العدو يفشل برياً والمقاومة تؤكد: “لن يعود المستوطنون والدور على حيفا وطبريا وعكا”
على مدى 10 أيام والعدو الصهيوني يلقي بكل ثقله العسكري، محاولاً إحداث خرق ميداني، لترميم معنويات جنوده المتهالكة جراء الفشل الذريع الذي مني به طوال الفترة الماضية. اعتقد العدو أن تصفية القيادات في حزب الله سيضعف موقفه ويؤثر على مجريات المعركة، فوجئ العدو، وأصيب بالصدمة جراء المقاومة الشرسة التي يبديها رجال حزب الله. خاصة مع النقلات النوعية في إدارة المعركة والتنسيق المتقدم بين الوحدات العسكرية، بدء بالإسناد الصاروخي والمدفعي وإدخال الطيران الميسر والقدرة على نصب الكمائن، والتخفي من نيران العدو وغاراته الجوية المكثفة.
استغلت المقاومة عنصر المفاجأة في بعض العمليات، خاصة في استخدام العبوات الناسفة والطائرات المسيرة، مما ساهم في إرباك العدو. كما استخدمت المقاومة مجموعة متنوعة من التكتيكات، بدءًا من القصف الصاروخي إلى الاشتباكات المباشرة، مما يدل على مرونة وتكيف مع مختلف الظروف. ترافق مع ذلك، القدرة على إصابة أهداف بعيدة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يُظهر تطوّر ترسانتها. بالإضافة للتركيز على منع سحب الإصابات في جنود العدو مما ضاعف من خسائر العدو.
ملحمة المشيرفة واللبونة
خلال الأيام الماضية، فشل العدو الإسرائيلي في التقدم باتجاه المناطق الشرقية في القرى الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة ، فاتجه للتصعيد من مناطق أخرى، وحاول خلال اليومين الماضيين استحداث محاور تقدم جديدة في القطاع الغربي من اتجاه موقعي رأس الناقورة وجل العلام باتجاه المشيرفة واللبونة ونفذ محاولات تقدم ، محاولًا الاستفادة من التضاريس التي يعتقد أنها ستساعده، حسبما ورد في بيان عمليات المقاومة الإسلامية. الذي أوضح أن العدو، شن عشرات الغارات بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف من البر والبحر على بلدات الضهيرة وعلما الشعب والناقورة لتمشيط المناطق قبل التقدم على المحاور الجديدة.
حاولت قوة من جيش العدو الإسرائيلي فجر الثلاثاء التقدم من رأس الناقورة باتجاه منطقة اللبونة الحدودية بهدف الوصول إلى مركز قوات اليونيفل في اللبونة والتمركز فيه، فتصدى لها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة وأجبروها على التراجع.
عاود جيش العدو الإسرائيلي الأربعاء، من خلال ثلاث محاولات متكررة، التقدم باتجاه اللبونة، فتصدى له المجاهدون في كل محاولة بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة وأجبروه على التراجع متكبدًا خسائر فادحة في صفوف جنوده. بالتزامن رصد مجاهدو المقاومة يوم الأربعاء، محاولة تسلل لقوة من جيش العدو الإسرائيلي من رأس الناقورة باتجاه منطقة المشيرفة، فاستهدفوها بمحلقة انقضاضية انفجرت بين عناصر القوة المتسللة ما أسفر عن مقتل وجرح معظم أفرادها.
حاولت مجموعة من جنود العدو الإسرائيلي يوم الخميس، وبمواكبة وحماية دبابة ميركافا، التقدم باتجاه منطقة اللبونة من رأس الناقورة، وما أن أصبحت الدبابة في مرمى النار، إستهدفها مجاهدو المقاومة بصاروخ موجه أصابها مباشرة ما أسفر عن تدميرها واشتعالها ومقتل طاقمها وإصابة الجنود المحتمين خلفها،
حاول العدو سحب الإصابات من منطقة رأس الناقورة، فتم استهدافه بصلية صاروخية وأصابوها إصابة مباشرة. قوة أخرى من جنود العدو عاودت المحاولة لسحب جنود العدو من الآلية المستهدفة فعاود المجاهدون استهدافها بصلية صاروخية أخرى. للمرة الثالثة تحاول قوة أخرى للعدو سحب الإصابات من الآلية المستهدفة فتلقى نفس المصير. وللمرة الرابعة تحاول قوة صهيونية سحب الإصابات من الآلية المستهدفة فتستهدف من جديد بصلية صاروخية. وكل هذا إن دل على شيء فإنما يدل على غباء العدو الصهيوني، حين يكرر نفس الخطأ ويريد نتائج مختلفة.
وفي منطقة الكنيسة بين ميس الجبل ومحيبيب حاولت قوات العدو الإسرائيلي التقدم تجاه المنطقة، إلا أن الجهوزية عالية وبقوة، فقد باشرها رجال الله بضربات صاروخية أجبرت العدو على الانسحاب دون إحراز أي تقدم يذكر.
ووثقت عدسة الإعلام الحربي مشاهد من تصدي المقاومة الإسلامية لمحاولات تسلل قوات العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الجنوبية – القطاع الشرقي. وتعتبر هذه المشاهد الأولى التي ينشرها حزب الله في هذه الحرب، لمحاولة تسلل صهيونية.
ووجهت المقاومة الإسلامية رسالة إلى العدو الإسرائيلي عبر شريط فيديو مصور.. لا تُفكّر إن كنتَ ستُصاب.. فكّر متى ستُصاب.
وأكدت المقاومة الإسلامية أن كل ما سلف من عمليات عسكرية للمقاومة الإسلامية، تم بالتنسيق العالي والكامل واللحظوي بين قيادة المقاومة الإسلامية وغرفة العمليات وصولًا للإخوة المرابطين على خطوط المواجهة الأمامية. مشيرة إلى أن جيش العدو الإسرائيلي، وبعد أيام من إعلانه بدء ما أسماها المناورة البرية في جنوب لبنان، لا يستطيع أن يُظهِر دباباته وآلياته العسكرية للجانب اللبناني خوفًا من استهدافها ويموضعها في أماكن غير مكشوفة، ورغم ذلك يتم استهدافها بالصواريخ وقذائف المدفعية ويتكبد خسائر فادحة.
خلاصة تقدمات العدو، أكدت المقاوم أن العدو فشل حتى ليل الخميس، في السيطرة على أي من التلال الحاكمة التي يحاول التقدم إليها، ويكتفي بالوصول إلى بعض المنازل على أطراف بعض القرى الحدودية بهدف أخذ الصور وتنظيم زيارات إعلامية.
مراسل موقع قناة 12 العبرية “شاي ليفي” كان قد كشف أن المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي اصطحب الصحافيين الإسرائيليين الى المنطقة الحدودية حيث دخلوا بضعة أمتار إلى جنوب لبنان بهدف خدمة “البروبغندا” الإعلامية لجيش العدو الإسرائيلي. مؤكدا أن المتحدث باسم جيش العدو استبعده من الجولة لأنه لا يريد سماع الأسئلة الصعبة. وأضاف “شاي ليفي” قائلاً: “الجيش الإسرائيلي لن يخبركم عن الحدث التي اضطرت فيه مروحية “آباتشي” من إلقاء ذخيرتها من الجو داخل “الأراضي الإسرائيلية”.
العدو يعترف
تأثير العمليات النوعية للمقاومة الإسلامية تظهر جلياً في إعلام العدو الصهيوني فقد ذكرت وسائل عبرية، الخميس، أن جيش العدو أعلن مقتل ضابط من “اللواء 228” وإصابة “جندي” بجروح خطيرة خلال المعارك الدائرة مع حزب الله عند الحدود الشمالية. فيما أعلنت صحيفة “معاريف” العبرية أنه سقط للفرقة “91 ” منذ بدء التوغل البري عند الحدود مع لبنان 5 قتلى و50 جريحًا.
وأكدت وسائل إعلام عبرية إصابة 22 جندياً صهيونيا خلال ال 24 ساعة الماضية، 20 منهم عند الحدود مع لبنان و2 في قطاع غزة.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية من جانبها ذكرت أن حزب الله مع بدء التوغل عند الحدود الشمالية، زاد من معدل إطلاق الصواريخ ما أدى لارتفاع نسبة الأضرار التي لحقت بالممتلكات في المستوطنات الحدودية الشمالية المحتلة، حتى بعد ظهر الأربعاء، ومنذ بدء التوغل البري، تم الإبلاغ عن أكثر من 103 حوادث إصابة مباشرة وأضرار بالممتلكات. لتعلن نفس الصحيفة في وقت لاحق تسجيل 1645 إصابة مباشرة في الأبنية بفعل صواريخ حزب الله في الخط الأمامي للمستوطنات الشمالية عند الحدود مع لبنان.
أما صحيفة “معاريف” العبرية فذكرت أن “سلاح الجو” يقول إن إخلاء الجرحى أكثر تعقيدًا في الساحة الشمالية مقارنة بغزة، من بين أمور أخرى، بسبب التضاريس والتهديدات، وحقيقة أن المناورة البرية في لبنان قريبة من السياج، فإن عملية الإخلاء تتم بطريقة تقوم بتنقل القوات الطبية وإنقاذ المصابين إلى المهابط الموجودة في “الأراضي الإسرائيلية”.
في ذات الصعيد أكدت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي، الخميس، سقوط قتيلين جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه “يرؤون”. كما أكدت وسائل إعلام عبرية سقوط 4 إصابات جراء القصف الأخير من لبنان تجاه الشمال.
حيفا وطبريا وعكا تحت النار
وبالتزامن مع المواجهات البطولية التي يخوضها مجاهدو المقاومة الإسلامية مع ضباط وجنود العدو الإسرائيلي، تواصل مجموعات الإسناد الناري استهداف تحشدات وتموضعات وخطوط دعم جيش العدو الإسرائيلي في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحافة الأمامية وداخل المستوطنات الحدودية داخل الأراضي المحتلة وتحقق اصابات مؤكدة. كما واصلت القوة الصاروخية والقوة الجوية في المقاومة الإسلامية، استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في عمق شمال فلسطين المحتلة، بتدرج يتصاعد يومًا بعد يوم.
ووضعت المقاومة الإسلامية معادلة جديدة، فيما يتعلق باستهداف العمق الصهيوني، حيث أوضحت أن جيش العدو الإسرائيلي يتخذ من منازل المستوطنين في بعض مستوطنات شمال فلسطين المحتلة مراكز تجمع لضباطه وجنوده وكذلك تتواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء استيطانية في المدن المحتلة الكبرى كحيفا وطبريا وعكا وغيرها. وأكدت المقاومة أن هذه المنازل والقواعد العسكرية باتت أهدافا للقوة الصاروخية والجوية في المقاومة الإسلامية، محذرة المستوطنين من التواجد قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظًا على حياتهم وحتى إشعار آخر.
بهذه المعادلة يكون العدو الصهيوني وبدلاً من تحقيق أهدافه في عودة المستوطنين إلى الشمال المحتل، قد تراجع خطوات عدة ووسع من دائرة النار، وضاعف من عمليات النزوح، ما يعني الفشل الذريع للعدو، لن يقتصر تأثيره على المستوطنين وحسب، فالإخفاق مؤشر، على فقدان العدو أوراق الضغط الذي راهن عليها في تغيير المعادلات.
وكانت المقاومة الإسلامية قد صعّدت، الجمعة، من عملياتها النوعية، حيث استهدفت مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية كبيرة، و تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية. كما شنت هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إيلعيزر في حيفا. بالإضافة لقصف تجمع لجنود العدو الإسرائيلي غرب ثكنة راوية وتجمع لقوات العدو الإسرائيلي في مقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا في الجولان المحتل بصليات صاروخية. كذلك استهداف تجهيزات فنية للعدو موضوعة على رافعة في موقع العباد بصاروخ موجه وإصابتها إصابة مباشرة.
وقصفت المقاومة بصليات صاروخية مكثفة، تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في ثكنة “يفتاح” ومحيطها وفي مستعمرات “كفرسولد ” و” يعرا”و” شوميرا”،” كفرجلعادي”، ” كفريوفال” وفي رأس الناقورة وتل شعر مقابل رميش وعند أطراف بلدة بليدا الشرقية الجنوبية وغرب كريات شمونة و جنوبي يارون ثكنة هونين.
ختاما
المقاومة الإسلامية في لبنان اختتمت بيانها العسكري برسائل قوية تعطي انطباعا عن مستقبل المعركة مع العدو الصهيوني بشكل عام، ففي الوقت الذي يحاول فيه العدو الصهيوني، فصل جبهة لبنان عن غزة، مستغلاً بعض أصوات النشاز التي ظهرت عقب اغتيال الأمين العام لحزب الله. إلا أن الجناح العسكري في الحزب جدد العهد لشهيدها الأسمى والأقدس سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله (رضوان الله عليه)، بأن مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ستبقى خالية من المستوطنين حتى وقف الحرب على غزة ولبنان.