دائماً الهروب إلى صعدة
كلما شعرت القوى السياسية ممثلها في الحكومة بالفشل في ادارة البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا و وصلت الى طريق مسدود للتسوية بن فرقاء الحكم نجده تتواجه الى فتح جبهات صراع داخلي واختلاق فوضه امنيه وسياسيه لحرف انظار المجتمع واشغاله بالحالة الأمنية واستقرار البلاد وقد تم مارست هذه السياسية خلال العقود الماضية كثيرا وكانت ذات جدوى واسهمت بصوره مباشره في اطالت عمر الحاكم واليوم نجد اصحاب القرار يمارسون نفس السياسية بدون تغيير بغية اطالة عمر القوى السياسية الحالية والتي لفضها المجتمع في ثورة التغيير .
منذ عام 2003 م والى اليوم ومحافظة صعده تعتبر المتنفس السياسي لتخفيف الضغوط المسلطة على القوى الحاكمة كما انها ورقة الضغط البديلة لما جري ويجري في الجنوب من اضطهاد وتدمير وكذلك ورقة الابتزاز المناسبة اقليميا ودوليا واليوم نجد الورقة السلفية في دماج اكبر دليل على ذلك والتي اصبحت ورقة ضغط مباشره على انصار الله يتم من خلالها تشويه سمعتهم وجعلهم في حالة توتر وصراع مستمر و يتم ادارتها من قبل النافذين والعسكريين والقوي الدينية والتي تقدم التسهيلات الحركية من خلال السماح بتوافد الاجانب الى اليمن بصوره شرعيه او غير شرعيه وتقديم الغطاء لهم وكذلك تقديم الدعم العسكري عبر توفير الأسلحة والتدريب الفني بحيث اصبح توقيت تحريك ورقة دماج يتزامن مع أي حراك سياسي في مؤتمر الحوار او في العملية السياسية او في المنطقة بصوره عامه كما يصاحب التحرك على الارض تحرك اعلامي عاطفي من قبل آلة اعلاميه ضخمه تمارس التضليل والتغذية الفكرية وتعطي غطاء ديني وسياسي واجتماعي كما تمارس هذه القوى السيطرة على تحركات لجان الوساطة وتقوم بعرقلة اعمالها واستخدامها كوسيله لتخفيف الضغط عنهم للحفاظ على تواجدهم لحين تحقيق اهدافهم ومن ثم تقوم بالموافقة على الصلح والذي يكون مؤقت لحين الاحتياج لهذه الورقة من جديد وتوازيا مع هذا التحرك يتم تحريك ورقة القاعدة في الجنوب بصوره تظهر وضوح المشروع واهدافه المتمثلة باستهداف التحركات الوطنية في الشمال والجنوب .
وعليه فان الهروب من متطلبات البناء والتحديث والتحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تواجه اليمن واللجوء الى شن الحروب والهجمات والاعتداءات الإرهابية و الاغتيالات والتغطية الإعلامية و رمي الاتهامات يمين وشمال من خلال حملات اعلاميه مشبوهه تهدف الى شق الصف اليمني وتدمر مكونه الاجتماعي و الذي ضمن لهم الحقوق والحريات طول العقود الماضية و حافظ على تواجده الجميع يدل وبدون شك على الافلاس السياسي والاقتصادي والاجتماعي وعدم القدرة على التنافس الشريف نظرا لعدم امتلاكهم مشروع وطني قومي واخيرا لو كان لديكم نية لإصلاح البلاد لكانت السنتين الماضية كافيه لتغيير المجتمع كليا بدون الحاجه الى استجلاب الماضي البعيد و القريب وخلق حالات من العداء الوهمي والتذرع به هروبا من الواقع بدلا من التوجه والتركيز على المفيد للمجتمع . —