“جيش” العدو الصهيوني تتقاذفه اللكمات السبع في حلبة الصراع!

||صحافة||

بعد أشهر قليلة من حرب تموز ٢٠٠٦ كرت سبحة الاستقالات من جيش العدو “الإسرائيلي” ابتدأت بقائد المنطقة الشمالية المسكون بـ”لعنة لبنان” وتوجت برئيس هيئة الأركان “دان حالوتس”. لكن الحرب القائمة حاليًا ومع اقتراب عمرها من السنة بدأت تلقي بظلالها على المؤسستين الأمنية والعسكرية في كيان العدو بأشكال مختلفة، حتى قبل أن تنتهي.

العقيدة العسكرية التي أرساها رئيس أوّل حكومة لكيان الاحتلال ووزير حربه “بن غوريون” القائمة على ثلاثة عناصر هي الردع، والحسم، والإنذار المبكر، سقطت، فلا ردع ولا إنذار مبكر، كما أن الحرب المباغتة والحاسمة والقصيرة لم تعد تحسم المعركة، وهذا ما تجلى بطول أمد الحرب من جهة وبفقدان جيش الاحتلال زمام المبادرة وعدم قدرته على الحسم في كل الجبهات التي يخوض فيها قتاله ما وضعه بين فكي كماشة سبع جبهات استنزفت طاقاته وقدراته وحوّلته إلى “كيس ملاكمة” لا يكاد ينهض من لكمة في غزة حتى يتلقى أخرى من لبنان وثالثة من اليمن ورابعة من الضفة وخامسة من إيران وسادسة من العراق وسابعة من سورية وهكذا دواليك.

حرب الاستنزاف التي تقودها جبهة المقاومة ارتد وقع هزاتها على جيش العدو وكيانه فبرزت بأوجه مختلفة عبّر عنها قادته السياسيون والعسكريون الحاليون والسابقون، فأتت شهاداتهم بمنزلة إقرار واضح وجلي بحجم الهزيمة الكامنة التي تلقاها رغم المكابرة و”النرجسية” التي تختبئ خلفها حكومته، أما ما يمكن رصده في هذا المجال:

أولاً – سلسلة الاستقالات التي ضربت جيش الاحتلال والتي طاولت أرفع الرتب العسكرية ومنها قائد الوحدة 8200 الأمنية “يوسي سارييل” الذي أشيع أنه استقال، ولا يزال الغموض يلف مصيره بعد ضربة “عملية الأربعين” التي نفذها حزب الله بجوار “تل أبيب”، فيما كان سبقه إلى تقديم الاستقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” “أهارون حاليفا”، وقائد “فرقة غزة” العميد “آفي روزنفيلد”، وقائد القوات البرية اللواء “تامير ياداي”، وقائد شرطة العدو في الضفة الغربية اللواء “عوزي ليفي”، وقائد لواء الشمال في شرطة العدو الجنرال “شوكي تحاوكا”، وسط توقعات بأن تصل “موس” الاستقالات إلى رئيس الأركان الحالي للجيش هرتسي هاليفي خلال الأسابيع والأشهر القادمة.

ثانياً – حجم الاستنزاف الذي أصاب الموارد العسكرية للعدو، وهذا ما تجلى بالجسر الجوي المفتوح الذي أقامته الولايات المتحدة الأمريكية لتزويده بالأسلحة والقنابل المتطورة والخارقة للتحصينات.

ثالثًا – تقويض قدرات العدو الدفاعية، وهذا ما بات ماثلاً للأعين ولا يحتاج إلى دليل أو كثرة شروحات وآخره الضربات الممتالية من لبنان ورد “عملية الأربعين” والتي هشّمت منظومات “القبة الحديدية” ومسيرة “يافا” اليمنية وصاروخ “فلسطين2” الفرط صوتي قبل أيام، والذي أسقط كل الطبقات الدفاعية دفعة واحدة (حيتس. مقلاع داوود. باتريوت. القبة) ووصل إلى هدفه مكلّفًا العدو خسائر كبيرة معنوية ومادية، لا سيما أن إطلاق نحو 20 صاروخاً اعتراضياً ثمن الواحد منها يصل إلى مليون دولار يشي بأن كلفة اعتراض صاروخ واحد بلغت بالحد الأدنى 20 مليون دولار.

رابعاً – اضطراب الحالة النفسية للجنود، فجنود الاحتياط تعبوا وسئموا من إعادة تنظيمهم وتعطيلهم عن أعمالهم، أما المنظمون منهم فباتوا منهكين من توزع القتال على عدة جبهات، ونقلهم ما بينها، وهذا بحد ذاته دليل إضافي واضح على نقص كبير في الموارد البشرية لديه.

خامسًا – الانتقادات التي وجهت للجيش على خلفية أن بعض الوحدات تعمل خارج سلسلة القيادة العسكرية القائمة، وهذا يشير أيضًا بوضوح إلى تفلت كبير داخل هذا الجيش.

سادسًا – التسرب الحاصل والتهرب من الخدمة والالتحاق بالجيش، ومؤخرًا تحدثت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن تقديم أكثر من 1000 ضابط برتب نقيب ورائد ومقدم طلبات لفسخ العقد و”الجيش” كما تحدثت “القناة 14” العبرية عن إقالة طيار في أحد أهم الأسراب في سلاح الجو بعد أن رفض الخدمة.. تكرار مثل هذه الحالات التي يحاول العدو إخفائها بمظلة “أسباب سياسية” تظهر حجم الفوضى داخل الجيش، ما يضطره لتعزيز حاجته للموارد البشرية وهنا لجأ إلى خيارات عدة، لم يخف إعلام العدو الحديث عنها، ومنها:

1- السعي إلى تجنيد “الحريديم” الذين يرفضون الالتحاق بالجيش لأسباب دينية ويهددون بالتصعيد ضد حكومة نتنياهو.

2- العمل على تجنيد مرتزقة منهم مهاجرين أفارقة مقابل وعود بمنحهم أوراق إقامة، وهذا ما سلط الضوء عليه تحقيق نشر مؤخرًا في صحيفة “هآرتس”.

3- اللجوء إلى تدريب مقاتلين من البحرية كمقاتلي مشاة للمشاركة في القتال في غزة وفي الشمال وفي الضفة الغربية، وإرجاع سبب ذلك إلى نقص الجنود في الجيش الإسرائيلي.

كل ذلك يعد بمنزلة شهادات وإقرار واضح بحجم الخسائر التي أصابت صفوف جيش العدو رغم محاولاته الدؤوبة لإخفاء عدد قتلاه.

سابعًا – الاستقالات التي طاولت مجلس الحرب في حكومة نتنياهو بعد خروج بيني غانتس وغدي آيزنكوت، وهما من رؤساء أركان الجيش “الإسرائيلي” سابقًا، والتوقعات بإقالة يوآف غالانت واستبداله، بسبب خلافات مع نتنياهو حول كيفية إدارة الحرب القائمة.

كل ما تقدم يوضح بشكل لا لبس فيه أن جيش العدو “الإسرائيلي” يزداد ضعفًا يومًا بعد يوم وهو ما هز الكيان الغاصب من الداخل.. فالمقولة الشهيرة بأن “اسرائيل” جيش بنيت له دولة بيّنت أنه بحال اهتزاز الجيش على وقع ضربات جبهة المقاومة كما يجري منذ طوفان الأقصى حتى اليوم، فإن الكيان بأسره سيهتز ويتزلزل، ويظهر من جديد انه “أوهن من بيت العنكبوت”.

هذا الفشل في قدرة جيش الاحتلال على حماية نفسه انعكس فشلاً على قدرته بحماية كيانه، ولم تنفع كل المساعي الأميركية لتوفير مظلة حماية عسكرية وإقليمية له، وهذا ما ظهر بفشل تحالف “حارس الازدهار” بحريًا وجويًا من خلال سقوط طائرات RQ9 الأميركية تحت أقدام اليمنيين،

بالإضافة إلى فشل كل المنظومات الدفاعية الأميركية في المنطقة بحماية الكيان الصهيوني من ضربات إيران واليمن والعراق ولبنان.

بعد كل ما أنزلته لكمات الجبهات السبع في جيش العدو، هل يجرؤ أحد اليوم من الموهنين والمشككين على المباهلة أو السؤال: ماذا فعلت جبهات المساندة لغزة؟! وأين أولئك المثبطين للعزائم الذين تصدروا الشاشات على مدى الأشهر السابقة ليتحدثوا عن ضربات استعراضية و”فولكلورية” و”مسرحيات”، مما جرى ويجري وما يقر به قادة العدو السابقون والحاليون في شهاداتهم حول جيشهم وكيانهم الزائل.؟!.

 

العهد الاخباري: علي عوباني

قد يعجبك ايضا