غزة في اليوم 353 من العدوان: معاناة متزايدة ومجازر مستمرة.. والعالم يتفرج وكفى!!
أنصار الله. تقرير
غزة لليوم الـ 353 تواليًا، حيث تتزايد الغارات الجوية والقصف المدفعي، مما يتسبب في وقوع مجازر مروعة ضد المدنيين في ظل وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.
غزة في اليوم 353 ترزح تحت أبشع جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية الممنهجة شهدها التاريخ الإنساني.. في غزة تشتد المعاناة وتتفاقم الآلام في ظل الظروف قساوة مع دخول فصل الشتاء، حيث يحل وقت يترافق مع برد شديد وأمطار غزيرة، مما يزيد من معاناة النازحين الذين فقدوا منازلهم وأحلامهم. المخيمات لا تلبي احتياجاتهم الأساسية من الحماية والدفء، مما يضعهم أمام خطر غير مسبوق.
أصوات من الألم والمعاناة
في هذا السياق، تبرز واقعيتان مؤلمتان: العدو الإسرائيلي يعمق من مآسي الشعب الفلسطيني، وفصل الشتاء يتحول إلى اختبار قاسٍ لقدرة النازحين على الصمود أمام تحديات الطبيعة وجرائم الحرب المتواصلة.
“طول الليل ما نمت”، صرخة أطلقتها الانشراح الفليت، وهي تضع سواتر رملية حول خيمتها عسى أن تسترها من الأمواج والأمطار، مرددةً: “ماذا نفعل؟ يكفي ما يحدث بنا!”، مشيرة إلى معاناتها من الحر في الصيف ومن الأمطار في الشتاء. بينما يروي إبراهيم البخاري، النازح من حي الرمال، كيف فقد خيمتين بسبب موجة بحرية، إذ دخل الماء إلى خيمته حتى بلل ملابسه، في وقتٍ يواجه فيه الجميع صعوبةً في تأمين الحماية.
أما أحلام أبو طعيمة، التي تحاول بناء سواتر جديدة، فتقول: “صنعنا سواتر من الرمل، لكنها تهدمت بفعل الأمطار”. بينما الشاب خالد أبو شاويش يؤكد، بحزن عميق، أن خيمته فشلت في أول اختبار بوجه الشتاء، حيث تسببت الرياح كذلك في تمزيق خيمته.
“غرقنا” — هذه الكلمة تتردد في كل زاوية من غزة، حيث جادت السماء بأمطار غزيرة لم تُدخل الفرح إلى قلوبهم، بل أزالت كل أمل في الحياة الكريمة. الأطفال، بألبستهم الرثة، يجمعون قواهم لمنع المياه من دخول خيامهم، لكن محاولاتهم تبوء بالفشل، ويزداد قهرهم وألمهم في مواجهة واقع مرير لا يرحم.
الكارثة البيئية والإنسانية
مع هطول الأمطار، تكشف الأوضاع عن كارثة صحية وبيئية وشيكة على الأفق. فقد دمر العدو الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية أكثر من 655 ألف متر من خطوط الصرف الصحي و330 ألف متر من خطوط المياه، مما يجعل النازحين في غزة في مواجهة خيارين قاتلين: إما الغرق في مياه الصرف الصحي أو ابتلاعهم المد المتزايد في المخيمات الساحلية.
وبحسب التقرير الصادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد النازحين ليصل إلى ما يقرب من مليوني شخص، والعدد في تزايد مستمر. كما أشار إلى أن أكثر من 100 ألف خيمة أصبحت غير صالحة للسكن الآدمي، مما يزيد من عمق المأساة.
تحمل أروقة غزة صرخات ونداءات استغاثة للمجتمع الدولي، الذي ملتزم بتوفير الإغاثة العاجلة لهؤلاء الملايين قبل أن يضيع الأمل نهائيًا في تجاوز هذه الكارثة. إن مشاهد الألم وواقع التعب، يتطلب من الإنسانية أن تتحرك سريعًا قبل أن يُصبح ما لا يُحتمل جزءًا من الحكاية الفلسطينية.
ويستمر الاجتياح والقصف
الأحداث تعتبر استمرارية للمآسي التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية، الذين يواجهون ظروفًا إنسانية صعبة تحت وطأة الاحتلال.
رغم تزايد الأصوات العالمية التي تدعو إلى حماية المدنيين ووقف الأعمال العدائية، يزداد العدوان الإسرائيلي على غزة وحشية وتتعاظم حدة الاشتباكات العسكرية بما يعكس الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، تواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ 7 مايو الماضي، وعدة محاور من غزة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة.
اليوم الإثنين 23 من سبتمبر 2024، تواصل قوات العدو الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ 353 تواليًا، حيث تتزايد الغارات الجوية والقصف المدفعي، مما يتسبب في وقوع مجازر مروعة ضد المدنيين في ظل وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.
ومن بين الأحداث المؤلمة، استهداف الأطفال والنساء، حيث استشهد طفل وأصيب آخرون نتيجة استهداف مجموعة من الأهالي في بلدة خزاعة. كما تم استهداف مدارس تؤوي نازحين، مما أدى إلى وقوع إصابات عديدة.
وشنّ طيران العدو الحربي المروحي، غارة على منطقة قيزان النجار جنوب شرق خانيونس. واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق نار من آليات الاحتلال، محيط الكلية الجامعية جنوبي مدينة غزة. كما ارتكب جيش العدو الإسرائيلي مجزرتين بقصف مدرستي خالد بن الوليد وكفر قاسم في مخيمي النصيرات في وسط القطاع، والشاطئ غرب غزة، راح ضحيتهما 10 شهداء بينهم 5 أطفال ونساء والعديد من الإصابات
وقال المكتب الإعلامي الفلسطيني في بيان له، أن جيش العدو قصف مدرستين تؤويان أكثر من 10,000 نازح، وهما مدرستي (خالد بن الوليد وكفر قاسم) بمخيمي النصيرات والشاطئ راح ضحيتهما 10 شهداء بينهم 5 أطفال ونساء، كما أوقعت هاتين الجريمتين العديد من الإصابات التي وصلت إلى المستشفيات.
وأشار إلى أن المجزرتين تأتيان في إطار جريمة الإبادة الجماعية حيث بلغ عدد مراكز الإيواء التي قصفها الاحتلال 183 مركزاً للنزوح والإيواء، بينها 163 مدرسة تؤوي مئات آلاف النازحين، وقتل الاحتلال داخل هذه المراكز 1,133 شهيداً.
وأفادت التقارير بأن آلاف الغارات وضربات المدفعية تركزت على منازل وتجمعات النازحين، مما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة العديد. ومنذ 7 اكتوبر، تستمر الاجتياحات البرية لأحياء واسعة في رفح مع تصاعد القصف الجوي والمدفعي.
مجازر جديدة
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن توثيق الأبعاد المأساوية للعدوان الإسرائيلي على القطاع، حيث أفادت أن العدو ارتكب ثلاث مجازر جديدة بحق العائلات الفلسطينية، أسفرت عن استشهاد 24 شخصًا وإصابة 60 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية. وأكدت الوزارة أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، مع صعوبة وصول طواقم الإسعاف بسبب الاستهداف المباشر من قبل طائرات العدو. وعليه، ارتفعت الحصيلة الإجمالية منذ 7 أكتوبر إلى 41,455 شهيدًا و95,878 إصابة، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وقالت: لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأكدت ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41,455 شهيدًا و95,878 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
واستشهد طفل وأصيب آخرون جراء استهداف طائرات الاحتلال “كواد كابتر” مجموعةً من الأهالي في بلدة خزاعة شرق خانيونس.
وأفاد الدفاع المدني بأنه يبحث عن شهداء ومفقودين تحت أنقاض منزل عائلة “أبو العمرين” الذي انهار بعد أيام من قصف الاحتلال مبانٍ مجاورة له في محيط بركة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة
وذكرت مصادر فلسطينية إلى أن شابًا وزوجته وطفله ارتقوا شهداء في قصف طائرات الاحتلال مدرسة خالد بن الوليد بالنصيرات. وارتقى 5 شهداء، هم الأم وأربعة من أطفالها وأصيب آخرون نتيجة قصف إسرائيلي على منزل لعائلة “أبو سمك” في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وتطرقت التقارير إلى انهيار مبنى سكني في حي الشيخ رضوان، حيث استشهد فلسطيني وتم انتشال مصابين، بينما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض. المبنى، الذي أصيب بأضرار جسيمة في بداية الحرب، كان يعد ملاذًا للعائلات المنكوبة بعد فقدان خيارات السكن.
جرائم ضد الإنسانية
في هذا السياق، نددت العديد من المنظمات الإنسانية والدولية بأعمال الإبادة التي يتعرض لها سكان غزة. فالأمم المتحدة أكدت أن حوالي 75% من المدنيين في القطاع قد تضرروا بسبب النزاع المستمر، مما يعكس أزمة إنسانية خانقة تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلاً.
كما وصفت منظمة العفو الدولية الوضع في غزة بأنه “جرائم ضد الإنسانية”، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات.
كما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن حوالي 75% من الوحدات السكنية في قطاع غزة قد تضررت جراء القصف، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها المنطقة. وأن الحرب المدمرة التي تشنها قوات الاحتلال، بدعم أمريكي، استهدفت المنازل المكتظة بالسكان والمناطق السكنية، مما تسبب في مجاعة خانقة ودمار هائل في البنية التحتية.
مؤكدة أن تجدد هذه الأحداث تزيد من مأساة الشعب الفلسطيني وتسلط الضوء على المعاناة اليومية التي يواجهونها في ظل تصعيد العدوان الإسرائيلي.