الصحف الإيرانية: لا مكان آمن في “إسرائيل”
موقع أنصار الله – متابعات – 23 صفر 1446هـ
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الثلاثاء ، بموضوعات داخلية متعلّقة بعمل الحكومة الجديدة التي يرأسها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لا سيما تطبيقات شعار “الوحدة الوطنية” الذي حملته هذه الحكومة. كما اهتمت أيضًا بالمفاوضات الساعية لوقف إطلاق النار في غزة، وتداعيات عملية “يوم الأربعين” وآثارها في الصراع مع العدو الصهيوني.
المجتمع الصهيوني لا يثق بإحصائيات الجيش
في هذا السياق، كتبت صحيفة “همشري”: “بعد عدة أعمال إجرامية للكيان الصهيوني في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أدت إلى استشهاد القائد الكبير في حزب الله الحاج فؤاد شكر “السيد محسن” وكذلك اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، أصبحت الأجواء في المنطقة متوترة للغاية. ومنذ ذلك الحين، والقوات اليمنية ومقاومة الحشد الشعبي تريد الانتقام من أميركا لمهاجمتها إحدى قواعدها العسكرية”. وقالت: “في غضون ذلك، العملية العسكرية الأخيرة التي قام بها حزب الله، والتي جرت صباح يوم الأحد وأطلق عليها “عملية الأربعين”، هي عملية تجريبية وسرية بالطبع”.
تابعت الصحيفة: “أولًا، ادعى الكيان الصهيوني أنه قام بتسيير طائرات مقاتلة فوق الأراضي المحتلة والأراضي اللبنانية في عملية استباقية، ونجح في إصابة ألف هدف. بالطبع هذه كذبة كبيرة؛ ومع تصاعد الصراع بين حزب الله و”إسرائيل” وتساقط الصواريخ على مناطق من الأراضي المحتلة، اتجه المستوطنون الصهاينة نحو إخلاء المدن والمناطق السكنية. وقد تسبب ذلك بحدوث عبء نفسي ودعائي واقتصادي كبير على رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وحزبه والقادة الصهاينة، وأرادت “إسرائيل” من خلال التعبير عن هذا الموضوع القول إنها حسمت الوضع ووجهت ضربة لحزب الله ليعود اللاجئون الصهاينة إلى ديارهم، الأمر الذي قوبل بانتقادات وسخرية من المستوطنين الذين احتجوا على أنه إذا كانت بيوتهم وحقولهم قد دمرت، فلماذا يعودون إلى مكانهم السابق؟”.
وأردفت: “ردًا على ادعاءات الكيان الصهيوني الكاذبة بشأن ردع حزب الله، كانت عملية الأربعين بمثابة نفي لهذه الإشاعة. وإذا ادعى “الإسرائيليون” أنهم يستهدفون 1000 نقطة، فكيف يمكن لحزب الله أن يرسل 340 صاروخًا إلى الأراضي المحتلة؟ والحقيقة أن المقاومة تمكّنت بنجاح من استهداف العشرات من النقاط الاستخباراتية والأمنية “الإسرائيلية” خلال عمليات بطائرات مسيّرة من مسافة 1100 كيلومتر. وكانت هذه الضربة قوية لدرجة أنه لم يجرؤ أحد حتى الآن على الحديث عن عدم صحتها، وحتى قادة الصهاينة هدّدوا بعدم نشر صور وفيديوهات لنتائج العملية أو قول أي شيء عنها في مقابلة أو مقال”. كما لفتت الصحيفة إلى أن: “هناك ضغطًا نفسيًا كبيرًا على الصهاينة بعد العملية الناجحة لحزب الله، حتى أنه على المستوى الإخباري والإعلامي هم يتقبلون كلام الطرف الآخر والإحصائيات التي يعلنها حزب الله أكثر، وهذه القضية مهمة لأن المستوطنين أنفسهم لا يثقون بالقادة الصهاينة، كما أن القوات المسلحة، والتي كان لها ذات يوم مكانة خاصة في المجتمع الصهيوني، أصبحت بخلاف ذلك”.
نقل الخطوط الأمامية إلى “تل أبيب”
في سياق متصل، قالت صحيفة “إيران”: “إن الهجمات الاستراتيجية والناجحة التي شنها حزب الله في عمق الأراضي المحتلة في يوم الأربعين، والتي كانت مؤشرًا على التفوق الاستخباراتي للمقاومة، يمكن أن تسبب الآن تغييرات جديدة في المعايير الحالية للحرب بين لبنان والكيان الصهيوني ثم تطورات في حرب غزة”. وتابعت: “في تفصيل ذلك، رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رؤية أمام الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وحذرهما من ضرورة إنهاء الحرب في غزة التي كانت الهدف الأسمى لجبهة الإسناد من المقاومة منذ بداية طوفان الأقصى وقد أوضح السيد نصر الله أن العملية المذكورة تتضمن رسالة إلى أميركا و”إسرائيل”، وأنها من المرجح أن تكون مفيدة جدًا للطرف الفلسطيني في المفاوضات، والأمر المؤكد هو أن الهدف الأكثر مركزية في المرحلة التمهيدية للهجوم الانتقامي الذي يشنه حزب الله يتلخص في تحديد المتطلبات الحاسمة لمفاوضات وقف إطلاق النار”.
ختمت الصحيفة: “منذ بداية مفاوضات الدوحة، والتي انتهت من دون نتائج في القاهرة، أعلنت حماس أنها تؤكد فقط موافقتها على خطة بايدن لوقف إطلاق النار في الثاني من يوليو، بينما تأتي هجمات حزب الله المفاجئة في عمق فلسطين المحتلة في الوقت الذي تقدّر فيه الولايات المتحدة أن الحرب لن تمتد إلى الشمال، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”. كما أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن أمله في “ألا يخرج الوضع مع حزب الله عن السيطرة، وألا يؤدي إلى تصعيد التوتر””.
مبادئ وأصول الوحدة الوطنية
من جهة ثانية، قالت صحيفة “جام جم”:” بعد استشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي دخلت البلاد المرحلة الانتخابية والتنافسية بأمر من آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، ووفقًا للدستور”. وأضافت: “بالرغم من التأثير الإيجابي والمعنوي لأجواء استشهاد الرئيس ورفاقه الشهداء على أجواء الانتخابات، إلا أن الحملات الانتخابية اتخذت شكلًا جديدًا وساخنًا مع تسليط الضوء على بعض المطالب والهموم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وفي هذه الأثناء، وبمبادرة جيدة من الإذاعة والتلفزيون وبرامج الخبراء، أدير التدفق الدعائي بسلطة وسائل الإعلام المحلية التي كانت فعّالة للغاية في ترشيد الأجواء وجعلها شفافة، وأفرغت أيدي الثورة المضادة تمامًا”.
وأردفت: “وعليه لا بد من الالتفات إلى بعض المبادئ العامة لشعار الوحدة الوطنية، ومنها الشعب وخدمته هو الهدف الأساسي للوحدة الوطنية، وثانيًا منع طلب أسهم في التحالف الوطني، بينما المعيار الالتزام بالجدارة، والوحدة الوطنية تعني نهاية الاستقطاب والتجمع والحزبية، وتعني أنه خارج الاصطفافات لا ينبغي التركيز إلا على خدمة الشعب”. وشدّدت الصحيفة على أن الوحدة الوطنية هي استخدام القدرات كافة بصرف النظر عن الميول السياسية والعرقية والدينية، بمؤشر الالتزام والخبرة، والوحدة الوطنية هي الصدق مع الشعب والتمسك بأفكار واحدة وتحقيق أعلى درجات التفاهم معهم.