صحافة العدو الاسرائيلي : اقتلوهم فدمهم مُباح

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية || جدعون ليفي / هآرتس

دم الفلسطينيين وعرب (ال48) مباح، مباح في المناطق المحتلة وفي “إسرائيل” أيضا. إنه مباح لأنه رخيص، إنه رخيص في أم الحيران وفي حاجز طولكرم، إنه رخيص في مواقع البناء وفي الحواجز. عندما يكون القتلى من العرب فلا أحد يهتم. الجندي الذي يموت نتيجة حادثة، يحظى بالعناوين الرئيسية. والفلسطيني الذي يقتل وهو نائم تقريبا في بيته لا أحد يهتم به. إن قتلى الأيام الأخيرة ما كانوا سيقتلون لو لم يكونوا فلسطينيين أو بدوا. هل يهدف هذا القتل الجماعي الى إشعال المنطقة لحرف الانتباه عن قضية أخرى، كما حدث في “إسرائيل” وفي الأنظمة الظلامية؟ تصعب معرفة ذلك. ولكن من السهل القول إن الدم أصبح مُباحا.

 

لقد أبيح دمهم أمس في النقب. صهيونية 2017: تدمير حي سكني للفلسطينيين البدو لإقامة حي يهودي بدلا منه. هذا هو العنف الصهيوني الأولي والأساسي، وهو قومي ومتطرف وعنصري. قوموا بالمقارنة مع عمونة، هذا برهان آخر على الابرتهايد. نقاشات وتعويضات لليهود، وعنف ضد العرب. الشرطة لا تستخدم النار الحية أثناء إخلاء اليهود، أما في أم الحيران فهذا مسموح. أيضا مسموح الإضرار بعضو الكنيست أيمن عودة. لأن الشرطة اعتادت على التفكير بأن أعضاء الكنيست العرب هم خونة. فهذا ما سمعوه من وزيرهم جلعاد أردان.

 

يعقوب القيعان، الأستاذ الذي أطلقت عليه النار وهو في سيارته بزعم أنه قام بدهس رجال الشرطة بشكل متعمد. وعلى الفور تم نشر كل الأكاذيب: إنه من داعش وله أربع زوجات (عضو الكنيست أحمد الطيبي قال أمس إن زوجته الوحيدة حائزة على الدكتوراه وإن شقيقه هو مراقب في وزارة التربية والتعليم). وبعد ذلك كيف يمكن تصديق الشرطة التي سارعت الى الادعاء بأنه قام بدهس رجال الشرطة عمدا؟ هناك على الأقل شاهد عيان واحد هو كوبي سنيتس، الذي قال أمس إنه قد رأى العكس. الشرطة قامت أولا باطلاق النار على سيارته ففقد السيطرة. والفيلم الذي تم نشره أمس يظهر شبهات قوية حول ما حدث: يمكن أخذ الانطباع بأن إطلاق الرصاص سبق عملية الدهس.

 

ما سبق أم الحيران في الأسبوع الماضي: في مخيم الفارعة للاجئين قتل الجنود شخصا استيقظ من النوم بـ11 رصاصة أمام ناظري والدته بزعم أنه حاول مهاجمتهم. محمد الصالحي كان الابن الوحيد الذي عاش مع أمه في غرفة واحدة. وفي تقوع أطلق جنود حرس الحدود النار على فتى رشق الحجارة، وبعد ذلك قاموا بجر قصي حسن العامور، النازف، على الأرض وكأنه كيس بطاطا. ووثقت الكاميرات كيف كان رأسه يصطدم بالأرض.

 

الكاميرات وثقت في اليوم التالي أيضا قتل نضال مهداوي (44 سنة) على حاجز طولكرم. وكان المشهد بشعا: شوهد وهو يقف بهدوء في مكانه في الوقت الذي بدأ فيه الجنود بإطلاق النار من حوله بدون أي سبب واضح للعيان. وعندما بدأ في الهرب قاموا بقتله. ولكن لم يحدث شيء: “المخرب” قُتل. هكذا تم طرح الموضوع في وسائل الإعلام. وجر الشاب الذي كان يحتضر وإعدامه على الحاجز كان يجب أن يزعزع كل إنسان. وكان يجب أن يقض مضجع كل “إسرائيلي” بشكل خاص. لأن هؤلاء هم جنوده وشرطته، لكن الضحايا كانوا فلسطينيين.

 

بين أم الحيران وتقوع والفارعة وطولكرم يمر خط مستقيم واحد: خط عدم أنسنة الفلسطينيين الذي يوجه الجنود والشرطة. البداية في حملة التحريض والنهاية هي الإصبع الخفيف على الزناد. الجذور عميقة، يجب الاعتراف بذلك: حسب رأي أغلبية “الإسرائيليين”، كل العرب متشابهون وهم ليسوا بشرا مساوين لنا، هم ليسوا مثلنا. إنهم لا يحبون أولادهم مثلنا، ولا يحبون حياتهم مثلنا. لقد ولدوا من أجل أن يُقتلوا، لا مشكلة في قتلهم، جميعهم أعداء وأجسام مشبوهة، مخربون وقتلة. حياتهم وموتهم رخيصان. لذلك اقتلوهم ولن يحدث لكم أي سوء. اقتلوهم لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل معهم.

 

وكالة القدس للأنباء

قد يعجبك ايضا