انتفاضة السكاكين في فلسطين: عمليات طعن حصدت عشرات “الإسرائيليين”
موقع أنصار الله || أخبار عربية ودولية || ما يقارب العام والنصف عام على بداية أحداث ما يعرف بالانتفاضة الفلسطينية الثالثة، أو ما يحبذ أن يطلق عليه البعض انتفاضة السكاكين في الضفة الغربية، والتي بدأت في أواخر أكتوبر 2015، وهي مواجهات أخذت طابعاً فردياً غير منظم شنها شباب فلسطينيون بما توفر لهم من أسلحة، استهدفت تارة أفراد الجيش الإسرائيلي على الحواجز التي تفصل بين مدن الضفة الغربية وقراها، وتارة استهدفت تلك الهجمات المستوطنين “الاسرائليين”، إما داخل القدس أو على ما يعرف الخطوط والشوارع السريعة الخارجية القريبة من المستوطنات وأماكن تمركز المستوطنين.
اتسمت هذه الموجة باستخدام الشباب الفلسطيني السكاكين كسلاح فعال في تنفيذ عشرات عمليات الطعن، لتتخذ هذه الموجة مسمى “انتفاضة السكاكين”.
اُسلوب جديد استخدمه الفلسطينيون، أضيف اليه اُسلوب عمليات الدهس، أرهق اجهزة الأمن الإسرائيلية لعدة أسباب، أهمها كوّن معظم منفذي هذه الهجمات لا ينتمون لتنظيمات فلسطينية بعينها، بالتالي يصعب التنبؤ بهم او بخطواتهم ومتابعتهم.
السبب الآخر من بين تلك الأسباب المتعددة، اتسام تلك العمليات بالمباغتة، من حيث الزمان والمكان والهدف، وعدم انحسارها بجنس معين، فقد نفذت فتيات فلسطينيات في مقتبل العمر، عدداً من هذه العمليات الى جانب الشبان الفلسطينيين، ما أربك اجهزة الأمن الإسرائيلية في مواجهة هذا النوع الجديد من العمليات القائم على استخدام السلاح الأبيض، او المركبات، وليس عمليات إطلاق النار او العمليات التفجيرية، كما شهدته الانتفاضة الثانية، التي كانت تحت مظلة وتخطيط التنظيمات الفلسطينية بالأساس.
تمكنت عمليات الطعن هذه من حصد عشرات “الاسرائيليين” في أماكن متفرقة من الضفة والقدس، و النتيجة مقتل منفذها فورا من قبل الجيش “الاسرائيلي”، لكن في المقابل يتهم الجانب الفلسطيني “الاسرائيليين” بالشروع في تنفيذ عمليات إعدام ميداني بحق عشرات الشبان الفلسطينيين تحت ذريعة قيامهم بمحاولة تنفيذ عمليات طعن هنا وهناك.
الجانب الفلسطيني يؤكد أن الجيش “الاسرائيلي” نفذ عشرات عمليات الإعدام الميدانية تحت ذريعة الاشتباه بما يطلق عليه” تنفيذ عمل عدائي”. الأمر الذي ينفيه الجانب “الاسرائيلي”، ليبقى مثار جدل واتهام متبادل بين الجانبين .
انتفاضة السكاكين ومنذ أكتوبر ألفين وخمسة عشر، تشهد تصعيداً في المواجهات تارة، وخفوتاً في حدة المواجهات تارة اخرى، حتى بات يطلق عليها حرب استنزاف من نوع جديد، تحكمها المتغيرات والظروف الميدانية، ولا تحكمها القرارات السياسية أو أجندة التنظيمات.
في المقابل، تشهد المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية مواجهات يومية مع قوات الجيش “الاسرائيلي”، الذي يشن عمليات اقتحامات، وتفتيشات، واعتقالات بحق الفلسطينيين، ناهيك عن عمليات الهدم المستمرة لقرى بأكملها، آخرها قرية أم الحيران في صحراء النقب، بالإضافة إلى بيوت العشرات من الفلسطينيين في القدس والضفة تحت حجة عدم الترخيص، كما عمد الجيش الإسرائيلي إلى هدم بيوت منفذي عمليات الطعن أو الدهس، كإجراء عقابي يهدف لردع الفلسطينيين.
ابرز تلك العمليات التي جرت مؤخرا، عملية دهس شهدتها القدس، استهدفت تجمعاً لجنود اسرائيليين، ما أسفر عن سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح، لترد اسرائيل بسحب اقامات أفراد عائلة المنفذ، وإبلاغهم باخلاء منزلهم تمهيداً لهدمه.
وفِي آخر تصريح تناقلته وسائل إعلام فلسطينية صادر عن الجيش “الاسرائيلي”، فقد بلغ مجموع العمليات التي نفذها الفلسطينيون منذ اكتوبر ألفين وخمسة عشر، حوالي 143 عملية طعن، و 89 عملية إطلاق نار، و39 عملية دهس ، و9 عمليات زرع والقاء عبوات ناسفة، حسبما صدر في البيان، وذكر التقرير أن 81% من العمليات نفذت على أهداف عسكرية للجيش الاسرائيلي ، فيما تم إغلاق 43 مصنعاً لتصنيع الأسلحة، فيما تم مصادرة 450 قطعة سلاح مختلفة حسبما افاد التقرير.
أما فيما يخص عمليات إلقاء الحجارة فقد أوضح التقرير أن 826 عملية إلقاء للحجارة سجلت في النصف الثاني من العام ٢٠١٦.
كما ذكر التقرير أن عدد المنازل التي تم هدمها والتي تعود لمنفذي تلك العمليات، بلغ نحو 40 منزلاً في الضفة والقدس، فيما تم اعتقال اكثر من 3369 فلسطينياً.
وكالة القدس للأنباء