“على بلاطة”
موقع أنصار الله ||مقالات || مالك المداني
طريقتان يدار بهما العالم!!
“المبادئ أو المصالح” .. لا شيء آخر!!
كل الاعتبارات السياسية والدينية والمذهبية والعرقية والفكرية والطائفية وكل ما قد
يخطر في بالك يندرج تحتهما!
هكذا يجري فرزك وتصنيفك وكيفية التعامل معك!
يمكنك أن تكون مسلماً، مسيحياً، يهودياً،
بوذياً، هندوسياً، شيعياً، سنياً، شيوعياً
رأسمالياً، علمانياً، يمينياً، يسارياً أو أياً يكن.
في النهاية، ما سيُسأل عنك هو:
هل أنت “رجل مبدأ أم رجل مصلحة”؟
هذا كل ما يهم العالم، لا قيمة لما سواه!
الأول ثابت وواضح، الثاني متذبذب ومريب!
الأول سيضحي بنفسه، الثاني سيضحي بغيره!
الأول تأمن عداوته، الثاني تخشى رفقته!
الأول يملك قضية، الثاني يملك أرصدة!
الأول يعمل بما يؤمن به، الثاني يعمل بما يؤمن به رجل آخر!
الأول يدعو للاحترام، الثاني يدعو للاشمئزاز!
الأول لديه أخلاقيات، الثاني لديه مكانة إعلامية!
الأول يسهل توقعه، الثاني توقع منه أي شيء وكل شيء!
هكذا هي .. هكذا تجري .. هكذا تسير!!
مبدأ أم مصلحة، ثم يأتي كل شيء آخر!
إيران الشاه بهلوي الشيعي الرافضي الفارسي
كانت قبلة ملوك وزعماء الشرق الأوسط!
لقد تسابقت التيجان والنياشين العربية آنذاك
على تقبيل يديه وكسب رضاه ومباركته!!
ماذا عن الصحابة ؟!
– انضج يا رجل، عن أي أمر تحدثني؟!
لقد ماتوا .. اندثروا .. حقبة غابرة!
مصالحنا تربطنا به وهذا كل ما يهم!
إيران الخميني الشيعي الرافضي الفارسي
أصبحت عدو العرب والخطر المحدق الوشيك!
بالطبع هذه المرة هم الصحابة!
– ألم أخبرك بأن تنضج … للمرة الثانية أقول لك بأن لا علاقة لهم!
حسناً .. في الواقع سنقول بأنهم السبب!
لكن الحقيقة أن مبادئ هذا الرجل تعارضت مع مصالحنا!
تخّيل .. لقد قطع علاقاته بإسرائيل وتبنى القضية الفلسطينية، أليس هذا جنوناً ؟!
حماس السنية خذلت اليوم وتركت، بل وحُوربت من قبل “حماة الدين والصحابة”!
أعجز عن فهم هذا، قد أتفهم سكوتنا وخذلاننا لحزب الله الشيعي الرافضي .. لكن حماس!!
– يبدو أنك لم تتعلم، سنة .. شيعة .. لا يهم!
مصالحنا مع إسرائيل ومبادئ هؤلاء الناس تعارضها .. لا أكثر!
الأمر نفسه مع صدام حسين .. هو بطل العروبة عندما يصب ذلك في مصلحتنا ولكنه زنديق مارق حين يعارضها!
تعلّم .. كيف يدار العالم، تربطنا علاقات
وفي بعض الأحيان تبعية عمياء
بدول وكيانات سبّت نبينا ودنست كتابنا
وتأتي لتحدثني عن الصحابة ؟!
هل ظننت يوماً بأننا رجال مبدأ ؟!
هذه أكاذيب نخدع بها العامة، لكن ما يحدث في أروقة البلاط أمر آخر تماماً!
أتريد معرفة كيف يبدو رجال المبادئ ؟!
أنظر لفلسطين وكل من يقف معها بشكل واضح!
لقد جمعتهم غزة بمختلف معتقداتهم ومذاهبهم وجنسياتهم في خندق واحد.
وإعادة الصراع إلى جذوره الحقيقية!
وعلى هذا المنوال يجب أن يبقى ويستمر!
أنا لست سنياً أو شيعياً، أنا رجل مبدأ
وقضيتي فلسطين .. هذا هو المذهب الذي
أنتمي إليه وهذا كل ما يهم!
بقية الاعتبارات لا تخصني!