إعلام القوى التقليدية وقاعدة ” يلبسون الحق بالباطل “
قد ينخدع الكثير (من قاصري الوعي والفهم الحقيقي لمجريات ما يحدث ) عندما تسٌاق إليهم الكثير من الأكاذيب والافتراءات على أنها حقائق وأحداث حصلت في الواقع ، وذلك عبر وسائل إعلامية مأجورة أصبحت بالفعل اقرب إلى الأبواق الإعلامية ، وليس وسائل إعلامية محايدة تتحرى المصداقية في تناولها للأحداث.
أذكر هنا الوسائل الإعلامية التي تستخدمها حالياً بعض القوى التقليدية والأدوات الخارجية التابعة لأمريكا في إثارة زوبعة إعلامية حول ما يجري في دماج بغية تزييف الحقائق في مسعى منها الى تحويل الصراع السياسي في البلاد إلى صراع طائفي ، وإثارة فتنة مذهبية ، والعمل على تضليل وعي الناس وتعبئتهم بثقافات مغلوطة خدمتاُ لأجندات خارجية ومشاريع صهيوامريكية.
فلقد أصبحت تلك الوسائل الإعلامية بمثابة قنوات لبث سموم الطائفية المُقيتة ، وإذكاء نار الفتنه المذهبية، وتمزيق النسيج الاجتماعي
إلى درجة أن البعض من قاصري الوعي والمغرر بهم (وهو يتلقى سموم تلك الأبواق) لا يستطيع النوم جزناُ وآلماً لما يتعرض له طلاب العلم في دماج من سفك لدمائهم ، بل سيضل يصلي تهجداً ويدعو تضرعاً لخالقه رب العالمين طوال الليل لإنصاف أولئك الطلاب !!.
فعندما يقوم الشخص الواعي بجولة في أروقة عالم الصحافة والإعلام للتعرف عن كثب لحقيقة ما يجري من أحداث فأنة بلا شك يدرك ويتبين له عندما يسمع ويشاهد ويطالع ما يسوقه إعلام القوى التقليدية من تزييف للحقائق ويدرك تماماً أن ذاك الإعلام يعمل وفق قاعدة " يلبسون الحق بالباطل"، ليتضح جلياً ان هذا الإعلام يتبع أعداء الله أمريكا وإسرائيل ويديره وبموله في البلاد أدوات أمريكا.
على وفق ذلك تداولت عدة وسائل إعلامية (بل أبواق إعلامية ) حملات من الأخبار الملفقة التي لا تمد للحقيقة بصله ، ومقالات تهدف إلى تزييف الحقائق وإثارة الفتنة الطائفية ومحاولة تشويه سمعة أنصار الله " الحوثيين " الأمر الذي جعلني أسرد بعضاً منها والتي كُتبت على وفق قاعدة " يلبسون الحق بالباطل" وللقارئ إدراك الصدق من الكذب :
- نُشر تقرير إعلامي في إحدى المواقع الالكترونية حقيقة ما يحصل في دماج ، وقد تضمن ان منطقة دماج تحوي داراً للعلم يتوافد إليه الطلاب من شتى بقاع الجمهورية من كلاً من مديريات وعُزل ال سعود ، ليبيا ، الصومال ، الجزائر ، تونس ، ، أفغانستان ، باكستان ، السنغال ، موزنبيق ، وفرنسا ….الخ .
ويبين التقرير أن هؤلاء تركوا مناطقهم التي يسكنون بها وأرزاقهم التي يعيشون عليها وذهبوا لطلب العلم في منارة العلم " بدماج " ، الأمر الذي أزعج بشده المليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثيين " الروافض المجوسيين" التي تعمل على محاربة الدين والسنة ، والتي تسيطر حالياً على صعده وبعض المناطق المجاورة لها بعد ان ارتكبت أبشع الجرائم بحق أبناء صعده طيلة ست حروب عبثية سقط خلالها الآلاف من الضحايا وتهدمت المساجد والمنازل وشُردت النساء والأطفال ، وكل هذا تنفيذاً لأجندات خارجية ، ومشروع إيراني مجوسي في المنطقة .
فعمدت جماعة الحوثيين " الروافض " على انتهاج سياسة التحريض المذهبي ضد طلبة العلم ، وعملت بشتى الوسائل على التحريض ضدهم من توزيع للمنشورات التحريضية ، وإصدار الفتاوى بجواز الجهاد ضدهم ، وقطع الطريق لمنع الوصول إليهم كونهم فئة مارقة على الدين الحنيف ! ….. بل عملت أكثر من ذلك وانتهكت سيادة البلاد وقامت باستيراد وحشد المقاتلين المرتزقة وذلك من أكثر من 120 دولة أجنبية والتي منها دول مملكة ال الصيفي ، جمهورية الطلح ، سلطنة سفيان ، جمهورية كلاُ من مران ، ضحيان ، سحار ، ، بالإضافة إلى رحبان ، الخفجي ،…..الخ
ذلك سعياً لإخراج أبناء دماج من أرضهم ووطنهم وهدم منازلهم وتشريدهم ،وانتهاك أعراضهم وقتل النساء والأطفال ، وقامت بنقض العهود والاتفاقيات المبرمة ، واعتمدت على الأجانب في التفاوض مع طلبة العلم ! .. ، وما ذنب هؤلاء العزل هو أنهم يطلبون العلم في وطنهم !؟
- إزاء ذلك فقد خرج بعض الكتاب عن صمته وعبر بشجاعة أدبية غير مسبوقة في عالم الصحافة في مقال نُشر في أحد المواقع الالكترونية التي يتحرى المصداقية في نقل الحقائق ، حيث تحدث الكاتب عن ما تقوم به جماعة الحوثيين " الروافض " من جرائم عابره للدول لصناعة الموت لليمنيين ، من خلال ما تقوم به من عمليات تصديرهم إلى الخارج لقتلهم هناك ، واستيراد مقاتلين اجانب لقتلهم في بلادهم وذلك من خلال ما تقوم به من حملات لتجنيد وتدريب شباباً مغرر بهم مستغلة ظروفهم المعيشية الصعبة ، وتصديرهم وإرسالهم لقتال النظام السوري ومناصرة أخوانهم الثوار المجاهدين ، حيث ان معظم أولئك الشباب لا يعودون إلى بلادهم أحياء بل أموات في توابيت !
بالإضافة إلى القيام باستيراد المقاتلين المرتزقة من عدة دول أجنبية لقتل اليمنيين وتشريدهم من منازلهم وإخراجهم من بلادهم وموطنهم ، وأردف الكاتب قائلاً ان ذلك يدخل في سياق عشق الروافض لسفك الدماء بحق اليمنيين.
كما أوضح كاتب أخر قائلاً أن دماج ما زالت منذ أشهر في مرمى نيران الحوثيين "الروافض المجوسين" وقصفهم المستمر لمنازل المواطنين ، ويفرضون عليها حصاراً خانق ، وانه لا يدخل إليها الدواء ولا الغذاء سوى بعض الشحنات من الأسلحة المتوسطة والثقيلة والذخائر عن طريق ممرات أمنه بمساعدة من أناس خيرين والذي للأسف تم إلقاء القبض عليهم مؤخراً بتهمة تهريب الأرز !.
في السياق نفسه فقد نشر أحد المواقع الالكترونية تقريرا ً تم تسريبه يتضمن إمكانية قيام جماعة الحوثيين بارتكاب جرائم إبادة بحق أبناء دماج مستخدمة الأسلحة الكيميائية وذلك بعد فشل الجماعة في اقتحام دماج بالأسلحة التقليدية واستبسال أبنائها في الدفاع عن أنفسهم بالأسلحة البيضاء ، وذلك بعد اتفاق سري بين الجماعة والنظام السوري والذي يقضي بتزويد سوريا للحوثيين بالسلاح الكيميائي مقابل وقف الجماعة إرسال المقاتلين للقتال في سوريا .
- كما تداول ناشطون على صفحات التداول الاجتماعي فيس بوك وتويتر أخباراً غير مؤكدة بأن إيران قد أعطت الأوامر لقائد جماعة الحوثيين بالتخلي عن ترديد شعارهم المعروف " بالصرخة " وذلك في ضل التقارب الإيراني الأمريكي الحاصل مؤخراً ، وان إيران مستعدة مقابل ذلك بتزويد الجماعة بقنبلة نووية تستخدمها الجماعة لإبادة دماج ومن فيها من على الأرض ، والذي اعتبره مراقبين ومحليين بأنه يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ، وحرباً كونية للعلماء والمتعلمين ولاقى سخطاً واسعاً بين أوساط المفسبكين والمغردين!
في نهاية الجولة الاستطلاعية لما يقوم به إعلام القوى التقليدية من تزييف للحقائق فأنة ليس المغزى في ما ذكره أنفا هو السخرية والاستهزاء ولكن ان نخرج إخواني القراء الأعزاء بحقيقة هامه هي ضرورة أن نتبين ونتأكد من صحة الأخبار التي يتم تداولها هذه الأيام من قبل الفاسقين ، وفي هذه المرحلة بالتحديد قبل ان نصيب قوماً بجهالة ، لان المولى عز وجل وهب لنا نعمة عظيمة هي نعمة العقل لنعرف من خلاله الحق من الباطل ، ونميز الخبيث من الطيب .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) صدق الله العظيم