أمريكا تتخبط في اليمن، و”إسرائيل” إلى الزوال أقرب
موقع أنصار الله. تقرير | إسماعيل المحاقري
لا نهاية تلوح في الأفق لحرب الاستنزاف التي يخوضها كيان العدو الإسرائيلي في غزة ولبنان، مع الجبهات المساندة من اليمن والعراق، واحتمالية اتساع الصراع ليشمل إيران بكل قوتها وترسانتها العسكرية في ظل التهديد الإسرائيلي بالرد على عملية الوعد الصادق2، والواضح أن هذا الكيان ليس لديه أية فرصة لتحقيق أهدافه المعلنة، وبدون أمريكا والغرب الكافر لا يمكنه الصمود لأشهر أو حتى أسابيع، وهذا ما أثبتته عملية طوفان الأقصى منذ ساعاتها الأولى، فالعجز في مواجهة كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية بإمكاناتها المحدودة، في مقابل ما يمتلكه العدو من عتاد، وعدة، وتكنلوجيا متطورة كان أكبر من أن تغطيه جرائم حرب الإبادة، والتدمير لعام كامل أو الذهاب في اتجاه اغتيال القادة الشهداء في لبنان.
الدعم والغطاء الأمريكيين سر التوحش الصهيوني بغزة
كيان العدو، لم يقرر شن عدوان شامل على قطاع غزة، إلا بعد التزام واشنطن والغرب الكافر بمساندته ودعمه بالسلاح والمال وتوفير الغطاء السياسي لكل جرائم حرب الابادة والتجويع التي يرتكبها بحق الغزيين، والأمر ليس سراً ولا يخفى على أحد إذ أكدت التصريحات الأولية للرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي تفاخر بصهيونيته عقب عملية طوفان الأقصى أن واشنطن تقف إلى جانب كيان العدو وهو ما كان بالفعل من خلال وضع الخطط العسكرية وتقديم المشورة وأفتك أنواع القنابل الأمريكية لقتل الشعب الفلسطيني، وكذلك الدعم المالي الذي تجاوز 14 مليار دولار، بموازاة الضغط على مجلس الأمن لمنع اتخاذ قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية لأكثر من مرة وقاسمت أمريكا الدعم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكثير من الدول الأوروبية والأسيوية التي وصل بها الحال لقطع التمويل عن وكالة الأونروا.
أمريكا تجرب أسلحة جديدة في اليمن
نتيجة لفشلها في تقويض القدرات اليمنية ووقف العمليات المساندة لغزة بغاراتها العدوانية المتواصلة من البحر والجو منذ ما يقارب العام، تتجه الولايات المتحدة للتصعيد في اليمن، بسلسلة غارات استهدفت مناطق في صنعاء وصعدة مستخدمة هذه المرة قاذفات “B-2” التابعة للقوات الجوية الأمريكية، في تطور لافت لا يشير كما تزعم وزارة الحرب الأمريكية على قدرة أمريكا على استهداف المرافق المحصنة تحت الأرض، بل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك خسارة واشنطن في مهمتها الدفاعية عن كيان العدو الصهيوني في الجولة الأولى، ويتبين للعالم أجمع أن بيانات “البنتاجون” السابقة عن استهداف الصواريخ والقدرات اليمنية كلها محض افتراء وإلا لما تم إدخال أحدث ما تملكه القوات الأمريكية من قاذفات.
كذلك فإن استخدام قاذفات الشبح الأمريكية، دليل على حالة الخوف، والهلع الأمريكي من امتلاك اليمن أسلحة جوية مفاجئة، ويقينها بوجود صواريخ فرط صوتية قادرة على اختراق كل أنظمة الدفاعات الغربية، ويمكنها الوصول إلى الأراضي الفلسطينية في أي وقت ومكان تحدده القيادة اليمنية، على أن هذا الاعتداء – وإن تواصل- لن يضعف قدرات القوات المسلحة، أو يفرض عليها التراجع من مبدأ الإسناد لفلسطين ولبنان.
أمريكا أخذت على عاتقها حماية الملاحة التجارية للعدو
مع دخول اليمن كجبهة مساندة لغزة ومقاومتها الباسلة، والإعلان عن منع مرور سفن العدو أو تلك المرتبطة به في البحر الأحمر والبحر العربي وفرض حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة أخذت الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب بريطانيا على عاتقهما تشكيل تحالف بحري لحماية سلاسل إمدادات العدو التجارية، ودفعت الاتحاد الأوروبي لتشكيل تحالف آخر يدعى “سبيدس” لأداء نفس المهمة، وحتى مع الفشل الذريع في تقويض القدرات اليمنية، وفك الحصار عن ميناء “إيلات” الذي أعلن إفلاسه، إلا أن أمريكا لا توفر جهداً، ولا وسيلة، إلا واستخدمتها لإدامة جرائم حرب الإبادة في غزة ولبنان، ومحاولة التحكم في كرة اللهب بحيث لا تكبر وتشعل معها الكيان والمنطقة.
أمريكا تعزز دفاعات كيان العدو الجوية
في العام الثاني من العدوان الصهيوني الغاشم على غزة والذي امتد إلى لبنان بذات الأساليب والوحشية المفرطة في قتل المدنيين والبنى التحتية، قررت الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز دفاعات كيان العدو الإسرائيلي الجوية بالإعلان عن إرسال نظاماً متقدماً مضاداً للصواريخ “ثاد” مع قوات أمريكية لتشغيله، والهدف من ذلك هو توفير الحماية لهذا الكيان وتشجيعه على توسيع رقعة الصراع، بالتمهيد لتنفيذ اعتداءات جديدة ضد الجمهورية الإسلامية في إيران وذلك في أعقاب الفشل الصهيوني الذريع في التصدي لصواريخ عملية “الوعد الصادق2” والتي جاءت رداً على جريمة اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية الذي أغتيل في طهران والشهيد القائد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
الأمر ليس استثنائياً، فسبق لأمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وبمشاركة الأردن وغيرها من دول التطبيع، التصدي لبعض الصواريخ، والطائرات المسيرة التي أطلقت من إيران في عملية “الوعد الصادق1” كرد على اغتيال مسؤول إيراني في قنصلية بلاده بسوريا.
“إسرائيل” تعيش لحظة غير مريحة
تشير تقارير غربية إلى أن كيان العدو يعيش لحظة غير مريحة بعد مراكمته الفشل في مواجهة الفصائل الفلسطينية بغزة والضفة أولا، ثم التورط بحرب استنزاف أخرى في لبنان، وأول وجوه الفشل هو الإخفاق في استعادة الأسرى وتفكيك حماس، إضافة إلى ما صنعه العدو من كارثة إنسانية كبرى سيحاسب عليها، قادته في نهاية المطاف.
وفي ظل استمرار المواجهات بفاتورة حساب مفتوحة من دول محور الجهاد والمقاومة وبالأخص حزب الله فالكيان سيدفع الثمن في اقتصاده واستقراره وانعدام الأمن لمستوطنيه حتى داخل يافا المحتلة “تل أبيب” ومعها تستمر الهجرة العكسية وإلى حد يصعب على الولايات المتحدة تقليصها والحد من آثارها وتبعاتها.