشهداء لم يتعرف عليها أحد حتى اللحظة.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي قصف مدرسة التابعين في حي الدرج بـ3 صواريخ في مجزرة بحق نازحين كانوا يؤدون صلاة الفجر في المدرسة، مشيرًا إلى أن القصف أدى إلى استشهاد قرابة 90% ممن كانوا يؤدون الصلاة، كما أن الإصابات معظمها بليغة جدا.
وفي السياق، أشارت مصادر محلية، إلى أن المدرسة تضم 350 عائلة بواقع أكثر من ألف شخص، كما أنها تتبع إداريًا لمركز الدعوة والتبليغ، وتتعامل معها مؤسسات دولية.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن المدرسة استقبلت مؤخرًا عشرات النازحين من بلدة بيت حانون، بعدما أجبرهم الاحتلال لترك منازلهم تجاه المنطقة الآمنة.
المصدر: شهاب