مسيّرات حزب الله تخترق المنظومات الأكثر تطوراً في العالم

موقع أنصار الله – متابعات – 11 ربيع الآخر 1446هـ

لقد أثبتت المقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله مجدداً أنها قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي بواسطة سلاح المسيّرات، الذي أثبت نجاعته في هذه المواجهة المفتوحة مع العدو منذ أكثر من عام، وأصاب هذا السلاح العديد من مقرات وقواعد الجيش الإسرائيلي إلا أن “الرقابة العسكرية” عكفت على منع نشر أي من أخبار انفجار المسيرات التابعة لحزب الله طوال السنة الماضية.
فها هو حزب الله يخوض أعتى مواجهة في تاريخه مع كيان العدو الإسرائيلي؛ وبالرغم من اغتيال قادته إلا أنه استعاد المبادرة في الميدان، ولم يستطع العدو حتى الآن التوغل إلى جنوب لبنان وظل عالقاً في الأمتار الأولى لقرى جنوب لبنان، وعلى مستوى الصواريخ لا زال يحافظ على إطلاق عدد حوالي 100-200 صاروخ في اليوم وبالتركيز على منطقة حيفا، بالإضافة لاستخدام المسيرات من حين لآخر لضرب العمق كـ”تل أبيب، وهرتسيليا، وحيفا”.
الفيديوهات التي نشرها المستوطنون للمسيرة التي وصلت هرتسليا السبت الماضي بالإضافة للمسيرة التي أصابت قاعدة “لواء جولاني” في حيفا الليلة، أصابت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بل رئيس أركان الجيش “هرتسي هاليفي” بحالة من الذعر من قدرات حزب الله، وأن القوة الجوية لحزب الله استطاعت اختراق كافة منظومات الاعتراض والرادارات الإسرائيلي الأكثر تطوراً في المنطقة، وأنه لا زال يمتلك القدرات الكاملة في هذا المجال وفي “القوة الصاروخية”؛ بعكس مزاعم قادة العدو مؤخراً، كـ”بنيامين نتنياهو”، ووزير حربه، يوآف جالانت، من “أنه تم القضاء على القدرات العسكرية لحزب الله”.

مسيّرات يصعب اكتشافها
صحيفة “معاريف” العبرية قالت: “لا يوجد لدى “إسرائيل” حالياً نظام اعتراض مخصص للتعامل مع الطائرات المسيرة التي يتم إطلاقها على “إسرائيل” من لبنان وغزة وسوريا والعراق وإيران واليمن”. هذا الأمر أكدته صحيفة “يديعوت أحرونوت” بقولها: الطائرات المسيّرة التي تطلق على “إسرائيل” من الصعب اكتشافها وتتبعها”.
ومن ناحيته، أكد رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، “أن الهجوم الذي نفذه “حزب الله” بالطائرات المسيرة على قاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي “بالعمق” صعب ونتائجه مؤلمة”. على حد قوله.
وقال هاليفي خلال زيارته لقاعدة “جولاني”: نحن في حالة حرب، والهجوم على قاعدة تدريب في العمق، صعب والنتائج مؤلمة”. وفق قوله.
وفي وقتٍ سابق، اليوم، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، بنشر “أسماء الجنود الأربعة الذي قتلوا أمس بهجوم المسيرة، وجميعهم يبلغون من العمر 19 عاماً”. صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية قالت: “إن الجنود الأربعة القتلى في الجيش هم: عمري تمري، يوسف هاييب، يوآف أجمون، ألون أميتاي، وجميعهم قتلوا بانفجار المسيّرة التي أطلقها حزب الله على حيفا”.

كارثة المسيّرة
ووصفت العديد من وسائل الإعلام العبرية، اليوم الإثنين، “حادثة انفجار الطائرة المسيرة التي أطلقها “حزب الله” على قاعدة لجيش العدو الإسرائيلي في حيفا بـ” كارثة المسيرة”. حيث عنونت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في عنوانها الرئيسي بعد استهداف قاعدة لـ”غولاني” جنوبي حيفا: “كارثة المسيرة”.
من جانبها قالت صحيفة معاريف العبرية: “إن هجوم مسيّرة حزب الله على قاعدة “غولاني” جنوب حيفا هو مأساة وحدث صعب ومزعج وإشكالي “للجيش” الإسرائيلي”.
وكان قد اعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل 4 جنود وإصابة إصابة 67 بينهم 7 بحالة خطيرة، اثر هجوم للمقاومة الإسلامية على قاعدة عسكرية اسرائيلية في منطقة “بنيامينا” جنوبي حيفا.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، رسميًا، مقتل 4 من جنود الاحتلال وإصابة 7 بجراح خطيرة، جراء انفجار المسيرة التي أطلقها حزب الله من لبنان، في قاعدة عسكرية تابعة لـ “لواء غولاني” قرب بنيامينا، جنوبي حيفا.
حيفا مثل كريات شمونة
ومن ناحيتها، أكدت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية لـ”حزب الله”، “أنها كانت قد حذرت بأن تمادي العدو الإسرائيلي في الاعتداء على أهلنا الشرفاء في كل بقاع لبنان الصامد، سيجعل من حيفا وغير حيفا بالنسبة لصواريخ المقاومة ومسيّراتها بمثابة كريات شمونة والمطلة وغيرها من المستوطنات الحدودية مع لبنان”.
وأشارت المقاومة إلى “أنها أرفقت هذا التحذير ببعض ما عادت وتعود به طائراتنا المسيّرة “الهدهد” من معلومات عن أهداف عسكرية إسرائيلية “حساسة” ومرافق “حيوية إسرائيلية” في فلسطين المحتلة، وخاصةً في مدينة حيفا المحتلة، مؤكدةً العدو بأنّ المقاومة الإسلامية ترى وتسمع حيث لا يتوقع”.
وقالت غرفة عمليات المقاومة: “إن العدو راهن بأنّ المقاومة الإسلامية لن تتمكن من تنفيذ تهديدها بعدما أقدم عليه من عمليات أمنية دنيئة واغتيال قادتها الأبرار وفي مقدمتهم شهيدنا الأسمى والأقدس سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله (قدس سره الشريف)، ولم يلتفت لتحذيراتها واستمر في التمادي باعتداءاته على أهلنا الشرفاء وارتكاب أبشع المجازر بحق النساء والأطفال، خاصةً في مدينة بيروت والضاحية الجنوبية”.

أصابت العمق رغم تفوّق الكيان
وفي يوليو الماضي، كشف قائد في القوة الجوية في المقاومة الإسلامية (بالقدر المسموح به)، عن قصة تطور القوة الجوية التابعة لحزب الله، مقدماً خلال مقابلة مع جريدة “الأخبار اللبنانية”، “عرضاً أوجز فيه تاريخ بدء العمل في القوّة الجوية، وتطرّق إلى مراحل تطوّر هذا العمل في لبنان، بالتعاون مع الحرس الثوري في إيران، وخصوصاً بعد الانتقال إلى العمل في عالم المسيّرات”.
وأضاف القائد الجهادي: “إذا أخذنا، مثلاً، موضوع الرادارات ومساحات التغطية. فالعادة أن تفصل مئات الكيلومترات بين الرادارات. في دول كبيرة يكون هناك 10 إلى 15 راداراً فقط. لكنّ العدو ينصب راداراً واحداً كل 30 كلم على الحدود معنا. وهو يوزّع على طبقات عدة من الدفاع الجوي أضعاف ما تقوم به أي دولة أخرى».
ولفت القائد الجهادي إلى أن هذا النوع من الانتشار الاستخباراتي للعدو “فرض علينا آلية عمل مختلفة. والأهم، وفّر أمرين: الأول: ملاءمة السلاح المسيّر ليكون قادراً على تجاوز منظومات العدو. في مرات كثيرة، كان العدو يسقط مسيّرات ويتفاخر بما يقوم به، علماً أنها كانت اختبارات واستطلاعاً بالحركة لآليات عمله. وفي كثير من الأحيان كانت طائراتنا تدخل وتعود. وكنا ندخل تعديلات على المسيّرات بما يلائم التهديد الإسرائيلي المتجدّد دوماً. وعندما نقول كنا، نقصد كل قوى المحور وليس حزب الله فقط، علماً أننا صرنا منتجين لهذا النوع من السلاح وبكثرة كبيرة جداً”.
وعن مرحلة ما بعد «طوفان الأقصى»، قال القائد الجهادي: في هذه المرحلة واجهنا فيها أصعب سيناريو كان يمكن أن تتوقعه القوة الجوية في حزب الله، لأن كلّ الخطط لم تكن تقوم على أساس أنّ عملنا سيكون محصوراً بالحافة. مع ذلك، بدأنا مهام الاستطلاع، ثم التنفيذ.
وقال القائد الجهادي: “عملياً، نحن نعرف، والعدو يعرف، أن منظومات الدفاع الجوي عنده، بما فيها سلاح الطيران، تعمل على هدف واحد اسمه المسيّرات. وهذا ما يجعلنا نقول إنه السيناريو الأصعب. وعلى العدو أن يعلم، وهو يعلم، أنه في حالة الحرب الشاملة، سيكون أمام زخم من نوع آخر، من المسيّرات والأسلحة الأخرى… وهنا نتحدث عن شيء مختلف تماماً عمّا يراه اليوم. العدو يعرف ما الذي يحصل اليوم، كون القوة الجوية مقيّدة كثيراً الآن. لذلك هناك سؤال دائم لدى قادة العدو السياسيين والعسكريين: ما الذي يمنع حزب الله من ضرب أي هدف إستراتيجي وحسّاس؟”.
ويلفت القائد في القوة الجوية إلى «أننا اليوم في حقل تجارب مهم جداً. وتعلّمنا الكثير في أشهر قليلة. في بداية الحرب، كانت نسبة النجاح قليلة. لكن، مع الوقت، انقلبت الآية. وبعدما خبرنا عدوّنا، وتعلّمنا من الميدان، وأدخلنا تكتيكات جديدة، انقلبت الموازين والفعالية وارتفعت نسبة النجاح. ونحن نقول إننا في القوّة الجوية حدودنا السماء. ونعمل ليل نهار، ونعرف أنّ العدو ليس غافياً. وقد وصلنا إلى مرحلة بتنا قادرين فيها على تحديد الثغرات عنده، والتنبّؤ بخطواته. وبينما كان العدو مطمئناً إلى أننا غير قادرين على مجاراته، بات مصدوماً الآن، لأنه لا يعرف الإجابة عن سؤال مثل كيف أنّ كلّ طائرات العالم تتأثر بالتشويش، بينما تذهب مسيّراتنا وتعود. وعندما نقول إننا نعمل على معالجة الأمور، فهذا يعني أنّ كل الخبراء في محور المقاومة يعملون على هذا الأمر، بمَن في ذلك إخواننا في الحرس الثوري في إيران”.
وعن آليات العمل، يلفت القائد الجهادي إلى أنه “قبل الحرب، كنا نحتاج إلى إذن خاص، حتى نعرف كيف نحرّك مسيّراتنا الاستطلاعية. الآن، فتحت الحرب المجال لكلّ أنواع الاختبارات. ولو أننا مقيّدون بمساحة العمل ونوعيّته. لكننا لا نتوقف عن العمل. ونحن نجهّز ونطور ونسعى إلى شيء جديد. وما يساعدنا في القوة الجوية أن سلاح المسيّرات ديناميكي جداً، ومرن للتطوير، وكل التقنيات الجديدة بات في إمكاننا إضافتها إلى كلّ ما لم نستخدمه من مسيّرات”.
وأشار القائد الجهادي إلى العلوم المتقدّمة في عالم المسيّرات بقوله “هناك ما يتعلق ببرامج الذكاء الاصطناعي. والكل يعلم أنّ الإمام القائد السيد علي الخامنئي، قال قبل سنوات أنّ عام 2021 هو عام الذكاء الاصطناعي، وطلب من الجميع الاهتمام بهذا العالم. ونحن نعتبر طلب السيد القائد بمنزلة الأمر. وليس في مقدور العدو الإسرائيلي أو الأميركي الادعاء بأنه يحتكر هذا العلم. وقد دخلنا هذا العالم حتى قبل توصية السيد القائد. ولذلك نقول بثقة إنّ العدو لم يرَ إلا القليل من بأسنا، وسيرى المزيد”.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com