لا يصح أن يكون هنالك “هدنة” أو وساطة في مشكلة “دماج” أبدا ويجب أن تحل المشكلة فورا ونهائيا وبدون أي تأخير
استمرار التعاطي مع حالة التوتر والصراع في "دماج" بالطريقة التي تجري الآن يحولها إلى عنوان إعلامي وسياسي للتحريض الطائفي والتجييش العسكري وتجميع العناصر الإرهابية من كل أنحاء العالم إلى اليمن . دماج اليوم تفتح باب الارتزاق المحلي والعربي لكل من يريد أن "يطلب الله" ويتقرب بمن يسميهم الشيعة مهرا للحور العين وان على حساب حياة اليمنيين وامن واستقرار بلادهم . تحت يافطات الجهاد في سبيل الله ضد الروافض الشيعة من أبناء صعده اليمنية سينط إلى الجبهة كل من هب ودب من ضعاف النفوس وأدوات الصراع الإقليمي إلى اليمن ومن ثم إلى دماج .. وهذا ما تلعبه وسائل الإعلام اليوم في تعاطيها مع أخبار دماج والوساطة الذاهبة إليها والقادمة منها بدون نتيجة -لان أحدا لا يريد نتيجة أصلا- من هذه الوساطة فضلا عن نجاحها بقدر حاجته إليها لإطالة أمد الصراع وتوفير أسبابه وعوامله ولتكون مادة للتناول الإخباري اليومي وباتجاه التجييش ذاته وبدون وعي من بعض أعضائها وبوعي من بعضهم الأخر. من متابعتي المحدودة لبعض وسائل الإعلام المعنية بأجندات الحرب وتأجيج الصراع في دماج والمنطقة لاحظت ان المطلوب الآن هو تأجيج الصراع وتوفير عوامله إعلاميا وسياسيا وليس حل المشكلة وان الوساطة وأخبارها فضائيا والقول بأنها "فشلت آو نجحت ومن أفشلها ومن أنجحها الخ" هو جزء لا يتجزء من هذه المهمة الشريرة حتى بعض الفضائيات التي تدعي رفضها للخطاب المذهبي هي الأخرى وقعت في المطب وغرقت في إيراد تفاصيل تداعيات الخطاب المذهبي التحريضي للخصم وبما يؤدي إلى النتيجة نفسها أي التجييش والتحفيز للصراع !. الحل بسيط ولكن ! —- مطلوب حل المشكلة فورا ونهائيا وبدون أي تأخير أو تأجيل أو هدنة أو أي كلام فارغ من هذا النوع والمسؤولية هنا هي مسئولية الرئيس أولا والحكومة ثانيا وأنصار الله ثالثا والقوى السياسية في الائتلاف ومؤتمر الحوار رابعا ووسائل الإعلام والمثقفين وكل المعنيين بأمن واستقرار اليمن عاشرا … الحل بسيط جدا إذا ما امتلك الرئيس وبقية الأطراف المعنية للإرادة السياسية الكافية والشعور بمسئوليتهم لحل المشكلة تماما ونهائيا ويمكن تلخيصه على النحو التالي :- – سحب جميع المسلحين من أبناء المنطقة سواء من داخل دماج او من محيطها وإبدالهم بعناصر الشرطة وقوات من الأمن المركزي والجيش وبقرار من الرئيس ووزارتي الدفاع والداخلية. – إخراج جميع المسلحين اليمنيين القادمين من خارج صعده وإعادتهم إلى مناطقهم فورا والتحقيق مع كل من يشتبه منهم بأنه يتبع تنظيمات متطرفة وإرهابية آو سبق أن اتهم أو اعتقل أو حوكم بتهم إرهابية . – إخراج كل المقاتلين الأجانب من إدماج ومحيطها ومن اليمن عموما وتسليمهم إلى بلدانهم من قبل الأجهزة الأمنية المختصة ومنع دخول أي أجنبي مطلوب امنيا من قبل حكومته الشرعية إلى أراضي الجمهورية اليمنية وإبعاد كل من يدخل إليها بطرق غير مشروعة – قيام الدولة بمسئوليتها الكاملة في الإشراف على العملية التعليمية في معهد دماج الديني وحماية المدرسة والطلاب والمدرسين من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية المختصة وضمان حق الطلاب والمدرسين في تدريس القران والحديث والعلوم الدينية وفقا لعقيدتهم ومذهبهم الفقهي بحرية وتحت إشراف الدولة ووزارة التربية والتعليم والأوقاف والسلطة المحلية بما في ذلك الإشراف على المناهج وبما يضمن عدم خلق تكريس ثقافة التكفير والتطرف والإرهاب والصراع المذهبي – منع الحوثيين آو أي طرف غير الدولة التدخل في شئون مدرسة الحديث الشرعية خارج إطار الدولة ومؤسساتها وتحت أي صورة من الصور . إذا لم تسارع الدولة والحكومة فورا إلى إنهاء المشكلة نهائيا وبأسرع وقت ممكن ووفقا للخارطة السابقة والمفترضة يكون الأمر خطيرا ! -ويكون على أبناء صعده وأنصار الله وسلطة صعده المحلية ووجهائها وكل الحريصين على امن واستقرار المحافظة وكل المتضررين من جعل دماج عنوانا للصراع والتجييش المذهبي والإرهابي عليهم جميعا تدارس الأمر وسرعة إنهاء المشكلة وبدون تأخير وبما يضمن نفس الرؤية السابقة أي حرية المعتقد من ناحية وإخراج جميع المسلحين الأجانب من دماج ومحيطها من ناحية أخرى. …… مرة أخرى من الخطأ الاكتفاء بالوساطة لعمل هدنة مؤقتة لان ذلك لن يعمل شيئا سوى تأجيج الحرب وتصعيب حل المشكلة أكثر وأكثر يبقى أن أقول بان من يرفض أي حل يضمن حرية المعتقد وحضور الدولة وإخراج المسلحين ومنع أن تكون دماج عنوانا للصراع والتجييش المذهبي وبأسرع وقت ممكن فهو كذاب في دعاوية حول طلاب العلم في معهد الحديث السلفي وعن مظلوميتهم من ناحية وبأنه داعية فتنة وغطاء للإرهاب والحروب المؤجلة على اليمن واليمنيين من ناحية أخرى ومعظم من يتناولون الأمر اليوم في وسائل الإعلام وبعض اطر السلطة من هذا النوع الشرير وبلبوس مختلفة *أنصار الله في الحوار ! —- موقف أنصار الله في مؤتمر الحوار غريب عجيب وبدل ما يعترضون على خطورة التحضير للحرب ويحملون السلطة وأطراف الحوار مسئولية الصمت تجاه ما يجري من تحريض وتحشيد مكشوف وعلني يتحدثون عن قضايا لا علاقة لها بما يجري على الأرض وبما يعانيه اليمنيين من فتاوى تكفير وتحريض على القتل العلني وانفلات امني مريع ومن اختطافات واغتيالات سياسية ممنهجة وكل جريمة تليها أخرى ولا من شاف ولا من دري. *لن يفلحوا ! —– المعركة الطائفية المزعومة غير متوفر شروطها في اليمن وان جهدوا على نشوبها كثيرا مثل هذا النوع من الحروب يحتاج الى طرفين عموديين يتحفز احدهما لقتل الاخر على اساس عقيدته الدينية ومذهبه الفقي وهذا غير متوفر في اليمن البتة لا لدى ابناء المذهب الشافعي ولا لدى ابناء المذهب الزيدي او حتى اتباع المذهب الاسماعيلي ولا حتى لدى الشلفيه الدعوية نفسها . اليمنيون ليسوا طوائف او اقوميات وليسوا دوائر مغلقة عن بعضها البعض كما هو الحال في اماكن اخرى من العالم وعل العكس تماما علاقة اليمنين الاجتماعية قوية ومتينة ومكثفة ولا يفصلهم المذهب لا في زواجهم ولا في احزانهم ومناسباتهم ولا في صلواتهم وطقوس عباداتهم وفضلا عن بيتوهم وحاراتهم بل ومقابرهم ايضا وهو ما يجعل امكانية الصراع على اساس الخلاف الفقهي او المذهبي مستحيلا وسرعان ما يكتسب الصراع الديني – اي صراع ديني يفتعله طرفا ما – الى حروب قبلية وثارية بعيدا عن المعتقد او الدين . وعلى هذا فلن تفلح كل الفضائيات الممولة في التحريض على القتال المذهبي بين اليمنيين مهما كذبت او بالغت أو ادعت أو حتى سبت أو شتمت ليس لأنه تحريض من طرف واحد وليس لأنه من طرف الجيران في الخارج ومرتزقتهم في الداخل وهم معزولين اجتماعيا بل ولا ن عوامل الصراع على أساس ما يدعونه – شيعية – سنية – غير موجودة أصلا . نعم قد تقوم الحرب المزعومة وفقا لهذا التحريض او لأسباب تتعلق بغياب الدولة او بإرادة البعض لتفجيرها هنا أو هناك ولكن الحرب ستكون محصورة بين مقاتلي أنصار الله وأنصارهم في اليمن وفي أماكن بعينها من ناحية وبين القوى المتحالفة لتدمير سورية من ناحية أخرى ….ولن يشترك فيها اليمنيون على أساس مذهبي او طائفي البتة فلا تتعبوا أنفسكم أيها الاشقاء الأشقياء ! *تغريدة لو كانت الحرب الطائفية ممكنة ومتوفر شروطها في اليمن وبين اتباع المذاهب اليمنية لما اضطروا الى استقدام مقاتلين من الخارج لهذه المهمة في بلد كل ابنائه من مقاتلين !