بايدن منتقدًا نتنياهو: لا يبذل جهدًا كافيا للتوصل إلى صفقة
موقع أنصار الله – متابعات – 29 صفر 1446هـ
انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن مواقف رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو المعرقلة لجهود التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.
وتماهيًا مع النفاق الأميركي، ودعمه المطلق والواضح لكيان العدو في حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها على الشعب الفلسطيني، وبالتزامن مع الإضراب العام في كيان العدوّ، الاثنين 2 أيلول/سبتمبر 2024، للمطالبة بعقد صفقة فورية، قال بايدن: “لا أعتقد أن نتنياهو يبذل جهداً كافياً للتوصل إلى صفقة رهائن”، مُعربًا عن تفاؤله بقُرب التوصّل لاتفاق نهائي بشأن تبادل الأسرى بين حركة حماس وكيان العدوّ.
وتأتي تصريحات بايدن في وقت تتصاعد التظاهرات داخل الكيان للمطالبة بالتوصّل إلى اتفاق تبادل للأسرى، فيما يُحمّل المتظاهرون حكومة نتنياهو، مسؤولية مقتل 6 أسرى صهاينة في غزّة.
سبق التفاؤل الأميركي تأكيدات من حركة حماس على أنّ إدارة بايدن لا تمارس الضغط الكافي على نتنياهو رغم إشاعتها للأجواء الإيجابية، حيث أكّد مسؤول ملف المفاوضات في الحركة خليل الحية في مقابلة تلفزيونية، الأحد 1 أيلول/سبتمبر 2024، أنّ “الإدارة الأميركية تسير في مسارين، فهي تريد اتفاقًا وتشيع تفاؤلًا، لكنها لا تمارس الضغط على “إسرائيل””.
وأضاف الحيّة، أنّ موضوع المفاوضات الآن بات يدور حول شروط نتنياهو الجديدة، مشددًا على أن حركة حماس “غير معنية بالتفاوض على هذه الشروط، وأن قرارها هو عدم التنازل عن مقترح 2 يوليو”.
في المقابل، اتّهم “منتدى عائلات الأسرى” في بيان، نتنياهو، بمواصلة عرقلة المفاوضات ومنع التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وقالت العلائلات في بيان عقب تصريحات بايدن: “إذا كنا بحاجة إلى دليل إضافيّ على أن نتنياهو يُفشل عودة المختطَفين، فقد حصلنا عليه من الرئيس الأميركيّ”.
وشدّد منتدى العائلات على أن “”الشعب” “الإسرائيلي” لن يسمح للكابينيت بمواصلة تمييع الصفقة التي كان من الممكن أن تنقذ حياة ثلاثة على الأقل من بين الرهائن الستة الذين دفنوا في اليومين الأخيرين”.
وانتقد مسؤولون صهاينة، وصفتهم التقارير العبرية، بأنّهم رفيعو المستوى، تصريحات بايدن بعد وقت وجيز من صدورها، ما يشير إلى كونها في الغالب، تصريحات صادرة عن نتنياهو نفسه، أو محيطه المقرّب، نقلًا عنه.
وقال المسؤولون الصهاينة: “الغريب أن الرئيس الأميركي، يضغط على رئيس الحكومة، نتنياهو الذي وافق على العرض الأميركيّ في 31 أيار/ مايو وعرض الوساطة الأميركية في 16 آب/ أغسطس، وليس على السنوار الذي يواصل رفضه بشدة لأي صفقة”.
ورأت المصادر “الإسرائيلي” أنّ “كلمات الرئيس الأميركي خطيرة بشكل خاصّ، عندما تُقال بعد أيام قليلة من “إعدام” ستة رهائن “إسرائيليين”، بما في ذلك مواطن أميركي”.
وكان عشرات آلاف المستوطنين، قد شاركوا مساء الأحد 1 أيلول/سبتمبر 2024، في مظاهرات ضخمة وغير مسبوقة في الكيان منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في مدينتَي “تل أبيب” والقدس، فيما قدّرت شركة Crowd Solutions، بأن 280 ألف مستوطن تظاهروا في “تل أبيب” وحدها.
وأغلق مستوطنون لساعات، طرقًا رئيسية وبخاصّة في مدينة “تل أبيب”، ومدخل مدينة القدس المحتلة، فيما أصرّ نتنياهو على تبرير قراره الذي أقرّه بواسطة الكابينيت السياسي والأمني، بعدم الانسحاب قوات الاحتلال من محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة.
وفي خطاب، الاثنين 2 سبتمبر 2024، قال نتنياهو إن “إسرائيل” لن تنسحب من محور فيلادلفيا “لا بعد 42 يومًا ولا بعد 42 عامًا”، على حد تعبيره.
بدورهما، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، وكبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، أبلغا عائلات الأسرى “الإسرائيليين” من حاملي الجنسية الأميركية، أنهما “لا يعرفان ما إذا كان سيتمّ التوصّل قريبًا إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
وأجرى سوليفان وماكغورك مكالمةً هاتفيةً، مع أفراد عائلات الأسرى السبعة لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قالا فيها “إنهما لا يعرفان ما إذا كان سيتمّ التوصّل إلى اتفاق، ولكنهما لفتا إلى أنّ “هناك فرصة لذلك”، وقالا إنهما “يأملان أن يحدث ذلك في غضون أسبوعين من الآن”، بحسب ما أفاد مصدران “على دراية مباشرة بالاجتماع” لموقع “أكسيوس” الأميركي.
من جهته، لفت ماكغورك إلى أنّ الإدارة الأميركية قد تقدّم في غضون أيام قليلة “نسخة محدّثة من اقتراحها إلى كلّ من (المقاومة) والاحتلال، وتمنحهما أسبوعًا آخر، لتلقّي الإجابات بشأن إتمام الصفقة”.