21 سبتمبر.. ثورةٌ شعبيّةٌ أسقطت حكمَ السفارات الأجنبية في اليمن

||صحافة||

مثَّلَت ثورة الـ21 من سبتمبر الشعبيّة المجيدة، محطةً فارقةً في حياة اليمنيين؛ كونها جاءت لتحقّق مطالب الشعب المتمثلة في إنهاء حكم السفارات الأجنبية وعلى رأسها السفارة الأمريكية والبريطانية والسعوديّة، بعد أن ظل النظام السابق لعقود طويلة من الزمن تحت الوصاية والارتهان الخارجي.

ما يؤكّـد صوابية ثورة الـ21 من سبتمبر، هو العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الإجرامي على بلادنا عقب نجاح انتفاضة الشعب، واستعادة الثورة للقرار اليمني المسلوب من قبل سفارات واشنطن ولندن والرياض وأبو ظبي، وهو ما أثار حفيظة دول الاستكبار العالمي الخليجي وشن عدواناً عسكريًّا ظالماً هدفُهُ إبقاءُ اليمن تحت الوصاية والتبعية.

الذكرى الــ10 لثورة الــ21 من سبتمبر هذا العام 2024 ليست كما قبلها، فهي تأتي وأبناء اليمن يعيشون أفراحاً وابتهاجاً بذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبها أزكى الصلاة وأتم التسليم- كما أنها تتزامن مع الانتصارات التي يحقّقها أبطال القوات المسلحة اليمنية في معركة البحار ضد الكيان الصهيوني والأمريكي والبريطاني، وذلك بعد أن قرّرت القيادة الثورية والسياسية ممثلة بسماحة السيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- فتح جبهة دعم وإسناد لإخواننا الفلسطينيين ومقاومته الباسلة؛ رَدًّا على المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة منذ الـ7 من أُكتوبر العام الماضي وحتى اليوم، في جرائمَ ومذابحَ غيرِ مسبوقة في العصر الحديث، أودت بحياة عشرات الآلاف غالبيتهم من النساء والأطفال.

لقد كان للتحَرّك اليماني والإيماني المشرِّفُ للوقوف إلى جانب المستضعفين من أبناء الشعب الفلسطيني، أثرٌ كَبيرٌ في حياة الشعب اليمني؛ وهو ما يجسِّدُه الحُضُورُ الأسبوعي كُـلّ جمعة دون كلل أَو ملل في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات الحرة؛ تضامناً مع غزة، بالإضافة إلى البطولات والمعجزات التي يصنعها رجال الرجال في القوات المسلحة بعد أن حوّلوا البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، إلى مقبرة موحشة تبتلع سفن الكيان الصهيوني والأمريكية والبريطانية، وهذا إن دل على شيء، فَــإنَّما يدل على القيادة الربانية التي أنعم الله بها على هذا الشعب، والتي جعلت من نصرة المظلومين في كُـلّ بقاع الأرض هدفاً أَسَاسيًّا وساميًّا من أهداف ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة.

اليمن اليوم ليست يمن ما قبل العام 2014، فشتَّانَ ما بينهما، حَيثُ أصبح الشعب اليمني حاضراً وَ-بفضل الله- وثورة الـ21 من سبتمبر، محطَّ أنظار العالم، ومثال فخر وعزة وشرف يُحتذى به في كُـلّ بقاع الأرض، نظيرَ ما جسّدوه من ملاحمَ بطولية أذهلت الجميع في سبيل نصرة أبناء فلسطين، وتشكيل جبهة إسناد فاعلة إلى جانب حركات المقاومة الإسلامية في غزة ولبنان والعراق، أثبت كفاءتها ومدى وجعها على كيان العدوّ الصهيوني، وتحولت خلالها القوات المسلحة اليمنية إلى أيقونة النصر، وأصبحت العمليات العسكرية التكتيكية لليمن في البحر الأحمر، دروساً ومحاضرات تقدمها كبريات الأكاديميات والمؤسّسات العسكرية على مستوى العالم، بعد أن أضحت فخر الصناعات البحرية الأمريكية من البارجات والفرقاطات وحاملات الطائرات، تحت رحمة المقاتل اليمني الذي كسر هيبة أقوى الجيوش ومرَّغ أنفها في البحار.

إن الشعب اليمني يخوض اليوم وتحت راية السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، أشرف وأقدس المعارك الإنسانية والأخلاقية على الإطلاق في مواجهة قوى الشر والطغيان والاستكبار العالمي أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” ومن خلفهما أدواتهما الخليجيين ومرتزِقتهما المحليين، حَيثُ تُعدُّ تلك المعارك من مكاسب ثورة الـ 21 سبتمبر التي نحتفل بذكراها العاشرة، وكان من أبرز أهدافها التحرّر من التسلط والظلم والهيمنة والوصاية والفساد والمحسوبية، أعادت للمواطن اليمني مكانته واعتباره الحقيقي بين شعوب الأُمَّــة.

تأتي ذكرى ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة، وقد تحقّقت العديد من الإنجازات المبشِّرة بالخير في بلادنا في مختلف المجالات؛ فعلى الصعيد السياسي شهدت المحافظات الحرة تحولاً غير مسبوق تمثل في البدء بالمرحلة الأولى من التغييرات الجذرية، بعد تشكيل حكومة جديدة حملت اسم “التغيير والبناء” وهي المرحلة التي ستعقبها تغييراتٌ شاملةٌ في جميع هياكل المؤسّسات والوزرات الحكومية، بالإضافة إلى إخضاعِ النظام السعوديّ للاعتراف بمسؤوليتها وتورطها في اليمن، عبر توقيع حكومة صنعاء اتّفاقية مع الرياض بشأن النقاط الإنسانية الهامة، كتسليم رواتب الموظفين وإنهاء الحصار عن مطار صنعاء الدولي، أما على الصعيد الاقتصادي والتنموي فقد افتتحت الدولةُ الكثيرَ من المشاريع الخدمية التي تَصُبُّ في مصلحة المواطن، أما قطاع الزراعة فهناك نقلة نوعية من خلال إحياءِ زراعة الكثير من الحبوب والأصناف النباتية المختلفة التي اكتظت بها الأسواق المحلية، بعد أن كانت مندثرةً طيلةَ عقود من الزمن؛ نتيجة مؤامرة أمريكية لتركيع اليمنيين وتجويعهم وتحويلهم إلى متسولين لها، أما على الصعيد العسكري فقد أظهرت عمليات الدعم والمساندة لغزة، مدى التفوق العسكري الذي وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية، سواء على مستوى القوات البحرية، أَو الطيران المسيَّر أَو القوة الصاروخية.

ومن أبرز الإنجازات العسكرية هي صناعة الصواريخ الفرط صوتية النادرة التي أذهلت العالَمَ، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني.

 

صحيفة المسيرة: هاني أحمد علي

قد يعجبك ايضا