منازل أهالي الضفة المحتلة تتحول قسرًا إلى ثكنات لجنود العدو الصهيوني
موقع أنصار الله – متابعات – 26 ربيع الآخر 1446هـ
يجبر “جيش” العدو الإسرائيلي عائلات فلسطينية في بلدات عديدة بالضفة الغربية المحتلة على إخلاء منازلهم قسرًا، ويقوم بجعلها “ثكنات عسكرية” بذريعة “تنفيذ مهام عسكرية ومراقبة”، لكن الواقع يُظهر أنها عمليات “تنغيص وتنكيل بالأهالي”، كما يؤكد أحد سكان بلدة سنجل الواقعة إلى الشمال من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، تعرض منزله، مؤخرًا، للتخريب والتكسير، وبقوة السلاح، تم طرده من بيته مع عائلته لمدة يوم كامل.
في الأشهر الأخير تزايدت سيطرة جنود العدو الصهيوني على منازل فلسطينية لعدة أيام، بعد إخلائها من ساكنيها وتحويلها إلى “نقاط عسكرية” وإلى “أشبه بفنادق لجنوده” بحجة تنفيذ عمليات أمنية.
حوّلوا المنزل لنقطة تمركز قناصة
أحمد طوافشة (62 عامًا)، أحد سكان بلدة سنجل، يروي في حديث لوكالة “الأناضول” تفاصيل تحويل شقة بمنزله إلى ثكنة عسكرية من قبل قوة إسرائيلية.
يقول: “قبل عدة أسابيع اقتحمت قوات من جيش الاحتلال منزلي وحولته لثكنة عسكرية دون سبب، والمنزل مكون من عدة شقق يسكنها أبنائي، وقد تم السيطرة على إحداها بشكل كامل لتصبح نقطة عسكرية للمراقبة والرصد في المنطقة”.
ويضيف: قناصة الاحتلال تمركزوا في الشقة، وغيّروا ستائرها لتتلاءم مع ألوان زي القوات الإسرائيلية ثم أطفأوا الإنارة داخل المنزل”.
ويتابع: “دون حق سيطروا على المنزل بقوة السلاح، وعاثوا فيه فسادًا، أرهبت النساء والأطفال. أُبلغنا بنية الجيش البقاء في المنزل ليوم كامل، وكنا نسمع أصوات قوات تخرج وأخرى تدخل لا نعلم ما يجري في المنزل”.
ويمضى بالقول: “مُنع كل من بالشقق المجاورة من الدخول أو الخروج، وبقينا يومًا في مصير مجهول”.
“لك أن تتخيل يأتي عدوك ويأخذ بيتك ويحوله لنقطة عسكرية ويمنعك من التجوال والحركة، ويراقب أبناء بلدتك من نافذتك دون وجه حق”، يتابع طوافشه حديثه متنهدًا.
سيطرة بقوة السلاح
حال طوافشة عاشته أيضا عائلة الفلسطيني سامح شبانة في البلدة ذاتها. لكن شبانة تعرض منزله المكون من ثلاثة طوابق للتخريب والتكسير من قبل القوات الإسرائيلية ولم يكتفوا بـ طرده مع عائلته “ليتشتتوا لمدة يوم كامل في بيوت الأقارب في البلدة”.
ويوضّح: “قبل نحو شهر اقتحمت قوات من جيش الاحتلال منزلي في البلدة واعتلوا السطح. دمروا أثاث ومحتويات البيت، ومُنعنا من الحركة لأكثر من 12 ساعة، وتم تكبيل الشباب واعتقالهم والتنكيل بهم في معسكر للجيش نقلوا إليه دون سبب”.
ويضيف: “ما لا يقل عن 12 جنديًا اقتحموا المنزل وجعلوه نقطة عسكرية”.
وعن دوافع “جيش” العدو الإسرائيلي يقول شبانة: “لا يوجد أي مبرر. الاحتلال يدعي أنه ينفذ مهام عسكرية ومراقبة، لكن الواقع يقول إنها عمليات تنغيص وتنكيل بالسكان”.
ويتابع: “قوات الاحتلال تحوّل المنازل إلى نقاط عسكرية وحتى أشبه إلى فنادق لجنودها الذين يعيشون فيها يأكلون ويشربون ويتمتعون بيومهم على حساب البيوت والأهالي”.
ويسكن في منزل شبانة عائلته وعائلة شقيقه بإجمالي 50 فردًا كلهم تشتتوا ليوم كامل ومنهم من اعتقل ونُكل به.
“بعد أن انسحب الجيش من المنزل وجدنا دمارًا كبيرًا فيه، إذا ما كان ينفذ مهمة أمنية لمراقبة فلسطينيين لماذا يدمر الأثاث ويعيث في المنازل فسادا؟”، يتساءل شبانة في ختام حديثه.
استباحة وانتهاك
عشرات العمليات المشابهة نفذها وينفذها “جيش” العدو الإسرائيلي في بلدات بالضفة الغربية، وكان أبرزها، مؤخرًا، في بلدتي جلبون وعانين بمحافظة جنين شمالي الضفة الغربية.
ياسر ياسين، أحد سكان بلدة عانين، يقول في تقرير “الأناضول”، المشار إليه أعلاه، إن”الجنود اقتحموا منزله، وأرغم على إخلائه وتحويله إلى نقطة عسكرية”، لافتًا إلى أنه وجد نفسه مجبرًا على “اللجوء إلى منزل ابنته” في البلدة حتى دون أن يتمكن من أخذ أي من حاجته الشخصية.
ويضيف: “القوات استباحت البيت بكل محتوياته بحجج أمنية غير معروفه، لكنها في الحقيقة تضييق وانتهاك للحقوق الخاصة”.