ما تشاهدونه أول الرد..والآتي أعظم!.
|| صحافة ||
حيفا وما بعد حيفا … هي المناطق التي وصلت إليها صاروخا المقاومة اللبنانية، فادي 1 و2 بمديَيهما المختلفين ووزنيهما المتوسطين، ليلة السبت الأحد، ليكرسا بوصولهما قواعد اشتباك ضمن توازن الردع الذي لم ولن يسمح الحزب بتغييرها مهما كانت التكلفة، ولكنها في الجانب الآخر تفرض على هذا الكيان العديد من الأسئلة التي باتت بحاجة لإجابات ملحة، سيتهرب من تقديمها لمستوطنيه، أبرزها: هل نجحت سلوكياته الوحشية والإجرامية من خلال ما ارتكبه في الأيام الماضية في تكبيل حزب الله؟ وأي دلالات لاستخدام حزب الله جزءًا من قدراته الصاروخية في هذه العملية؟ الإجابة عن هذين السؤالين بكل موضوعية وشفافية تجعلنا أمام مروحة من النقاط، أهمها:
- المقاومة باقية مهما قدمت من قوافل الشهداء: إن ما قدمته المقاومة من القادة والكوادر شهداء على طريق القدس كبير، ولكن هذه الخسائر لا تعني أن استمرار الحزب مرتبط بهؤلاء الأشخاص الذين استشهدوا، وهو ما يؤكد على المرونة البنيوية التنظيمية في القيادة وجبهات المواجهة لحزب الله، وأن استهداف جزء من الوسائل الاتصالية لا يعني أنه تم تدمير طرق ووسائل الحزب الاتصالية، كما روج له الكيان وعملاؤه في المنطقة، ولعل أبرز ما يدلل على ذلك هو قيام كوادر الحزب المختصة بتحديد الأهداف وإطلاق الصواريخ بعد استشهاد القائدين فؤاد شكر وإبراهيم عقيل.
- تكذيب الادعاءات “الإسرائيلية” حول الأحزمة النارية المتتالية التي نفذتها قواته مساء السبت، وزعم المتحدث العسكري باسم جيشه المحتل، أنه تم القيام بعمل استباقي بتحييد أكثر من ٣٠٠ هدف، جرى خلالها تدمير البنية الصاروخية للحزب، في محاولة لردع الحزب أو تشويه صورته، أو تغيير قواعد الاشتباك، إذ أن إطلاق هذه الصواريخ بعد أقل من ثلاث ساعات من هذا التصعيد العدواني الصهيوني يعد فشلاً استخباراتياً “إسرائيلياً” وقد يكون الحزب للمرة الثانية خلال عملية طوفان الأقصى قد نجح في إجراء مناورة وإيصال قيادة الكيان التي كانت تمني النفس بتحقيق “الوزن النوعي”، إلى الإخفاق النوعي، كما حصل في عملية “يوم الأربعين”.
- إدخال نوعية جديدة من الأسلحة التي يمتلكها الحزب من طراز فادي 1 وفادي2 إلى هذه المواجهة، والتي يتراوح مداها ما بين 70 إلى 110 كلم، وهو ما يعني أن الحزب انتقل لمرحلة جديدة من المواجهة بعد التصعيد اللافت لاعتداءات الكيان من ناحية، ومن ناحية أخرى دلالة التسميات المرتبطة بأحد أسماء السيد المسيح وهو فداء الدماء.
- هذا رد أولي للحزب على مجزرتي الثلاثاء والأربعاء التي ارتكبها الكيان من خلال استخدام أجهزة الاتصالات “البيجر” واللا سلكي، وليس رداً كاملاً بعدُ على جريمة العدوان وعلى الاغتيال الذي طاول قيادة وحدة الرضوان وأدى لاستشهاد القائد إبراهيم عقيل، وكوكبة من رفاقه إلى جانب العديد من المدنيين، وهو جاء بمنزلة تنفيذ لتحدي سماحة السيد لحكومة الاحتلال عموماً ولنتنياهو بشكل خاص عندما قال لهم:”أتحداكم أن تعيدوا مستوطنيكم قبل وقف العدوان على غزة”.
- ترجمة الحزب لاستخدام جزء من الصواريخ التي تحتويها منشآت “عماد” المتعددة التي لم ولن تطولها صواريخ الاحتلال، والذي استعرض جزءًا منها من خلال فيديو “عماد٤”، في استهداف أيضاً جزء من بنك الأهداف التي استعرضها من خلال “هدهد1 “و2 و3، بما في ذلك قاعدة ومطار “رامات دافيد” التي ظهرت في مقطع “هدهد3” الذي نشر في تموز الماضي، وهو ما يؤكد مصداقية الحزب في الإمكانات والقدرات والأهداف.
- ترجمة جزء من كلام الأمين العام للحزب سماحة السيد حسن نصر الله، عندما تحدى نتنياهو بتنفيذ الهدف الرابع الذي أدرجته حكومته منذ أيام، وترجمة للوعد الذي قطعه السيد للرأي العام بقوله: “الرد هو في ما سترونه لا في ما ستسمعونه”، ولعل دخول نحو نصف مليون مستوطن للملاجئ هو خير دليل على ذلك.
الحرب سجال.. نعم، ونحن في مرحلة عض الأصابع … نعم، ولكن يجب الإيمان والإيمان فقط بقدرة هذه المقاومة، وما حصل هو مجرد غيض من فيض، ولمن يطالب الحزب بتوقيف جبهة الإسناد ويرضى لنفسه إن يكون أداة من حيث يدري أو لا يدري ضمن أدوات الحرب النفسية التي يخوضها الكيان ضد الحزب، عليه أن يكون على يقين أننا في صراع وجود، وهذا الصراع لن ينتهي إلا بزلزلة الكيان.
العهد الاخباري: محمد نادر العمري