بلديات غزة تَجرد جرائم العدو الصهيوني: كارثة مكتملة الأبعاد
|| صحافة ||
طرقت بلديات محافظة شمال غزة ووزارة الحكم المحلّي، ناقوس الخطر، بعدما دمّر “جيش” الاحتلال، خلال 11 شهراً من الحرب، الجزء الأكبر من البنى التحتية، وكل المقدّرات اللوجستية للأجهزة الخدماتية. ووفقاً لرئيس بلدية بيت لاهيا، فقد أجهز الاحتلال على آلاف الشوارع المعبّدة، و35 بئر مياه مركزية في محافظة شمال غزة، وخمس مضخات مياه صرف صحي رئيسية، و200 ألف متر طولي من شبكات المياه، و100 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، و5000 متر طولي من شبكات الأمطار، بالإضافة إلى 77 آلية نفايات وآليات ثقيلة، و37 مقراً رئيسياً وفرعياً للبلديات والأجهزة الخدماتية، فضلاً عن تدمير محطّة التحلية الرئيسية التي تخدم شمال ومدينة غزة، ومحطّة معالجة مياه الصرف الصحي. ويضاف إلى ذلك كله، تدميره 45 ألف وحدة سكنية، ما حوّل 75% من سكان محافظة شمال القطاع إلى نازحين لا مأوى لهم.وأتى جيش الاحتلال، أيضاً، وفق إحصائيات البلدية، على 57 مولّداً لتشغيل آبار المياه، متسبّباً بتحويل شمال القطاع إلى منطقة منكوبة تماماً. ويؤكد رئيس بلدية بيت لاهيا، علاء العطار، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «التدمير الممنهج للبلديات ومقدّراتها اللوجستية، قوّض قدرتها على تدارك الكوارث البيئية؛ فالشوارع تغرق بمياه الصرف الصحي، ويتراكم وسط الأحياء السكنية وعلى أبواب مراكز الإيواء نحو 60 ألف طن من النفايات، يتطلّب انتشالها توفير المعدات ووقود السولار الذي هو عصب عمل المؤسسات البلدية، ويمنع جيش الاحتلال إدخاله». وترتب على كل تلك التراكمات، انتشار للأمراض والأوبئة، علماً أن «منظمة الصحة العالمية» كانت قد أكدت تسجيل أولى حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة، وطالبت بهدنة إنسانية للسماح بتلقيح نحو 670 ألف طفل في شمال القطاع وجنوبه.
التدمير الممنهج للبلديات ومقدّراتها اللوجستية، قوّض قدرتها على تدارك الكوارث البيئية
غير أن الأخطر الذي تحذّر منه بلديات شمال غزة، هو استحقاق التجهيز لفصل الشتاء، بعدما دمّر الاحتلال شبكات المياه والصرف الصحي التي تتحمّل العبء الأكبر من تصريف كميات الأمطار. وفي هذا الجانب، يقول مسؤول ملف البلديات في لجنة الطوارئ المحلية، ناجي سرحان، في حديثه إلى «الأخبار»: «اليوم، نطرق ناقوس الخطر، لأنّنا سنكون في فصل الشتاء المقبل أمام وضع كارثي جداً. غالبية مناطق محافظة شمال غزة تغرق سنوياً في فصل الشتاء بسبب اهتراء الشبكات وقدمها، ونحن اليوم نتحدّث عن خروج الشبكات القديمة من الخدمة بشكل شبه كلّي، فيما يَمنع الاحتلال إدخال المواسير اللازمة لإصلاح تلك الشبكات، كما يمنع إدخال كل المتطلبات اللوجستية للقيام بهذه المهمّة». ويؤكد سرحان أن انعكاسات تلك الأوضاع الكارثية ستتبدّى في وقت لاحق، حيث ستتفشّى الأوبئة والأمراض في أوساط النازحين، الذين يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب ومياه الاستحمام والغسيل. ويتابع: «كل شيء ملوّث، الهواء والماء والتربة، ولا يوجد طعام صحي. المجموع البشري يتعرّض لحرب وجود بكل الطرق، إلى جانب الأسلحة».
الاخبار اللبنانية: يوسف فارس