فصول من الكارثة: تراجيديا المأساة الإنسانية في غزة

تحت أديم السماء المغطاة بالغيوم السوداء، تبقى الأجساد غير المدفونة رمزًا للفظائع التي ترتكبها الآلة الصهيونية في غزة سجلا أسودا لا يمكن نسيان تفاصيل مآسيه لأجيال ستلعن هذه الآلة البشعة الموسومة، على مر تاريخ الصراع بالشر والطغيان.

يواصل الكيان الصهيوني المحتل العدوان على قطاع غزة، برا وبحرًا وجوًا، لليوم الـ 318 على التوالي، إذ ارتكب خلال الـ 24ساعة الماضية، عددا من المجازر راح ضحيتها قرابة الـ 25 شهيداً وأكثر من 70 مصابًا، توزعت على مختلف مناطق القطاع لترتفع حصيلة الشهداء إلى 40139 شهيدا و92743 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.، وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة بغزة.

يشهد الوضع الإنساني في فلسطين تدهورًا حادًا نتيجة للعدوان المستمر والحصار المفروض على غزة، مما أدى إلى معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني. ومع ذلك، فإن المجتمع الدولي كثيرًا ما يتجاهل هذه القضية الإنسانية.

النفايات تملأ شوارع غزة، والقمامة أصبحت رمزًا للعدوان المستمر، فضلاً عن كونها بؤرة لتفشي الأمراض والأوبئة، وتأكيدًا على تدهور الأوضاع الصحية، في ظل عدم وجود أي مقومات للحياة. المحور الأساسي يتجلى في ضرورة وجود “ممر إنساني” لحل الأزمات المستديمة، حيث لا يمكن للناس مواجهة مرض أو جوع وهم محاصرون.

تحلل الجثث وتزايد الأمراض يمثل جزءًا من جحيم يعيش فيه أهل غزة. شلل الأطفال عاد للظهور بعد 25 عامًا، كدليل واضح على انهيار المنظومة الصحية، وسط عجز تام عن استجابة الإنقاذ. يُحذر المسؤولون من تفشي الفيروس، مما يستدعي جهدًا جماعيًا لتحصين المجتمع، ومعالجة وجع يتزايد بتسارع متصاعد. وقد تتجاوز تداعيات ذلك صحة الأطفال لتشمل بالتحكم كافة النواحي الاجتماعية، ربما تمثل هذه اللحظة فرصة لإعادة التفكير في كيفية بناء غدٍ آمنٍ يلبي طموحات الأجيال القادمة.

 

قبور فوق قبور

وبلا حساب، تواصل الأرقام المأساوية التزايد في خضم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لأحد عشر شهرًا، والموت في انتظار ضحاياه الجدد يوميًا، تبدو الحياة في القطاع المدمر كفيلم رعب لا ينتهي، حيث دفن الأحياء أصبح واقعًا مأساويًا يتجسد في كل زاوية.

ما يحدث في غزة هو تجسيد حقيقي للمعاناة الإنسانية، وعبثية الحروب التي لا تسعى إلا إلى مزيد من الدمار والدماء والألم.

التحديات التي يواجهها سعدي حسن بركة، الذي يُشرف على المقبرة، تتخطى مجرّد الحفر، فكل ضريح يحفره يحمل في طياته حكاية مؤلمة، ووجهًا مألوفًا كان يضحك ويلعب، ويتأمل الحياة.

تجسيد ألم الفقد، يتواصل في ذرات الذاكرة، فصور الموتى لا تفارق عينيه، ويُعَبِّر عن وجدانه بصوت مكسور يسترجع فيه صور الأطفال والشهداء، دموع مضطربة تتساقط مع كل ذكرى مؤلمة.
“47
امرأة من عائلة الطباطيبي، منهم 16 كن حوامل؛ أي نوع من العالم هذا الذي يفرض علينا التعايش مع الموت بهذه الكثافة؟”، يقول بركة. تتردّد أصداء ألمه في كل كلمة، حيث كل قبر يروي قصة مأساة، ومجتمع كامل يرزح تحت وطأة الحزن.

في مأساة غزة، أسلوب “قبور فوق قبور” لم يعد مشهدًا غريبًا فحسب، فقد أصبح طرقًا جديدة تبتكر لمواكبة الضغوط. بل هو انعكاس للحقيقة القاسية التي يعيشها الفلسطينيون يوميًا، وبات معها حفاري القبور عرضة لضغوط نفسية وصحية جسيمة.

 

جثث غير مرئية

من سوء حظ غزة، أن الوضع الإنساني لم يكن معزولًا عن الإهمال العالمي، فتواصل الأرقام الخطيرة تتصاعد على السطح لآلاف الجثث المتبخرة تحت الأنقاض لتُعبر عن فقدان لا يمكن تصوره.

يقول المسؤولون عن الدفاع المدني إن معظم الجثث باتت غير مرئية، ما يزيد العبء على عائلات فقدت كل شيء، بينما الأرقام تتحدث عن نكبة إنسانية لا يمكنها أن تجد حلاً في الوقت الراهن.

 

وهمية المناطق الآمنة

وتتضاعف المعاناة بمرور الأيام، فكما يقال فهناك أكثر من 120 موقعًا للنزوح، حتى الملاذ الآمن، هو الآخر صار عرضة للتهديد، بل أصبحت المناطق الآمنة ذاتها بؤرًا للدمار. وأصبح التهجير والاختفاء سمة بارزة في يوميات الفلسطينيين. والتي معها يبدو أن الأمل قد تلاشى، فقد تقلصت “أماكن النزوح” في غزة، وبرزت حملات طرد الإنسان الفلسطيني وتشريده بديلا عنها.

في السياق، تواصل آلاف العائلات النزوح في القطاع تزامنًا قصف العدو مع إصدار السلطات “الإسرائيلية” أوامر إخلاء جديدة.

وعند الإشارة إلى مزاعم العدو بشأن المناطق “الآمنة”، يتضح أن هذه المناطق المقترحة لا تتجاوز 10.5% من مساحة القطاع، مما يحشر الفلسطينيين في أماكن ضيقة وسط الموت والدمار. تصاعدت المجازر في تلك المناطق، حيث ارتفعت عدد الشهداء إلى 347، مما يجعل من السرد الفلسطيني دروسًا في الصمود رغم المأساة.

وحسب “الأونروا”، فإن “إسرائيل” قلصت “المنطقة الإنسانية” إلى 11% فقط من قطاع غزة، ما تسبب في حالة من الفوضى والخوف بين النازحين.

 

أرقام صادمة

تتجاوز الأرقام الصادمة المتعلقة بفقدان الأرواح في قطاع غزة مجرد إحصائيات، إذ تُمثّل بمثابة صرخات مكتومة من تحت الأنقاض، وذلك جراء استخدام العدو لأسلحة محظورة تقضي على آثار الموتى.

وكشفت المديرية العامة للدفاع المدني الفلسطيني عن معطيات رقمية تظهر حجم تعاظم الكارثة الإنسانية في القطاع، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية للشهر 11 على التوالي.

وقدرت المديرية في مؤتمر صحفي، وجود 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وقرابة 1760 شهيداً تبخرت جثامينهم لم يعد لهم أي أثر؛ بفعل استخدام العدو أسلحة محرمة تتسبب بتبخر الجثامين.

ولفتت إلى أن 8240 مواطنا تم إخفائهم قسراً من العدو الإسرائيلي، مؤكدة عدم وجود أي معلومات عن مصيرهم حتى الآن.

وتابعت “هناك 2210 جثماناً تم اختفائهم من مقابر متفرقة في قطاع غزة، وجثامين شهداء تم فقدانهم من المناطق التي يتوعدها العدو الإسرائيلي”.

واستطاعت طواقم الدفاع المدني على مدار حرب الإبادة الجماعية انتشال 35 ألف و580 شهيداً من بين 40 ألف شهيد ممن وصلوا إلى المستشفيات.

وأعاق العدو انتشال 14420 شهيداً، وانتشل المواطنون من هؤلاء الشهداء 4420، وبقي 10 آلاف تحت الأنقاض، كما ونقلت طواقم الإسعاف التابعة للدفاع المدني 8973 شهيداً.

وانتشلت طواقم الدفاع المدني 82 ألف و800 جريح ومصاب من أصل أكثر 92 ألف مصاب، فيما نقلت طواقم الإسعاف التابعة للدفاع المدني 21 ألف و240 مصاباً، مشيرة إلى إعاقة العدو انتشال 7552 مصاباً من مناطق متفرقة بقطاع غزة.

وحول إجلاء المواطنين، تمكنت طواقم الدفاع المدني من إجلاء 25 ألف و430 عائلة من مناطق خطرة على مستوى قطاع غزة.

وقال الدفاع المدني “إن إلقاء الاحتلال لقرابة 85 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة تسببت في تدمير ما يزيد عن 80% من البنية الحضرية، و90% من البنية التحتية، منها 17% أسلحة لم تنفجر، وتعتبر مخلفات خطيرة تهدد الحياة”.

وبشأن مخلفات الحرب، أفاد الدفاع المدني باستشهاد ما يزيد عن 90 طفلاً؛ نتيجة العبث بمخلفات الاحتلال التي تشبه معلبات الطعام.

وحول مزاعم العدو بشأن “المنطقة الآمنة”، أشار الدفاع المدني إلى أن الاحتلال يحصر الفلسطينيين في منطقة يزعم أنها “إنسانية وآمنة، وهي تعادل 10.5% فقط من مساحة قطاع غزة.

ونبه على أن العدو ارتكب 21 مجزرة بالمناطق التي ادعى أنها “إنسانية”، ووجه المواطنين عليها، مما تسبب في تسجيل 347 شهيداً و766 مصاباً بتلك المناطق.

واستشهد 82 شهيدا من ضباط الدفاع المدني بقطاع غزة، وأصيب أكثر من 270 مصاباً، بينهم ضباط أصيبوا أكثر من مرة ثم عادوا للعمل مرة أخرى.

وأكد الدفاع المدني أن 40% من طواقمه تعرضت للخطر الجسدي، وكلهم تعرضوا للأذى النفسي وفقدان أحد أقاربهم من الدرجة الأولى والثانية أو فقدوا بيوتهم.

وتعرضت مقرات الدفاع المدني للتدمير الكلي، والقصف المباشر، والتجريف، والضرر الجزئي بشكل يخالف ملحق اتفاقيات جنيف الخاص بحماية أجهزة الدفاع المدني.

كما واستهدف العدو الإسرائيلي مركبات الدفاع المدني بالقصف المدفعي، والجوي، وتعرض بعض منها الحرق بسبب العدو الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بتضرر معدات ومركبات طواقم الدفاع المدني، فأعلنت المديرية العامة فقدان 11 مركبة إطفاء ومركبة إنقاذ، و2 مركبة تدخل سريع، و4 مركبات صهريج، وسلم هيدوليكي واحد، و12 مركبة إدارية.

وتضررت 7 مركبات إطفاء يمكن إصلاحها في حال توفرت الإمكانيات، و3 مركبات إنقاذ، و3 مركبات إسعاف، وصهريج مياه يمكن أن تعود للخدمة في حال سمح العدو بإدخال قطع الغيار المناسبة، بحسب الدفاع المدني.

وشددت المديرية العامة أن العدو يقصد وقف العمل الإنساني وإنقاذ أرواح المواطنين بقطاع غزة، مشيرة إلى أنه يزيد من معاناة المواطنين من خلال منع التدخلات الإنسانية، واستهداف طواقم الدفاع المدني.

واستقبل المدني خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة 87 ألف نداء استغاثة، واستجاب إلى 72 ألف نداء نتج عنها ما يزيد عن 255 ألف مهمة تنوعت بين إطفاء وانتشال واطفاء واسعاف واجلاء مدنيين.

ولم تتمكن من الاستجابة إلى 15 ألف نداء استغاثة؛ وذلك بسبب نقص الوقود واستهداف معدات الدفاع المدني ومقدراته، وإغلاق الاحتلال للعديد من المناطق التي يتواجد فيها المواطنين.

ونفذت طواقم الدفاع المدني 72 ألف مهمة إنقاذ، و11 ألف و530 مهمة إطفاء حريق بسبب استخدام جيش الاحتلال” للقذائف الحارقة وحرق البيوت على ساكنيها، وحرق المنشآت الصناعية والاقتصادية.

وقال الدفاع المدني إن كفاءة مركباتنا قبل حرب الإبادة الجماعية كانت تقدر بنسبة 37% فقط، وقد قدمت طواقمنا حتى الآن مهام توازي عملنا قبل الحرب بما يعادل 40 عام عمل.

وختمت المديرة العامة للدفاع المدني الفلسطيني بغزة على بالتأكيد على أن دور المنظمات الدولية هو مساعدة أجهزة التدخل الإنساني وتقديم كل الإمكانيات لاستمرار عملهم.

وأشارت إلى رصدها العديد من التحديات في عمل المنظمات الإنسانية، موضحة أن هذا الأمر من شأنه أن يثير التساؤلات حول القيام بأدوارها وفق مواثيق الأمم المتحدة، واتفاقيات جنيف الرابعة وملحقاتها.

وحذرت من خطورة تراجع دور المنظمات الدولية والأممية في دعم الخدمات الإنسانية التي يقدمها الدفاع المدني في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي 2023.

 

قنابل موقوتة

وفي إحدى أبشع العواقب، تم تسجيل استشهاد نحو 90 طفلاً نتيجة العبث بمخلفات الحرب، التي تشبه معلبات الطعام. المخلفات التي أصبحت قنابل موقوتة تهدد بسقوط المزيد من الأطفال في دوامة الإهمال والمآسي.

على الرغم من التحديات الراهنة، لا يزال أفراد الدفاع المدني، الذي تعرض 40% منهم للخطر الجسدي والنفسي، يتقدمون بشجاعة، حتى بعد فقدان زملائهم ودمار مقراتهم. يشير التقرير إلى استشهاد 82 ضابطاً بينهم من عاد للعمل رغم الإصابة، مما يعكس إيمانهم الراسخ بدورهم الإنساني في هذه الملحمة.

 

الأزمة الصحية والبيئية

تُعاني شوارع غزة من أزمة خانقة إذ تغمرها أطنان من النفايات، مما يجعلها بؤرة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين. فمع استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي على القطاع للشهر الحادي عشر على التوالي، أصبح الوضع الصحي والبيئي في غاية الخطورة، خاصة في مدينة غزة والشمال، كما أفاد حسني مهنا، مسؤول الإعلام في بلدية غزة، في حديثه مع وكالة (شهاب) للأنباء.

وأوضح مهنا أن العدو يتبنى حصاراً مشدداً على المدينة، مما يمنع إدخال مستلزمات الحياة الأساسية لعمل فرق البلديات، ويستهدف بشكل مباشر هذه الفرق ومرافقها. وقد بلغ حجم النفايات المتراكمة أكثر من 150 ألف طن في شوارع وأزقة المدينة، خاصة حول المستشفيات ومراكز الإيواء التي تضم أعداداً كبيرة من المواطنين.

هذه النفايات تهدد حياة النازحين وتساهم في انتشار الأمراض، إذ أصبحت ملاذاً للحشرات والقوارض، كما تتسبب في انبعاث الروائح الكريهة التي تلوث هواء المدينة. كما أشار مهنا قائلاً: “نحن أمام أزمة حقيقية تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً وفعّالاً للحد من تداعياتها.”

من الجدير بالذكر أن فرق البلدية تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى مكب النفايات الرئيسي شرق المدينة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي للأليات. هذا المكب، الواقع عند الحدود الشرقية، لم يستطع العاملون في بلدية غزة الوصول إليه منذ بدء العدوان، مما أدى إلى تفاقم مشكلة النفايات بهذا الحجم الكبير وسط المدينة.

وبحسب مهنا، فقد تسببت النفايات في انتشار العديد من الأمراض، مما يتضمن الأمراض الجلدية والتنفسية والمعوية المعدية، بالإضافة إلى التهاب الكبد الوبائي، مما يشكل تهديداً حقيقياً على الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

 

طفح مياه الصرف الصحي

كما تناول مهنا قضية طفح مياه الصرف الصحي في مناطق عديدة، خاصة تلك المنخفضة، نتيجة استهداف العدو لمحطات الضخ. ونتج عن ذلك تدمير كامل لمحطتين وضغط على ست محطات أخرى، مما جعل العديد منها خارج الخدمة. وحذر من أن استمرار تسرب وطفح مياه الصرف الصحي من شأنه أن يؤدي إلى كارثة صحية تهدد سكان المدينة ويعزز انتشار الحشرات والجائحات.

 

تدمير الآليات والمعدات

وفي السياق ذاته، أعلن مهنا أن العدو الإسرائيلي دمر أكثر من 126 آلية تعمل في مجال الخدمات، وخاصة جمع وترحيل النفايات، مما أدى إلى نقص شديد في المعدات اللازمة لقضاء الأعمال البلدية. وأكد أنه يجب التصدي لهذه الأزمات والكوارث التي تؤثر سلباً على صحة البيئة وسلامة الأهالي.

 

أول إصابة بشلل الأطفال

وفي حالة مقلقة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في غزة لطفل في العاشرة من عمره، وذلك للمرة الأولى منذ 25 عاماً. وأفادت الوزارة بأنها بصدد تنفيذ خطة شاملة لحملة تطعيم موسعة ضد الفيروس، خاصة بعد التأكد من وجود سلالة الفيروس في مياه الصرف الصحي في القطاع.

 

المستشفيات مهددة بالتوقف

بدوره، قال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة إن المستشفى سيتوقف عن العمل خلال ساعات بسبب نفاد الوقود وعدم توفر المستلزمات الطبية.

من جهته، أكد صهيب الهمص مدير المستشفى الكويتي في رفح جنوب القطاع أن المستشفى يعاني نقصا حادا في الأطباء والأدوية والوقود، وأنه أوقف العمليات الجراحية لنقص الوسائل والأدوية.

وأضاف الهمص “نشهد انهيارا للمنظومة الصحية وعجزا عن التكفل بالمرضى وحالات الإصابة المتزايدة جراء القصف الإسرائيلي”.

فيما حذر الهلال الأحمر الفلسطيني من أن “نقص إمدادات الوقود في محافظتي غزة وشمال غزة يهدد بتوقف خدمات الإسعاف والإغاثة الصحية”.

 

المياه والأزمة الإنسانية

يثير تجاهل المجتمع الدولي للوضع الإنساني في فلسطين العديد من التساؤلات حول التزامه بالقيم الإنسانية الأساسية. من المهم أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات إيجابية لتحسين الوضع ولتقديم الدعم للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الأزمات الإنسانية. إن الأمر يتطلب جهدًا جماعيًا ورؤية شاملة للحفاظ على حقوق الإنسان وتعزيز السلام في المنطقة.

لجنة طوارئ بلدية دير البلح أفادت، اليوم الاثنين، أنه تم تشغيل 8 آبار وخزان الأقصى لضخ المياه لعدد من مناطق المدينة.

وأكدت البلدية، في تصريح مقتضب، إن 10 آبار خرجت عن الخدمة بسبب الإخلاءات التي يفرضها جيش الاحتلال على منطقة شرق صلاح الدين.

 

نطاق واسع

وتُعد الأنقاض بيئة مثالية لذباب الرمل الذي يمكن أن ينشر داء الليشمانيات، وهو مرض جلدي طفيلي قد يؤدي إلى الموت إذا تُرك دون علاج. كما تعشش العقارب الصفراء والأفاعي في الشقوق الصخرية.

وهناك أيضاً الأسبستوس، وهو مادة تُستخدم على نطاق واسع كعامل عزل. ويقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن حوالي 2.3 مليون طن من الأنقاض في غزة تحتوي على هذه المادة. ويحظر استخدام هذه المادة في عشرات البلدان، إذ يمكن أن تطلق جزيئات محمولة بالهواء تسبب أنواعاً متعددة من السرطان.

 

ختاما

تأتي هذه الحرب وتركّز على الأرقام والبيانات، وخلف كل رقم، هناك قصة إنسانية. الأمهات، الآباء، الأطفال، وأولئك الذين فقدوا أحبتهم، يظلون رموز الأمل في زمن الانكسار. لا يزال هناك الكثير للحديث عنه، ولعلّ عقودًا من الأمل تنتظر أن تثمر عن غدٍ أفضل، في وقتٍ تنتظر فيه الإنسانية بأكملها عودة السلام إلى ربوع غزة.

 

 

 

قد يعجبك ايضا