حرب اﻻخوان على اليمن الى متى ؟؟
اﻻخوان في اليمن ظاهرة سرطانية افسدت الجسد اليمني فكريا وثقافيا وسياسيا وعقيديا ، حولت اليمن الى حظيرة للوهابية السعودية الحليف الرئيس للصهاينة واﻻمريكان والاستعمار وحاضنة للارهاب وجماعات التطرف وحولت بعض اليمنيين الي ارهابيين ومتسوليين ومرتزقة .
تآمر اﻻخوان منذ وصول اول طﻻئعهم الى اليمن على الحكم اﻻسلامي في اليمن وغدروا باﻻمام يحي حميد الدين رحمه الله الذي احسن استقبالهم واكرمهم وتفاعل ايجابيا مع مزاعمهم بالاصلاح وتطوير الحكم الى ملكي دستوري ، لكنهم غدروا به وقتلوه واسسوا للعنف وثقافة اﻻغتيالات والمؤامرات في اليمن حتى اليوم .
طموحهم وشرههم للسلطة والتسلط وممارسة النفوذ ﻻحدودله وﻻيقف دون تحقيق طموحاتهم دين وﻻ شرع وﻻقانون ، وفي سبيل الوصول الى مبتغاهم هم على اتم استعداد للتحالف مع الشيطان والخضوع للنافذين والمتسلطين حتى لو كانوا اعتى المجرمين والقتلة واللصوص .
في اليمن بنى اﻻخوان وجودهم بتقمص العقيدة الوهابية التكفيرية لعقيدة معظم اليمنيين – زيدية وشافعية – وتدفق المال السعودي والخليجي ليجعل من اﻻخوان طبقة مترفة ومهيمنة على القرار السياسي في اليمن طيلة حكم علي عبدالله صالح ، وكانت تحظى بالغطاء القبلي الذي مثله الشيخ عبدالله بن حسين اﻷحمر الحليف الرئيس للسعودية .
تضخم اﻻخوان وانتشارهم وتأثيرهم في اليمن لم يكن نتاج حاجة الشعب اليمني الى فكر اﻻخوان البرجماتي وﻻ للنموذج الذي قدموه في الواقع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلى المستوى الفردي ، باختصار تضخيم دور اﻻخوان لم تكن عملية طبيعية في الواقع اليمني المتدين أصلا ، ولكنها كانت بمثابة حمل اصطناعي كاذب وصناعة سلطوية رسمية وبحماية عسكرية وأمنية ومشيخية وتمويل سعودي خليجي يصب في خدمة اﻻستراتيجية الامريكية في اليمن والمنطقة .
طيلة عقود مضت من الزمن ظل اﻻخوان وجهازهم الامني والتنظيمي واﻻعلامي في خدمة السلطة ضد خصومها من اليسار والقوميين والمثقفيين والمحسوبيين على التيار الزيدي ، قاتلوا وخاضوا الصراع اﻻيديولوجي في اليمن والمنطقة والعالم خلال حقبة الحرب الباردة ، ودفعوا باﻻف الشباب اليمنيين الى أفغانستان والبوسنة والشيشان والصومال والعراق وسوريا حاليا ليؤكد اخوان اليمن المقولة التي يطلقها خصومهم بانهم الرحم الذي ولد منه تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات اﻻرهابية .
كان اﻻخوان هم الحاكم الغعلي والمتحكم في صناعة القرار خلال فترة حكم علي عبدالله صالح ، اسهموا معه في اﻻستحواذ على مقدرات الدولة واقصاء القوى الوطنية اﻷخرى فاصبح للاخوان جيشهم الخاص واجهزتهم اﻷمنية الخاصة ونظامهم التعليمي اصبح هو النظام التعليمي للجمهورية اليمنية مما يضع اليمن على فوهة اكبر البراكين مستقبلا.
لم يكتف اﻻخوان بما استلبوه خلال حكم علي صالح على حساب بقية اليمنيين ،بل انهم يريدون اﻻجهاز على ماتبقى باسم الثورة الشبابية التي باعوها بأبخس اﻷثمان وتقاسموا الجيش والامن والوظيفة العامة مع شركائهم الفاسدين السابقين واللاحقين .
اصبح اﻻخوان وتنظيمهم العالمي طرفا اليوم في اثارة الحروب المذهبية في اليمن وسوريا ومصر وغيرها ،وفي اليمن كانوا السباقين الى شن الحروب على صعدة عام 2004م -كانت الحروب على صعدة اخوانية بامتياز فالجهاز اﻻمني والعسكري واﻻداري واﻻعلامي واﻻرشادي كان اخوانيا يقوده علي عبد الله صالح وشقيقه المنتحل علي محسن .
تنظيم اﻻخوان اﻻمني هو من تولى تصفية ساحات الثورة والتغيير من العناصر الوطنية والقيادات الشبابية اللامعة وقام بأخونة الثورة وهو من قاد وحشد وروج سياسبا واعلاميا لحروب اﻻخوان ضد انصارالله في الجوف وعاهم وكتاف ودماج والرضمة ،وهو من يثير الحروب القبلية بين انصار الله وآل الأحمر لمزيد من محاوﻻت اضعاف الطرفين وافساد العلاقة بين مواطني محافظتي صعدة وعمران وبقية المناطق .
في المحافظان الجنوبية دخل تنظيم اﻻخوان حربا مفتوحة ضد الحراك الجنوبي ، سقط فيها قتلى وجرحى واسهمت في ارتفاع منسوب المطالبة بدعوات فك اﻻرتباط .
في تعز المحافظة التي صنع شبابها وشاباتها وقواها الثورية ملامح ثورة التغيير على نظام حكم علي صالح في كافة الساحات اراد تنظيم اﻻخوان تأديب تعز واعادتها الى مربع التحالف القبلي اﻻخواني وكان له ان نجح في اﻻجهاز على ساحة التغيير وتسليط القبائل على الفضاء المدني في تعز التي وقعت في قبضة تلك المليشيات .
مطامع اﻻخوان في اليمن باتت اكبر من حجم اﻻخوان وقدراتهم وتحالفاتهم وهي تصطدم بالواقع كل يوم ، اثبتوا انهم ليسوا بوارد القبول باﻵخر والتعايش وﻻ بوارد الشراكة الوطنية وبناء الدولة الوطنية ، في العامين الماضيين فقد اﻻخوان كلما بنوه من سمعة وكلما نادوا به من شعارات وباتوا على مشارف السقوط كأي حزب شمولي فاسد فهل يراجعون انفسهم ام سيجبرهم الواقع على التراجع .