“فيتو” أمريكي رابع يدعم حرب الإبادة في غزة، وقرار للجنايات” يزعج قادة الصهاينة
موقع أنصار الله . تقرير | إسماعيل المحاقري
جرائم حرب إبادة جماعية، وتجويع لا مثيل له في العصر الحديث يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة والضفة منذ ما يزيد عن عام، ونتج عن ذلك استشهاد قرابة ستين ألف فلسطيني مع المفقودين، وجرح أكثر من 100 ألف آخرين، مع دمار هائل للمنازل والبنى التحتية والسكان البالغ عددهم مليونان ونصف المليون فلسطيني على حافة المجاعة وعشرات الآلاف من الأطفال يصارعون الموت نتيجة تفشي مرض سوء التغذية وشلل الأطفال.
كل هذا وأكثر، لم يهز الضمير الإنساني العربي والعالمي، ولم يحرك في واشنطن ساكنًا لتمتنع عن استخدام “حق الفيتو” لعرقلة قرارات مجلس الأمن الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة والسماح بتدفق المواد الإغاثية.
وبمزاعم أن القرار الجديد الذي يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، لا يربط بشكل كاف وقف إطلاق النار بالإفراج الفوري عن الأسرى الصهاينة استخدمت الولايات المتحدة “الفيتو”؛ لعرقلة القرار وبالتالي منح جيش العدو الغطاء السياسي ومزيد من الوقت لاستمرار جرائم حرب الإبادة في غزة.
أمريكا و”الفيتو” تاريخ من الدعم لكيان العدو.
ومنذ بدء العدوان على غزة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) 4 مرات ضد وقف إطلاق النار، قبل أن تتقدم هي بمشروع قرار عارضته بالفيتو روسيا والصين، لسماحه ضمنيًا باستمرار قتل الغزيين وتمكين العدو من الإفلات من العقاب، وإطلاق يده لاجتياح رفح، وهو ما لفت إليه المندوب الدائم لروسيا في مجلس الأمن.
تاريخيًا ومنذ تأسيسه في سنة 1945م كان للولايات المتحدة نصيبًا وافرًا من حالات استخدام “الفيتو” بمجلس الأمن لتعطيل القرارات الدولية، واللافت أن غالبية هذه القرارات التي تتجاوز 114 كانت تصب في مصلحة كيان العدو الإسرائيلي، إما لمنع إدانة جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، أو تعطيل قرارات تساند حق الأخير في استعادة أرضه وحماية المقدسات.
المال والسلاح وسائل أمريكية أخرى لدعم الكيان الغاصب
وضمن دعمها اللامحدود كشف “معهد واتسون الأمريكي” أن حجم صفقات المساعدات العسكرية الأمريكية لكيان العدو بلغت خلال عام 40 مليار دولار، منها التوقيع على صفقة مع شركة (بوينج) لشراء 25 طائرة مقاتلة من طراز (F-15IA) مقابل 5.2 مليار دولار، وهو مبلغ يتجاوز إجمالي المساعدات السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل بنحو 1.4 مليار دولار، في ظل المؤشرات على زيادة هذا الدعم خلال فترة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وهو ما يؤكد ثبات السياسة الأمريكية في دعمها للعدو الإسرائيلي تحت تأثير اللوبي اليهودي وذلك لإخضاع المنطقة والسيطرة على مقدراتها وخيراتها.
الجنائية الدولية تأمر باعتقال نتنياهو وغالانت بتهم “جرائم حرب”
في سابقة تاريخية أزعجت قادة الكيان وداعميه الأمريكيين، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق “يوآف غالانت”، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة ولاستخدامهما التجويع سلاح حرب، كما تشمل الاتهامات القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.
أوامر الاعتقال وإن كانت لا تشمل كافة قادة العدو القتلة المجرمين، إلا أنها خطوة مهمة على طريق إعادة رد الاعتبار لقيم العدالة والدفاع عن الإنسانية، لا سيما وشواهد الإبادة في غزة لا يمكن للولايات المتحدة أو أي مسؤول صهيوني أن ينكرها، أو يخفيها مهما استدعى من شعارات سخيفة كمعاداة السامية، أو أطلق تهديدات لإرهاب المحكمة وقضاتها وهو ما لاقى مباركة وتعهد كثير من الدول على تنفيذ القرار، باعتباره ملزمًا ومن شأنه أن يقيد حركة المجرمين أو على الأقل بث الرعب والقلق في أوساطهم.
وكي لا نسرف في حجم التفاؤل بصحوة الضمير العالمي فجأة، وبالتالي تحرك عاجل لمجلس الأمن لوقف الوحشية الصهيونية والإجرام الممتد ضد الشعب الفلسطيني لأكثر من سبعة عقود، لأن العبرة بالخواتيم لتصحيح المسار لأن المساواة بين الضحية والجلاد خطأ يشكك في عدالة أي محكمة، ويؤكد أن الضغوط الأمريكية والتهديدات تفعل فعلها.