ناشطون عرب…اغتيال الأمين العام لحزب الله بداية الشرارة لحرب إقليمية
مدير مجلة الهدف أبو شريفة: سيكون له تداعيات جذرية على معادلة الصراع بين محور المقاومة والعدو الصهيوني
مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سوريا : اغتيال الأمين العام لحزب الله سيحدث تطورا نوعيا في المواجهة كونه تجاوز كل الخطوط الحمراء
موقع أنصار الله – محمد المطري
كان يعيش الكيان الصهيوني نشوة انتصار وهمية إزاء اغتياله الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر وعددا من قيادات الحزب ضنا منه أن اغتيال القادة سيضعف حزب الله ويجعله غير قادر على مواصلة خوض معركته المقدسة اسناداً لغزة ودفاعا عن الآراض اللبنانية.
نشوه النصر الوهمية أصبحت سكراً لدى الصهاينة يتلذذون بها ويصدرون على أثرها قرارات عسكرية بمواصلة قصف الآراض اللبنانية واجتياح لبنان وهو ما يتمناه وينتظره حزب الله منذ بدء معركة طوفان الأقصى وحتى اللحظة.
وفي المقابل يواصل حزب الله اللبناني المثخن بالجراح قصف العمق الصهيوني بصلية الصواريخ العديد ملحقة مستهدفا اهدافا حساسة داخل العمق الصهيوني كاستهدافه لمقر الموساد ووحدة الاستخبارات الصهيونية 8200، ملحقا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد الأمر الذي يثبت عدم تأثر حزب الله بعمليات الاغتيالات التي طالت قادات الحزب ممثلا بأمينه العام وهو ما أكده نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
ووفق نائب الأمين العام لحزب الله فإن حزب الله قد أعد العدة اللازمة لخوض معركة طويلة مع الكيان الصهيوني لا تنتهي إلا بزواله من المنطقة.
تصعيد على كل الصعد
ويؤكد محمد أبوشريفة مدير تحرير مجلة الهدف أن اغتيال سماحة السيد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، له تأثيرات كبيرة على المشهد العام في المنطقة بحيث يضعها أمام استحقاق جديد ونوعي من التصعيد العسكري والأمني والسياسي.
ويضيف في تصريح خاص لموقع أنصار الله “الأمر الذي سيكون له تداعيات جذرية على معادلة الصراع بين محور المقاومة والعدو الصهيوني من جهة وبين السياسات الداخلية للدول وتحالفاتها خاصة الأطراف التي تدعم التطبيع مع (إسرائيل).
ويلفت أبو شريفة إلى أن الأحداث القادمة على وشك إعادة رسم “خارطة طريق” جديدة لمستقبل التحالفات والصراعات باتت متاحة أكثر من أي وقت مضى.
ويبين أن العملية الصهيونية الغادرة التي استهدفت حياة السيد نصر الله ومن قبله قيادات وكوادر حزب الله لن تتوقف على هذا الفعل الإجرامي وحسب بل لها وقع كبير على مجمل التحولات في لبنان وخارجه من حيث تغيير قواعد الاشتباك بين الطرفين، موضحا أن المنطقة أمام تحديات خطيرة تنذر باحتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة.
ويقول أبو شريفة ” ومن الأهمية الإشارة إلى أنه بالرغم من آثار الصدمة في نفوس الملايين من جمهور المقاومة باستشهاد وفقدان شخصية بحجم نصر الله، وتصاعد العدوان الجوي الصهيوني وغاراته إلا أن المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية واصلت هجماتها في عمق الكيان الصهيوني خلال الأيام الماضية”.
ويضيف “مما يؤكد أن البنية العسكرية لحزب الله والمقاومة ما زالت بخير والقدرة القتالية حاضرة فقد وصلت الصواريخ إلى حيفا ونهاريا وصفد ومستوطنات في الضفة والقدس واستهداف ضواحي “تل ابيب” بصواريخ “فادي4″، مما يشير إلى أن هذه الهجمات ما هي إلا مقدمة لخوض غمار ردود جديدة وأن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد”.
المقاومة باقية
ويصف مدير مجلة الهدف المقاومة بالفكرة المتجذرة والتي لا تموت بموت قادتها، مستدلا بمقولة الشهيد الأديب غسان كنفاني (تسقط الأجساد لا الفكرة)، وبالتالي لن ينجح الصهاينة باغتيال الفكر المقاوم.
ويشير إلى أن الصهيوني المجرم نتنياهو يسعى لتوسيع دائرة الحرب، ونقل حرب الإبادة والمجازر من قطاع غزة والضفة إلى لبنان، وأماكن أخرى كما حدث في قصف البنى التحتية اليمنية في الحديدة.
ويؤكد أن الاعتداءات الصهيونية لن تمر بدون رد قاس ومؤلم، معتبرا ما يقوم به الكيان الصهيوني بالحماقة الكبرى، موضحا أن اعتدائها على الحديدة سيجعل اليمن تصعد معركتها من سياق المساندة إلى سياق الدفاع والرد على الاعتداءات الصهيونية.
وبختتم محمد أبو شريفة حديثه بالقول “الآن ونحن نراقب تطورات محاولات اقتحامات اسرائيلية برية على الحدود اللبنانية نلاحظ مقدمات تصاعد المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال الاسرائيلي مما يشير إلى أن المواجهة قد تصل إلى مرحلة حاسمة، وفي حال الاستمرار بهذا النمط والشكل، فإن المواجهة بين حزب الله والكيان الصهيوني قد تتحول إلى صراع إقليمي شامل، سيما إذا ما قرر حزب الله استخدام قوته العسكرية بشكل كامل ضد إسرائيل بمساندة من أنصار الله في اليمن وبقية أطراف محور المقاومة مما يقلب المعادلة بالمطلق”، مضيفا ” المنطقة بدأت تدخل مرحلة من التصعيد والمواجهات العسكرية غير المسبوقة مما سيترتب عليه تغييرات كبيرة في المنطقة ورسم مشهد كامل قد يطال الديموغرافيا والجغرافيا”.
المسيرة لا تنتهي بانتهاء القادة
بدوره يعتبر محمد حسين مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سوريا إقدام الكيان الصهيوني الفاشي على اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله تطوراً نوعياً في المواجهة، وكسراً لكل الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك.
ويقول في حديث خاص لموقع أنصار الله “إن الكيان الفاشي وعلى رأسه المجرم نتنياهو يعتقدون أنهم باغتيال الشهيد حسن نصر الله وقبله الشهيد اسماعيل هنية وقبلهم قافلة طويلة من الشهداء سيضعف المقاومة أو أن يجعلها تتراجع أو تستسلم أمام هذا السيل من الدماء الزكية فهم واهمون”.
ويضيف ” لقد أثبتت التجربة السابقة العكس ذلك، فقد تم اغتيال عباس الموسوي الأمين العام لحزب الله وخرج الحزب أقوى وأصلب وأمتن مما كان كما اغتالوا الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس وعبد العزيز الرنتيسي وخرجت الحركة أقوى مما كانت، واغتالوا أبو علي مصطفى الأمين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وخرجت الجبهة أقوى من ذي قبل”.
ويجزم حسين أن المسلسل الإجرامي الذي مارسته وتمارسه إسرائيل باغتيال قيادات المقاومة لن يضعف من عزيمتها لأن المقاومة فكرة يحملها الملايين وليست محصورة في أشخاص مهما كان شأنهم.
ويرى أن عملية اغتيال السيد الشهيد حسن نصر الله في هذه اللحظات المصيرية هدفه الأول هو فك ارتباط جبهة جنوب لبنان الإسنادية مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة، مؤكدا أن هذا الاغتيال لم يغير في معادلة الصراع بشيء، مستدلا بما ورد من تصريحات على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم حينما أكد بعدم تخليه عن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وسنستمر على نهج السيد الشهيد حسن نصر الله.
ويلفت محمد حسين إلى أن عملية الاغتيال الجبانة ستقوي من عضد محور المقاومة وسيستمر في الدعم والإسناد لجبهات غزة ولبنان كل حسب ظروفه وامكانياته، لافتاً إلى أنه إذا فرضت الحرب الشاملة فهو مستعد لها وسيندم قادة الكيان الصهيوني عاجلاً أم آجلاً على هذه عملية الاغتيال الجبانة.
رمز المقاومة
على مدار أكثر من ثلاثة عقود مثل سماحة السيد حسن نصر الله قامة شامخة ورمزا عظيما للمقاومة في مقارعة الكيان الصهيوني المؤقت بحسب ما يؤكده الإعلامي الفلسطيني معتصم عيسى.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله لن يؤثر في نهج وعقيدة وقوة وعنفوان المقاومة الإسلامية، مؤكدا أن المقاومة أصبحت نهج لحزب الله وغيره من فصائل المقاومة الإسلامية متجذرا في وجدان وضمير كل الشرفاء المدافعين عن فلسطين وشعبها المظلوم.
ويختتم عيسى تصريحه بالقول ” رغم فاجعة استشهاد حسن نصر الله الإ أن سماحة أرسى قواعد متينة وثابتة ضمن محور المقاومة وفي مؤسسات حزب الله وهو ما يعني بشكل مؤكد ان مسيرة الشهيد سوف تستمر وتتصاعد جذوتها وذلك من خلال اخوته من قيادات وقواعد الحزب والذين سيواصلون الراية وأداء الأمانة بنفس الوتيرة وبعزيمة لا تلين”.