أمريكا تكرّر النموذج السوري: تلزيم نفط شبوة لشركة أمريكية
||صحافة||
بعد أيام من وصول قوات أميركية إلى محافظة شبوة النفطية شرق اليمن، أعلنت شركة «هنت أويل» الأميركية عودتها إلى تشغيل قطاع «خمسة جنة هنت» الواقع في مديرية عسيلان في المحافظة نفسها. وقالت الشركة في بيان إن عودتها لتشغيل القطاع، الذي تخلّت عنه قبل تسع سنوات وجرى تسليمة للجانب اليمني، جاء باستدعاء من قبل شركة «الاستثمارات النفطية» اليمنية الخاضعة لسلطة الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي. ورأى مصدر نفطي في صنعاء في حديث إلى «الأخبار» أن تسليم شركة «الاستثمارات النفطية» القطاع الأهم والأغنى في اليمن للمشغّل الأميركي السابق «مؤامرة جديدة تستهدف السيطرة على الثروة النفطية. وبذريعة حماية المصالح الأميركية، سيُستدعى المزيد من القوات الأميركية إلى المحافظة الواقعة على البحر العربي».
وأشار المصدر إلى أن «هذه التحرّكات تدفع نحو تقويض أي مساع أممية لإنهاء الانقسام النقدي والمالي في اليمن، كون النفط أحد مرتكزات الحل لهذا الانقسام»، موضحاً أن «إعلان الشركة الأميركية عودتها لتشغيل القطاع النفطي الواقع في نطاق القطاع 18 الذي يحتضن أكثر من 10 تريليونات قدم مكعب من الغاز اليمني المسال، في أعقاب وصول قوات أميركية إلى محافظة شبوة، يؤكد أن الولايات المتحدة تحاول تمرير نموذج إدارة ونهب النفط السوري في اليمن». ولفت المصدر إلى أن «رد صنعاء سيكون باللغة التي تفهمها أميركا وفي الوقت المناسب أيضاً».
صنعاء: الردّ سيكون باللغة التي تفهمها أميركا وفي الوقت المناسب أيضاً
وبحسب الوثيقة الصادرة عن شركة «الاستثمارات النفطية» اليمنية، والموقّع عليها من قبل المدير التنفيذي الموالي لحكومة عدن، عبد الله عمير، سُلّمت إدارة قطاع خمسة النفطي في محافظة شبوة لشركة «هنت أويل». واللافت في الأمر أن حكومة عدن حاولت تسويق الصفقة بأنها جرت بين شركة حكومية نفطية وأخرى أميركية من دون أن تعلم هي بتفاصيلها، وسعت إلى تبرئة وزارة النفط التابعة لها من فضيحة تسليم أهم القطاعات النفطية اليمنية للشركة الأميركية التي كانت المتحكّم الرئيسي بالمئات من الآبار النفطية التي تنتج أكثر من 40 ألف برميل خام يومياً منذ أكثر من 20 عاماً، على رغم أن وزارة نفط عدن هي من أجبرت شركة «الاستثمارات النفطية» على تسليم القطاع بكل أصولة لشركة «بترومسيلة» عام 2021.
وطبقاً لما ورد في الوثيقة الصادرة عن الشركة اليمنية، التي تسمى اختصاراً «وايكوم»، فإن اجتماعاً عقدته إدارة الشركة مع الشركاء بتاريخ 18 تشرين الثاني الجاري «لتعيين مشغّل بديل في ضوء تسلّم الشركة خطاب استقالة شركة بترومسيلة الحكومية، المشغّل السابق للقطاع مطلع الشهر الجاري»، ألا أن خبراء نفط، منهم المهندس عبدالغني جغمان، قالوا إن «ذريعة شركة الاستثمارات النفطية غير مقبولة وغير مبرّرة بأن تسلم القطاع لشركة هنت. وكان الأحرى بها تشغيل القطاع من دون تمكين هنت من العودة».
وفي الوقت الذي سبق لصنعاء أن حذرت الشركات الدولية من مخالفة العقود المتفق عليها معها، مؤكدة اتخاذها الإجراءات الكفيلة بحماية القطاعات الإنتاجية النفطية في المحافظات الخارجة عن سيطرتها، تجاهلت شركة «هنت» رد فعل صنعاء في حال عودتها لتشغيل القطاع النفطي في شبوة، وخاصة أن الأخيرة أعلنت حظر تصدير النفط منذ ثلاث سنوات.
الاخبار اللبنانية: رشيد الحداد