السفارة والمخابرات الأمريكية .. الاحتلال الخفي لليمن من بوابة البرلمان
سياسيون لموقع أنصار الله:
د. الصعدي: “العلاقات الدولية نافذة أمريكا في غزو العالم ونهب ثرواتها”.
د. الأهنومي:” تظليل شعوب العالم وحرفه عن مسار الحق هدف سامي لدى أمريكا.
داوود: ” اليمن تفضح الأجندة الخفية لأمريكا وتعريها عالميا”.
موقع انصار الله : محمد المطري
تمارس الولايات المتحدة الأمريكية سياسة استعمارية خفية على معظم دول العالم من خلال عناوين التعاون الدولي وتبادل الخبرات والمعارف وغيرها من المصطلحات الرنانة التي تستخدمها واشنطن للهيمنة على الدول والحفاظ على مصالحها الخاصة.
لعقود من الزمن ضلت الولايات المتحدة الأمريكية نافذة في الدول متحكمة بشؤونها الداخلية تثير الفتن وتنهب الثروات وتقوض المصالح الوطنية وتعمل كل مايحلو لها من خلال النخب والأحزاب السياسية وأصحاب الوجهات المجتمعية.
لم تتوقع أمريكا في يوما ما أن يتم تعريتها وفضح أجندتها الإستعمارية إلى أن انبرت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر منهية حقبة زمنية طويلة من النفوذ الأمريكي في اليمن.
وواصلت الأجهزة الأمنية نشر اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي استهدفت اليمن في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية والثقافية وكل ما يتعلق بشؤون الحياة.
ففي الجانب السياسي تكشف اعترافات الخلية عن الدور الأمريكي الخبيث في السيطرة على البرلمان والنخب السياسية والأحزاب السياسية وتوجيه أعمالهم وفق ما يتلائم مع المصلحة الأمريكية.
ويؤكد سياسييون أن اختراق أمريكا للبرلمان اليمني يثبت تواطؤ وعمالة مسؤولي السلطة آنذاك والذين تماهوا مع أمريكا إلى أن وصلت للبرلمان اليمني، أعلى سلطة في الدولة والمسؤولية في صياغة القوانين والدساتير اليمنية، موضحين أن المطامع الشخصية وغياب المسؤولية تجاه الوطن هيئة الساحة لأمريكا وذللت الصعاب أمامها للحد الذي أوصلها لمتلاك زمام الأمور في البلد.
استهداف البرلمانيين اليمنيين
وقبل أيام نشرت الأجهزة الأمنية اعترافات خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية وكشفت عن آلية استهداف واشنطن للبرلمان اليمني منذ التسعينات إلى حين رحيل طاقم السفارة الأمريكية والقوات الأمريكية من العاصمة صنعاء في 11 فبراير 2014م.
وتحدث الجاسوس عبدالمعين عزان بأن برنامج البرلمان في المعهد الديمقراطي الأمريكي استقطب مجموعة من البرلمانيين اليمنيين عن طريق سعد الدين طالب الذي كان يعمل كنائب لمدير البرنامج قبل أن ينضم للمعهد،
أما الجاسوس عبدالقادر السقاف فأوضح أن الدور السلبي للسفارة الأمريكية فيما يتعلق بالبرلمان اليمني تمثل في تكثيف اللقاءات مع أعضاء البرلمان الفاعلين وإقامة العلاقات لتمرير القرارات عبرهم، مضيفا أن العلاقة مع البرلمانيين اليمنيين تطورت بشكل مستمر وتواصلت اللقاءات والتنسيق وصولا إلى التجنيد لصالح الأمريكان.
ويشير إلى أن “السفارة الأمريكية أثناء تنفيذ الأنشطة السنوية كانت حريصة على دعوة البرلمانيين، ويتم من خلالها عقد اللقاءات المكثّـفة والتواصل والربط، والتنسيق مع هؤلاء بما يتم تناوله في البرلمان، وتمرير ما يطلبه الأمريكيون، فيما يتعلق إذَا كان هناك قروض، أَو شراء أسلحة، أَو اتّفاقيات، بخصوص ما يتعلق بمجال الأمن وَمكافحة الإرهاب، وفي المجالات الاقتصادية، وغيرها؛ بمعنى يمرِّرون المشاريع التي هي لصالح الأمريكيين، ويتم عرقلة واعتراض المشاريع الأُخرى التي ليست لصالح الجانب الأمريكي”.
أساليب السيطرة الأمريكي
و يؤكد أستاذ الفلسفة بجامعة صنعاء الدكتور أحمد الصعدي أن للولايات المتحدة الأمريكية أساليب متعددة ومختلفة لمحاولة فرض هيمنتها على العالم.
ويوضح في حديث خاص لموقع أنصار الله الرسمي أن هناك دولا تابعة تسير وفق أوامر وتوجيهات واشنطن وهذه الدول، أمريكا من ترسم سياساتها وخططها التنفيذية.
ويبين أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تترك الدول المستقلة وشأنها وانما تسعى لاختراقها بمختلف الوسائل والطرق أبرزها إقامة علاقات مع النخب السياسية وحرف مساراهم من خدمة الوطن إلى تقديم المصالح الأمريكية على المصالح الوطنية.
ويقول الصعدي ” هناك أساليب ذكرها مؤلف كتاب( الاغتيال الاقتصادي للأمم ) من واقع خبرته العملية في بعض بلدان أمريكا اللاتينية وفي السعودية، تمثلت في دفع البلد المستهدف إلى تلقي ديونا من البنك الدولي بشرط تحكم البنك بمجالات إنفاقها والعمل على تخريب اقتصاد الدولة المتلقية للديون بحيث تعجز عن سدادها ما يضطرها إلى إخضاع قرارها كليا لواشنطن“.
ويضيف” بما في ذلك سلوكها التصويتي في الأمم المتحدة وفتح البلاد لإقامة قواعد عسكرية أمريكية، أما الأسلوب الثاني الذي تستخدمه واشنطن اذا فشل الأسلوب الأول هو اغتيال رؤساء وقادة البلد المستهدف وهذا حدث في بعض دول أمريكا اللاتينية، الأسلوب الثالث ويستخدم إذا فشل الأسلوبان السابقان هو الهجوم المباشر واحتلال البلد كما حدث العراق”.
تجنيد قيادات الأحزاب السياسية
و يقول الدكتور حمود الأهنومي: ما كشفته الأجهزة الأمنية من اعترافات شبكة الجواسيس الأمريكية في الجانب السياسي، يؤكد أن اليمن في عهد الحكومات الخائنة السابقة، كان تحت السيطرة الأمريكية وكانت واشنطن وعبر سفارتها في صنعاء تدير كل المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها“.
ويضيف الأهنومي في حديث خاص لموقع أنصار الله الرسمي :” كان السفير الأمريكي في اليمن هو الحاكم الفعلي، ويمثل الحكم بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، وبين أحزاب المعارضة في ذلك الحين، وكانت قيادات تلك الأحزاب تجتمع في مجلس السفير الأمريكي، الذي كان يعمل على استقطاب تلك القيادات الحزبية والسياسية وتجنيدِها لصالح المخابرات الأمريكية، ويقدم الدعم المالي لها، حتى أصبحت السفارةَ الأمريكية هي الراعي للعملية السياسية في اليمن والمحكم للخلاف، والصراع السياسي بين الأحزاب السياسية في اليمن“.
و يؤكد الأهنومي أن السفير الأمريكي في صنعاء كان يسيطر تماما على المجال السياسي وأن حضوره مباشرا في الساحة السياسية اليمنية، حيث عمل على تجنيد الكثير من قيادات الأحزاب السياسية، التي كانت تعمل لصالح المخابرات الأمريكية، وتنفذ المخططات الأمريكية تحت اشراف السفير الأمريكي تحت عناوين ومسميات كاذبة في صنعاء ومختلف المحافظات.
ويشير الأهنومي إلى أن اعترافات الجواسيس كشفت الآلية الأمريكية في استقطاب السياسين وكيف حولتهم إلى سياسيين وناشطين بارزين أقوياء ومؤثرين في المجتمع اليمني بحماية ودعم وتعزيز أمريكي، مبيننا الدور الأمريكي الخبيث في تجيير البرلمان اليمني وجعله غير متعارض مع المصالح الأمريكية.
ويختتم الأهنومي حديثه بالقول “ أمريكا تسعى إلى تظليل الشعب اليمني في كل شيء في الجانب السياسي وفي الجانب الثقافي وفي الجانب الفكري، وخروجه عن طريق سبيل الحق وأعلام الهدى، مضيفا القول” يجب على الجهات الرسمية أن تعمل خططا استراتيجية في المجالات التربوية والثقافية والسياسية والفكرية، والاقتصادية والاجتماعية، لمواجهة المؤامرات الأمريكية، وحماية الشعب من المخاطر المحدقة به“.
اليمن تعري أمريكا
سعت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال التدخل في البرلمان اليمني والانتخابات طيلة الفترة الماضية بهدف ضمان الحفاظ على المصالح الأمريكية في اليمن بحسب ما يوضحه مدير تحرير صحيفة المسيرة أحمد داوود.
ويبين داوود في حديث خاص لموقع أنصار الله الرسمي أن النخب السياسية كانوا يفخرون باقترابهم من أمريكا لمصالح شخصية بحته دون الأخذ في الاعتبار للمصالح الوطنية العامة.
ويؤكد أن لدى أمريكا خططا وسياسات ورؤى محكمة للسيطرة على دول العالم والتحكم بشؤونها الداخلية، مبيننا أن القيادة الحكيمة للبلد أسهlت في تحرير اليمن من الوصاية وافشال المخططات الأمريكية الhستعمارية في البلد.
ويشير داوود إلى أن الأجهزة الأمنية وجهت من خلال ضبط شبكة التجسس الأمريكية ضربة قاصمة للمخابرات الأمريكية، مبيننا أن اعترافات الخلية عرت أمريكا عالميا وجعلت شعوب العالم يدركون خطورة أمريكا وأساليبها الخبيثة في اخضاع الدول واركاعها وتقسيمها مواهب ثرواتها.
ويلفت إلى أن زمن الهيمنة الأمريكية على دول العالم انتهى دون رجعة رغم المحاولات المتكررة للماسونية العالمية التي تسعى في الحفاظ على مشاريعها التدمرية المنفذة في مختلف دول العالم.
ويختتم داوود حديثه بالقول “ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أنهت الاستعمار الأمريكي الخفي للبلد وها هي اليمن اليوم بفضل الله والقيادة الحكيمة تتصدر الساحة العالمية في مواجهة مشاريع قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا و”إسرائيل” محققة هزيمة ساحقة لأمريكا في مختلف الأصعدة العسكرية والأمنية وغيرها”.
ويضيف” ضنت أمريكا انها ستظل الأقوى عالميا إلى قيام الساعة ولكن المقادير الآلهية شئات لأن يكون هزيمة أمريكا على يد اليمن العظيم”.