الشيخ قاسم: نتنياهو أمام مشروع يتخطى فلسطين ولبنان وسنجعله يستجدي لوقف العدوان
موقع أنصار الله – متابعات – 4 جمادى الأولى 1446هـ
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024، أن عملية “طوفان الأقصى” أوجدت مساراً جديداً يختلف عما كان عليه واقع المنطقة، مبيناً أنه في حرب الإسناد عمل كل المحبين لفلسطين والمؤمنين بتحريرها أن يكونوا جنباً إلى جنب معها.
كما أكد الشيخ قاسم خلال كلمة مصورة، في ذكرى مرور 40 يوماً على استشهاد القائد حسن نصرالله، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام مشروع كبير جداً يتخطى غزة وفلسطين ولبنان إلى الشرق، متعهداً بأن يجعل العدو الإسرائيلي هو الذي يسعى إلى المطالبة بوقف العدوان.
وأوضح أن خطوات هذا المشروع هي أولاً إنهاء وجود حزب الله، والخطوة الثانية احتلال لبنان ولو عن بعد في الجو والتهديد وجعل لبنان شبيه بالضفة الغربية، والخطوة الثالثة هي العمل على خارطة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن فلسطين التي أعطت في غزة أكثر من 43 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح مع كل الدمار والخراب والإجرام الذي ارتكب بحقها ولكنها عصية واقفة ثابتة جامدة وستنتصر.
ونوه الشيخ قاسم إلى أن عوامل القوة عند الإسرائيلي هي الإبادة، وقتل المدنيين، والظلم، والاحتلال، والتصرف بوحشية وهذا نراه في غزة ولبنان، مضيفاً: “أن عنصر القوة الذي ينتفع به الإسرائيلي هو الطائرات أما العنصرين الجيش والقتل والإجرام فهما سلبيان تماماً لأن الإجرام والإبادة، هذا له انعكاسات على مستقبل الكيان”.
وأوضح، أن العدو استدعى خمس فرق على الحدود مؤلفة من 65 ألف من الجنود والضباط على قاعدة أن يدخلوا إلى لبنان بعد أن فقد لبنان بحسب اعتقاده قيادة المقاومة.
وأكد الأمين العام لحزب الله، أن الإسرائيلي وجد أن مستوى المواجهة كان كبيراً جداً، وهو يخشى من الالتحام لذا اقتصر إلى الآن على هذه الجبهة الأمامية وهو يعلن أنه لم يعد لديه أهداف إضافية لأنه واجه مقاومة صلبة.
وتعهد الشيخ قاسم، بأن يجعل يجعل الإسرائيلي يدرك تماماً أنه في الميدان خاسر وليس رابحاً وهذه الخسارة ستمنعه من تحقيق أهدافه.
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى الواقع الحالي أن لبنان أمام حرب إسرائيلية عدوانية بدأت منذ شهر وعشرة أيام تقريبا.
واضاف “سأتحدث عن توصيف الواقع الذي نعيش فيه، نحن أمام حرب إسرائيلية عدوانية على لبنان بدأت منذ شهر وعشرة أيام تقريبا”، وتابع “كانت بعد حرب الإسناد التي نشأت بعد طوفان الأقصى، الذي أوجد مسارا منذ سنة يختلف تماما عن الواقع الذي كانت فيه المنطقة وكان فيه الكيان الإسرائيلي”.
وأكد الشيخ نعيم قاسم، “نحن الآن وصلنا إلى حرب إسرائيلية عدوانية على لبنان منذ شهر وعشرة أيام، لم يعد مهمًا كيف بدأت الحرب وما هي الذرائع التي سببتها، المهم أننا أمام عدوان إسرائيلي.”
واضاف عن العدوان الاسرائيلي على لبنان “ماذا يقول عنه نتنياهو؟ يقول إنني لا أحدد موعدا لنهاية الحرب، لكنني أضع أهدافا واضحة للانتصار فيها. ما هي أهدافه؟ في الكلمة نفسها بعد أن التقى هوكشتاين وخطب في الناس قال “إننا نغير وجه الشرق الأوسط.” وتابع “إذاً نتنياهو أمام مشروع كبير جدا يتخطى غزة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط. ما هي خطوات هذا المشروع من خلال الحرب على لبنان؟ هناك ثلاث خطوات”.
وأعلن عن حزب الله للحرب وقال “نحن منذ سنة 2006 أي بعد عدوان تموز وبعد الوعد الصادق نستعد بكل أشكال الاستعداد تدريبًا وتسليحًا وعديدًا وإمكانات في المجالات المختلفة لأننا نتوقع هذه النتيجة التي وصلنا إليها”. وختم قائلاً “كنا نتوقع أن تحصل الحرب في يوم من الأيام ولذلك استعدينا. نحن الآن في حالة دفاعية لمواجهة هذا العدوان والأهداف التوسعية التي أرادها”.
وقال الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن العدو الاسرائيلي توقع القضاء على حزب الله باستهدافاته لعديده وقادته وهو لم يعلم أنه يواجه حزبًا ومقاومة لديها ثلاثة عوامل قوة أساسية وهي العقيدة والمقاومون والاستعدادات.
وأضاف: “توقع العدو أن ينهي المرحلة الأولى، يعني إنهاء حزب الله، بعملية البايجر واللاسلكي واغتيال القيادات وعلى رأسهم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، وهذا ما يمكن أن يسهّل عليه أن يجتاح لبنان، ولذلك أحضر خمس فرق على الحدود مؤلفة من خمسة وستين ألف من الجنود والضباط، على قاعدة أن يدخلوا إلى لبنان بعد أن فقد لبنان، بحسب اعتقاده، قيادة المقاومة وارتبك بهذا العمل الكبير على المستوى الأمني”.
وتابع “العدو لم يلتفت ولم يعرف أنه يواجه حزبًا ويواجه مقاومة لديها ثلاثة عوامل قوة أساسية، يجب ان يضعها نصب عينيه، أولا المقاومون والحزب يحملون عقيدة إسلامية صلبة راسخة تجعلهم يقفون مع الحق والثبات والتحرير والاستقلال والعزة والكرامة بشكل لا يمكن أن يزعزهم شيء، هذه العقيدة الموجودة”.
وأكمل: “ثانيا، المقاومون في هذا الحزب أعاروا جماجمهم لله، لا يبحثون عن الدنيا، يعرفون أن نجاحهم في الدنيا قبل الآخرة أن يكونوا مقاومين في مواجهة الاحتلال”.
وتحدث عن الاستشهاديين والمفهوم الخاطئ تجاههم وقال “كل المقاومين عندنا هم استشهاديون، ولكن يوجد خلل وخطأ عند الكثيرين فهم يعتبرون أن الاستشهادي يريد الذهاب إلى الموت، وهو غير صحيح، فالاستشهادي هو الذي لا يهاب الموت ولا يخاف الموت، هذا هو الاستشهادي”.
وأردف “لذلك اليوم المرابطين على الحدود، هل تراهم يكشفون صدورهم من أجل أن يقتلهم الإسرائيلي حتى يذهبوا إلى الله تعالى؟ لا أبدا، هم يقتلون ويقاتلون ويصمدون ويحرصون على إيقاع الخسائر وأن يبقوا على قيد الحياة. إذاً كيف يكونون استشهاديين؟ هم لا يهابون ولا يخافون. بل يتمنون على الله تعالى أن يأتي أجلهم وهم في الميدان وهم في المعركة. هذا هو الاستشهادي”.
وأوضح أن “عامل القوة الثالث هو الاستعدادات التي هيئناها من إمكانات وسلاح وقدرات وتدريب، وبالتالي أصبحنا أمام ثلاثة عوامل قوة تعطي مقومات الحياة العزيزة”.
قال الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن توقف الحرب الاسرائيلية على لبنان مرتبطة بأمرين وهما الميدان والجبهة الداخلية الاسرائيلية. واكد انه لا يوجد مكان في الكيان الإسرائيلي ممنوع على طائرات أو صواريخ حزب الله، معلنا ان “الأيام آتية، والأيام الماضية كانت نموذج.”
واضاف “متى تتوقف هذه الحرب العدوانية؟ بوضوح كامل اقول لكم ان قناعتنا أن أمراً واحداً فقط هو الذي يوقف هذه الحرب العدوانية، وهو الميدان بقسميه، الحدود ومواجهة المقاومين للجيش الإسرائيلي على الحدود، والثاني هو الجبهة الداخلية وأن تصل إليها الصواريخ والطائرات حتى تدفع ثمناً حقيقياً وتعلم أن هذه الحرب ليست حرباً قابلة لأن ينجح فيها الإسرائيلي”.
وتابع “أطمئنكم، بالنسبة للحدود، يوجد لدينا عشرات الآلاف من المجاهدين المقاومين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثباب. طبعاً لا يوجد عشرات الآلاف الان على الحدود، لكن يوجد بدائل كثيرة، والعديد الموجود هو ما تتحمله جبهة الحدود، والإمكانات متوفرة، سواء في المخازن أو أماكن التموضع وكذلك بطرق متعددة. لا تخافوا على الإمكانات، الحمد لله، هي موجودة وقابلة لأن تمدنا لفترة طويلة إن شاء الله تعالى”.
واعتبر ان “الأمر الثاني بالنسبة للجبهة الداخلية، ستصرخ إسرائيل، ستصرخ من الصواريخ والطائرات، وبالتالي لا يوجد مكان في الكيان الإسرائيلي ممنوع على الطائرات أو الصواريخ.” وأكد “على كل حال، الأيام آتية، والأيام الماضية كانت نموذج، والذي سيحصل سيكون أكثر فأكثر”.
وأعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الحزب لن يبني توقع وقف العدوان على حراك سياسي، ولن يستجدي لإيقاف العدوان، مضيفا: بالنسبة إلينا خيارنا الحصري هو منع الاحتلال من تحقيق أهدافه.
واضاف “نحن لن نبني توقع وقف العدوان على حراك سياسي، ولن نستجدي لإيقاف العدوان، سنجعل العدو هو الذي يسعى إلى المطالبة بوقف العدوان، لأن كل العوامل الأخرى مع اندفاعات نتنياهو ومع اعتقاده أنه يستطيع ان يحقق شيء لا تنفع”.
وتابع: حتى نحن الآن لا نبني لا على الانتخابات الأمريكية، سواء نجحت كامالا هاريس أو نجح دونالد ترامب، لا يوجد لهم قيمة بالنسبة لنا، ولا نعول على الحراك السياسي العام، ولا نعول على أن نتنياهو اكتفى ببعض المكتسبات، كلا، اننا سنعول على الميدان، وسنجعل نتنياهو يدرك تماماً أنه في الميدان خاسر وليس رابحاً، وهذه الخسارة ستمنعه من تحقيق أهدافه.
ورادف “نحن بالنسبة إلينا كحزب الله، كمقاومة، خيارنا الحصري هو منع الاحتلال من تحقيق أهدافه، ما سيتطيع ان يحقق؟ حتى الان على الجبهة الأمامية لم يستطيع تحقيق ما يريد، وبالاعتداء على الناس لم يستطيع تحقيق ما يريد، محاولة التهجير والنزوح من أجل أن يضغط من خلال الناس علينا لم ينجح به لأن هؤلاء الناس يعشقون المقاومة، أولادهم مقاومة، أرواحهم مقاومة، بيوتهم مقاومة، مستقبلهم مقاومة”.
وأكمل “العدو حاول أن يقوم بفتنة بين النازحين والمستقبلين، ولكنه فشل ايضا، لأن المستقبلين أيضا يدركون أن الخطر ليس على النازحين فقط، ليس على المقاومة فقط، الخطر على كل لبنان، ولذلك هذا التفاعل أنا اعتبره جزء لا يتجزأ من المقاومة”.
وزاد: “النازح الآن في الموقع المقاوم، مستقبل النازح من الجمعيات والمؤسسات والطوائف والبلدات المختلفة والشخصيات، كلهم يساهمون في المقاومة، لأن هذا جزء من حماية الظهر أثناء المواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي”.
تحدث الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن قوة المقاومة، معتبرا انها قوية بقوة استمرارها وبقوة الإرادة والمواجهة. واضاف “قوة المقاومة، اذا كانت المقاومة هي يعني ذلك أنها لا تُصاب ولا تُضرب ولا تتأذى، او لا يتأذى الناس، هذا خطأ”.
وتابع “المقاومة قوية لا تعني أنها يوجد عندها سلاح مثل ما يوجد عند العدو الإسرائيلي. لا يوجد اي مرة في التاريخ كان يوجد لدى اي مقاومة إمكانات تساوي إمكانات الدولة أو العدو أو الكيان أو المستبد أو المتعمد، لا يوجد أبدًا”.
واستطرد “دائما كانت المقاومة إمكاناتها لا تقاس من حيث النسبة، لكن قوة المقاومة بقوة استمرارها، رغم الفوارق في الإمكانات العسكرية، قوة المقاومة بقوة الإرادة والمواجهة، بهذه نحن أقوى”.
وأعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان لدى حزب الله عامل هام وقوي يمنعها من السقوط وهو المقاومون الذين اقسموا على تحرير الوطن وعدم البيعة لاي كان، فاما النصر او الشهادة. واضاف “النتيجة انه ليس في قاموسنا إلا الرأس المرفوع والانتصار للمقاومة، مع هؤلاء المقاومين الشرفاء الأبطال، الذين سجدوا لله ولن يسجدوا لأحد على الإطلاق في هذا العالم، والاستشهاديون الذين باعوا جماجمهم وأنفسهم لله تعالى، لا يمكن إلا أن ينتصروا، هؤلاء سيبقون في الميدان”
وقال الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الثمن الغالي من الدماء والشهداء وصمود المقاومة والناس، أقل من ثمن الاستسلام والخضوع، واكد انه “ليس في قاموسنا إلا في الصبر والتحمل والبقاء في الميدان حتى النصر”.
وأوضح “الثمن الغالي من الدماء والشهداء وصمود المقاومة والناس، هذا الثمن لابد من دفعه من أجل أن نصل إلى الانتصار، وتأكدوا انه على عظمته فهو أقل من ثمن الاستسلام والخضوع، وهذا الاستسلام والخضوع لا يوجد عندنا بل عند غيرنا، لكن نحن في هذا الاتجاه”.
وتابع “ليس في قاموسنا إلا استمرار المقاومة، كبيرنا وصغيرنا، استمعوا للمقابلات مع الاطفال ذكورا واناثاً، هم يرعبون العدو الاسرائيلي بكلامهم، فهم بأعمارهم الصغيرة جدا، ومنهم عمره 5 سنوات ومنهم عشر سنوات، يتكلمون عن المقاومة والقوة والاستعداد والتحمل، وانهم سينتصرون على إسرائيل، هذا يعني أن ما هو في داخلهم قوة لا يمكن أن تؤدي إلا إلى الانتصار”.
وفي السياق، أكد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الامين العام الشهيد السيد حسن نصرالله فاز بالشهادة وهو “قائد قدوة، مربّ ملهم، شجاع مقدام، علم في مدرسة الولاية، راية لتحرير فلسطين”.
وأكد الشيخ قاسم أن الشهيد السيد نصرالله “هو قائد قدوة، مربّ ملهم، شجاع مقدام، علم في مدرسة الولاية، راية لتحرير فلسطين، كلماته نور هداية، مواقفه نهج الحياة العزيزة، سكن القلوب في أصقاع الأرض كرمز للمقاومة. عرّفه إمامنا القائد الإمام الخامنئي دام ظله بأن قال عنه “هو لا مثيل له”، وهذا تعريف عظيم. “
وشدد الشيخ قاسم أن السيد نصرالله “بنى حزبًا مقاومًا على ثوابت الإسلام المحمدي الأصيل، منهجه منهج الولاية كجزء من الإيمان وحياة الاستقامة. بنى حزبًا يجمع شرائح المجتمع بأسرها”، مؤكداً أن ان حزب الله “هو حزب الكبار والصغار والنساء والشيوخ والعجزة، هو حزب الأحرار والمقاومين والشرفاء، هو حزب المثقفين والعاملين وكل شخص يمكن أن يكون جزءا لا يتجزأ من هذا الحزب الذي بناه هذا القائد العظيم.”
وأوضح “هو حزب يقاوم ويعمل لبناء الوطن، يقاوم في مواجهة العدو الإسرائيلي، ويعمل لبناء الوطن في الواقع السياسي الداخلي، وفي كل المؤسسات التي ترتبط بهذا الواقع”. واعتبر ان حزب الله “حزب له هيكلية منظمة وامتداد في كل الميادين، الثقافية والسياسية والجهادية والاجتماعية والتربوية والاستشفائية. في كل الميادين هذا الحزب الذي بناه يعمل.”
واستطرد قائلاً “المقاومة في هذا الحزب أساس متين عدداً وقوةً وتخصصاً وإيماناً وشجاعةً وتحدياً لأعتى الأعداء”، وقال عن السيد نصرالله “لقد أحيانا في حياتنا وأحيانا في مماته، سيبقى حياً في شهادته”، “وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتٌۢ ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ”، وشدد على أن السيد نصرالله “سيستمر معنا ونستمر معه وستبقى المقاومة وتكبر وتكبر”.