حسين القاضي: الشهداء ضحوا لأجل الجميع والوفاء لهم ولأسرهم عنوان هام ضمن مسؤولياتنا جميعاً
يحتفي الشعب اليمني المجاهد بالذكرى السنوية للشهيد من الـ12 إلى الـ19 من جمادى الأولى من كل عام، لاستذكار شهداءنا، ونستذكر معهم مظلومية أمة، وعدالة قضية، وقيماً وأخلاقاً ومبادئ جسَّدوها في الواقع، وقدّموا بصبرهم وتضحياتهم وعطائهم الشاهد الصادق على عظيم تلك القيم، وعلى عدالة تلك القضية.
فحينما نستذكر شهداءنا فإنَّما نستذكر معهم الدروس والعبر الخالدة، المؤثرة، العظيمة، المهمة التي نحتاج إليها دائماً؛ لتزيدنا عزماً إلى عزم، وقوةً إلى قوة، وروحاً وثَّابة في استشعار المسؤولية، والمواصلة للسيرِ في الطريق، لنواصل المشوار معاً حاملين للراية، متحركين نحمل نفس الروحية، روحية الإباء والعزة، روحية الشموخ والثبات، روحية البذل والإحسان والعطاء، روحية الموقف.
إن استذكارنا لشهدائنا ، ليس لأنَّنا أصحاب انتقامٍ، أو طلاب ثأرٍ، بل لأننا أصحاب مشروع، وقضية، ومبادئ، فالشهداء أصبحوا مدرسةً مليئةً بالدروس والعبر، وجسدوا أهم القيم، وقدّموا النموذج الراقي والعظيم والمهم الذي يجب أن نحتذي حذوه، فنكون رجال عطاءٍ بلا حدود، وبلا قيود، ونكون دائماً حاضرين في ميادين المسؤولية مهما كانت التحديات، ومهما كانت الأخطار، ومهما كان مستوى التضحيات، لا يردّنا راد، ولا يخيفنا طاغية ولا جبّار، ولا يردّنا عن الصراط متعدٍ ولا مستكبر، هكذا هم شهداؤنا، شهداء الحق، وحملة المشروع القرآني النّهضوي، هكذا هم بالنسبة لنا، كانوا ولا يزالون، هم أساتذة في مدرسة الحرية، وهم رواد في مدرسة العطاء والعزة والشموخ والثبات.
واجبنا تجاه الشهداء
إن الجميع معني بالوفاء لتضحيات الشهداء فشهدائنا ليسوا مجرد شهداء صراع إنهم شهداء ينتمون إلى مبادئ و قيم و أخلاق، وبالتالي فالجميع معني في أن يكون وفياً لتلك المبادئ و الأخلاق و القيم، ومعني بالاهتمام بأسر الشهداء والالتفات إليهم التفاتة جادة والاهتمام بهم على المستوى التربوي و الإنساني وعلى مستوى التعليم و الرعاية الاجتماعية والرعاية التربوية.
ومنذ اليوم الأول والقيادة السياسية والثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي تولي أسر الشهداء أهمية بالغة بصفتهم نواة المشروع القرآني وأساسه، وركن هام وأساسي من أركان المسيرة القرآنية التي أحدثت نقلة نوعية لليمن وجعلته بلدًا عصيًا على الأعداء, ولاعبًا دوليًا كبيرًا يصعب تجاوزه.
الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين من جهتها تقدم العديد من الخدمات العامة في الجانب المادي و الصحي والاجتماعي والثقافي والتربوي وغيرها، جاعلة من خدمة أسر الشهداء والمفقودين هدفًا أساسيًا ودائمًا يتم تحقيقه على مدى العام.
مشاريع هيئة الشهداء
وفي حوار خاص لموقع أنصار الله الرسمي يؤكد حسين القاضي وكيل قطاع الرعاية بالهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين أن القطاع يقوم بتوفير خدمات شاملة لذوي الشهداء من الدرجة الأولى والمتمثلة في (الأب والأم وأرملة الشهيد وكذا أبناء وبنات الشهيد).
ويوضح أن التكلفة المالية لتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية والصحية والتربوية لذوي الشهداء والمفقودين تصل إلى مليارات الريالات، أي بما يفوق موارد وقدرة الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين.
ويشير إلى أن خدمة ذوي الشهداء والمفقودين تظل واجبًا على كافة الشعب اليمني بلا استثناء.
وتطرق الأخ حسين القاضي إلى العديد من المواضيع الهامة وعلى النحو التالي:
حاوره – محمد المطري
- بداية نرحب بالأخ وكيل قطاع الرعاية بالهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء.
أهلًا وسهلًا بكم وبكل قرّاء موقع أنصار الله الرسمي ونشكركم على هذه اللفتة الجميلة.
- أولاً ماهي الإدارات التي يتضمنها القطاع وماهي أبرز المهام المناطة بكل إدارة؟
يتضمن القطاع أربع إدارات عامة وهي التالي:
- الإدارة العامة للرعاية الاجتماعية
وأبرز مهامها: المشاريع الرعائية الشهرية المستمرة: كفالة الأبناء، إعاشة الأرامل, إعاشة الوالدين، والعديد من المشاريع المستمرة كمساعدات الزواج, والبناء, والمشاريع الموسمية ككسوة الأبناء العيدية, والهدية في الذكرى السنوية.
وهناك مشاريع طارئة للمواجهة الطارئة وغير ذلك من الأنشطة .
- الإدارة العامة للرعاية الصحية
وأبرز مهامها: المساندة المالية والعلاجية للأمراض الطارئة والمزمنة, وحالات الرقود, والتنسيق الفعّال ما بين الهيئة والأسر وجهات تقديم الخدمة الحكومية للأسر.
- الإدارة العامة للرعاية التربوية
وأبرز مهامها: إلحاق الأبناء بالتعليم بكافة مراحله, وتقديم الرعايات النقدية والمشاريع العينية كالحقيبة؛ لما فيه دعم التعليم للأبناء, والتنسيق مع الجهات الحكومية المقدِّمة للخدمات التعليمية للأبناء بالمنح المجانية.
- الإدارة العامة للمرأة
وأبرز مهامها: إدارة نشاط المرأة بالأمانة والفروع, وتقديم الدورات الثقافية للأسر -الجانب النسائي- وإقامة الفعاليات والأنشطة النسائية, وتقديم العون لكافة الإدارات بالهيئة فيما يخص جانب النساء من أسر الشهداء كالمسوحات الميدانية والنزول والرصد والتقارير .
- من هي الفئة المستفيدة من الرعاية الصحية وماهي أبرز الخدمات التي تقدمها لهم والآلية المتبعة في تنفيذ ذلك؟
الفئة المستفيدة من الرعاية الصحية هم الأقارب من الدرجة الأولى فقط: أب وأم وأرملة وأولاد (بنين وبنات) الشهداء.
الخدمات كثيرة ومختلفة وتتفاوت من فئة لأخرى ومن حالة لأخرى بحسب صلة القرابة ونوع الحالة وظروف الأسرة. وبطبيعة الوضع الصحي في اليمن الذي لا يخفى, فهو مؤرق ومكلف جداً ولا أحد يستطيع تغطية تكاليفه للأسر بشكل كامل, إلا أننا نساند الأسر بنسب محددة تتفاوت من مئة في المئة إلى ثلاثين بالمئة.
ونقدم مساندات مالية للأسر في تكاليف العمليات وننسق لهم مع المستشفيات الحكومية والخاصة؛ لتلقي الخدمات الموجودة لديهم, ونتعاون معهم في بقية التكاليف وفي الأدوية والمستلزمات.
- يعاني ذوو الشهداء من تأخير بعض المعاملات في القطاع الصحي؛ نظرًا لتكدسها في جهة واحدة هي صيدلية الشهداء بمستشفى الكويت, وبناء على ذلك يتجه ذوو الشهداء من مختلف المحافظات لمستشفى الكويت للحصول على الخدمات الصحية ماهي إجراءاتكم لتفادي تلك الإشكاليات؟
منذ بداية إنشاء الهيئة وهي تتطور في تقديم خدماتها شهريًا وليس سنويًا, ولكن الضغط الكبير جراء الظروف المعيشية للأسر وارتفاع أعداد الأفراد الذين يبلغون أكثر من مئتي ألف فرد يضغط علينا بشكل كبير, يتصادف ذلك مع ظروف الحكومة, وقلة الدعم الموجود للمستشفيات, وارتفاع تكاليف الخدمات والعمليات وأسعار الأدوية والمستلزمات وحالات الأسر الصحية السيئة.
ونحن نحاول جاهدين لتقديم الخدمة وبأبسط الإجراءات, إلا أنه لا بد من التحري والتحقُّق كون هناك من يحاول المخالفة والاستغلال لارتفاع التكاليف وظروف الناس الصعبة.
كما أننا نعاني جراء قلة الخدمات في الفروع, مما يضغط على المركز في الأمانة بالكويت, رغم وجود مخصصات للرعاية الصحية بالفروع, وخدمات وتنسيق عبر المستشفيات بالفروع, إلا أن التخصصات النادرة لا توجد إلا بالأمانة.
- كما أن من الإشكاليات الحاصلة في القطاع الصحي وضع سقف محدد لذوي الأمراض المزمنة فلا يتم اعتماد علاجات المريض سوى بمبلغ 15ألف ريال كحد أعلى في حين تصل تكلفة بعض الأدوية إلى مبالغ باهظه تصل إلى 40ألف ريال ماهي الخيارات الممكنة لتجاوز هذه الإشكالية؟
الأمراض المزمنة سقف كبير جداً ومبلغ (15)ألف ريال لا يعتبر قليلًا, فلدينا أكثر من أربعين ألف حالة أب وأم مرض مزمن, وتوفير مبلغ شهرياً كهذا يتطلب أكثر من سته مليار سنوياً, وهذا فوق مقدرة الهيئة ومواردها, وما نقدمه يعتبر جيدًا بحسب الظروف والعدد الكبير, والخيارات الممكنة: أن يتفهم الجميع أن الرعاية الصحية ليست أولوية فوق توفير الإعاشة والكفالة التي تعتبر مقابل الاحتياج الأساسي للحياة من الغذاء لأطفال وزوجات استشهد عنهم عائلهم وأصبحوا دون معيل ويحتاجون لأبسط مقومات البقاء والرعاية الصحية, فما تقدمه الهيئة يعتبر جيدًا مقارنة بالظروف العامة.
- ماهي أبرز الصعاب التي تواجهكم في القطاع الصحي؟ وماهي الخيارات الممكنة لتفادي الصعاب؟
أبرز المعوقات تتمثل في ارتفاع تكاليف الأدوية, ارتفاع تكاليف العمليات التي أصبحت بيعًا وشراءً من أغلب الأطباء دون رحمة أو خوف أو قوانين تحدد تكاليفها, والقليل من الأطباء من يتعاون, حتى في المنح المقدمة من الوزارة لا تشمل أجور الأطباء, وهذا عيب في حقهم أن يتنصلوا عن واجبهم ويرفض الطبيب إلا بمقابل نقدي, ولا تشمل المنحة إلا الرقود وبعض الخدمات من المستشفى, ونتحمل نحن والأسر تكاليف الأدوية اليومية للرقود والعمليات والمستلزمات وأجور الأطباء.
- من هي الفئة المستفيدة من خدمات الإدارة التربوية وماهي أبرز الخدمات التي تقدمها لهم؟
الفئة المستفيدة من خدمات الرعاية التربوية هي أقارب الشهيد من الدرجة الأولى أبناء وبنات وآباء وأمهات وأرامل الملتحقين بالتعليم الأساسي والثانوي والجامعي وما يوازيه من معاهد وكليات.
الإدارة التربوية تحرص على إلحاق الأبناء كأولوية بالتعليم بكافة مساراته, وتقدم إعانات مالية وعينية كالحقيبة المدرسية وبعض المستلزمات للدراسات الجامعية.
وتعتمد الإدارة التربوية على المنح المقدمة من الحكومة للأقارب حسب القانون, والعمل على التنسيق الفعال لتسهيل حصول الأبناء والأقارب عليها خصوصًا المنح للتعليم الجامعي والمعاهد.
- هلا حدثتنا عن الآلية التنفيذية التي تقدمها الإدارة التربوية؟
تقدم الإدارة التربوية أكثر من خمسه وثلاثين ألف حقيبة مدرسيه, وتنسق لأكثر من ثمانمائة طالب بالجامعات, وتقدم لهم خلال الدراسة رعاية شهرية, وتنسق لأكثر من خمسمائة طالب من طلاب الثانوية بالمدارس المغلقة مع رعاية شهرية.
وتنسق لأكثر من مئتي طالب في المعاهد والكليات وغير ذلك من المشاريع .
نعتمد على الخدمات التربوية المقدمة من الحكومة في الجانب التربوي بشكل أساسي ونتبنى بعض المسارات فقط.
- ماهي أبرز الصعاب والمعوقات التي تواجهكم بالمجال التربوي؟
ما نعانيه هو عدم وجود مدارس في الأرياف, خصوصًا المراحل الثانوية؛ ما يؤدي بالأبناء للتسيب والانقطاع.
كما نعاني من عدم كفاءة آلية توزيع المنح الجامعية, التي لا تواكب احتياج الأبناء, ولا تقدر ظروفهم عن غيرهم. والمفترض عدم إدخالهم في آليات المنح العامة, وأن يكون لهم أولوية الدخول مباشرة طالما وهو حاصل على معدل يؤهله للتخصص دون أي مفاضلة لا مع غيره ولا مع فئته.
- من الفئة المستفيدة من خدمات الإدارة الاجتماعية وماهي الآلية المعتمد تنفيذها بكل برنامج؟
الرعاية الاجتماعية تقدم الخدمات والمشاريع الرعائية الشهرية والموسمية والمستمرة, وتقوم بتقديم المشاريع بنسبة تتجاوز سبعين في المئة من مشاريع الهيئة, بسبب كفالة الأبناء وإعاشات الأرامل والأبوين, وآلياتها واضحة وعامة وغير متفاوتة والصرف بالحوالات المباشرة.
- كيف تقيمون تعاون القطاع الحكومي والخاص وكذا المجتمع اليمني مع الهيئة بهذا المجال؟
التعاون من القطاع الحكومي يعتبر ضعيفًا بسبب الظروف التي تمر بها الحكومة جراء الحصار الجائر على بلدنا, والذي أثر حتى على المجتمع وأفضل ما قدمته الحكومة مشكورة هو إنشاء صندوق خاص بالهيئة, وهذه خطوة تعتبر جيدة وتشكر عليها الحكومة وهناك الكثير من الخطوات التي تقوم بها الحكومة, إلا أن الوضع الصعب يفرض عليها الحال .
الحكومة اليمنية والمجتمع اليمني يقدرون تضحيات الشهداء ويدركون أهمية الاهتمام والعناية بأسرهم ولولا التكاتف والتعاون لما استطاعت الهيئة أن تقدم ما يتم اليوم. والشكر كل الشكر لله والقيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد على العناية الدائمة والمستمرة بأسر الشهداء.
- كلمة أخيرة لكم؟
لا يعني إنشاء الهيئة والصندوق أن المسؤولية ارتفعت عن المجتمع فالميسورين بما لديهم, والمعدمين بما لديهم من اهتمام ومتابعة وملاحظة لأسر الشهداء, المعلمون بما عندهم من علم, والأطباء بما لديهم كلًا بما يتمكن.
لا نتخلى عن واجبنا معولين على الهيئة, فلا تستطيع الهيئة القيام بكل ذلك لوحدها إذا لم تكن ضمن دائرة اهتمام من كافة المجتمع. ولا أحد يستطيع أن يعفي نفسه عن المسؤولية أو يتنصل عنها, لأن الشهداء ضحوا لأجل الجميع والوفاء لهم ولأسرهم عنوان هام ضمن مسؤولياتنا جميعاً.