عصا السنوار

موقع أنصار الله | أدب وشعر |د. أحمد علي الهارب

 

“يحيى” دعتكَ وأرضعتكَ شجونها

 

أملاً لتحيا بالخلاص سنونها

 

ورأتكَ تنشأُ لاجئاً في أُمَّـة

 

خذلتك قبلُ.. وما بكتكَ جفونها!

 

وحملتَ منها في قيامك ثورةً

 

تأبى الركوع.. وما حنتكَ سجونها

 

وخرجتَ حُرّاً ثائراً مُستبصراً

 

وغدوتَ طوفاناً يدك حصونها

 

وبرزتَ ممتشقَ السلاح تسومها

 

سوء العذاب وتستثير جنونها

 

ولقد رأوكَ.. ودون غزة تفتدي

 

مُهَجَ الرفاق ولا تهاب منونها!

 

ورأوكَ حين على الرزايا تصطفي

 

نصرَ القضية لو فؤادك دونها!

 

ورأوك ترحل واقفاً لم تنحني

 

للشوك روحكَ وامتطيتَ متونها

 

ورأوكَ أقرب من رقاب علوجهم

 

لولا “شماغُكَ” لارتجفن عيونها

 

وعلى الرباط تشدُّ يُمناكَ التي

 

شهدت.. ويسرى في جهادك عونها

 

وبدت عصاكَ تشق آفاق المدى

 

وبمثل “يحيى” تستطيل غصونها

 

بالكاف تلقفُ كُـلّ وهمٍ خادعٍ

 

ولسوف تفلقُ كُـلّ بحرٍ نونها

 

وببذل مثلك سوف تبقى آيةً

 

حتى على الرمق الأخير نصونها

 

وسُراكَ تسقي كُـلّ غيمٍ نازفٍ

 

يا برق غزةَ والجهاد مزونها

 

علِّل جراحَ الأقربين… فبذلها

 

من فيض جودك والثبات يقينها

 

ولقد شهدتَ على طريقكَ صادقاً

 

وقروح جسمكَ ما وهاكَ ثخونها!

 

ورفعتَ هيهات المذلة رايةً

 

والنفسُ لا يرضى الدنيّةَ دينُها

 

وأقمتَ حُجّتك العظيمة باعثاً

 

جمرَ القضيّة في محيط وهُونها

 

ورسمتَ من وعد الخلاص مآثراً

 

بقباب أولى القبلتين يرونها

 

وعلى كتابك للحياة خلاصةٌ

 

هذي عصا السنوار كن أَو كونها!

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com