لبنانيون: اليمن المحاصر يجوع ليطعم إخوانه النازحين
موقع أنصار الله – محمد المطري
لم تعفِ الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون المحاصرون دولياً منذ عشر سنوات الشعب اليمني من القيام بواجبه في مساندة ودعم إخوانهم اللبنانيين النازحين بفعل العدوان الصهيوني النازي.
في إحدى خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أكد استعداد اليمنيين تقاسم لقمة الخبز مع الفلسطينيين.
وحينها أثرت الكلمات على مشاعر الشهيد الأسمى والأقدس شهيد الإسلام والإنسانية أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- قائلًا -وعيناه تفيض من الدمع-: يا سيدنا هل تملكون كسرة خبز وأنتم محاصرون حتى تتقاسموها مع الفلسطينيين؟!
ومع بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر العام المنصرم حرصت اليمن قيادة وشعبًا على الحضور الفاعل والمؤثر مع المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني المجرم، بالرغم من الوصول إلى اتفاق دولي ينهي العدوان والحصار على البلد والذي تمثل في خارطة طريق السلام المتفق عليها بين الوفد الوطني المفاوض والعدو السعودي.
ونظرًا للموقف اليمني المساند لغزة حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على عرقلة خارطة السلام وتأخيرها للضغط على اليمنيين للتراجع عن موقفهم الإيماني المناصر لغزة.
وعلى مدى عام كامل وبضعة أشهر يتصدر اليمن الساحة العالمية في مساندة لبنان كموقف مناصر متكامل على المستوى المالي والشعبي والعسكري, والذي يؤكد اليمنيون على مواصلتهم له حتى تحقيق النصر ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
رمزية وأثر المساعدات اليمنية إلى لبنان
ويقول معن الخليل رئيس بلدية الغبيري: ” أن تأتي مساعدات إنسانيه لإغاثة النازحين في لبنان من الدول العربية والدول الصديقة أمر طبيعي ولكن أن تأتي المساعدات من شعب اليمن إلى الشعب اللبناني هذا موضوع استثنائي, ونتوقف عنده كثيراً بما له من رمزيه وما له من أثر بين الشعبين اللبناني واليمني”.
ويوضح الخليل أن الشعب اليمني المحاصر منذ عشر سنوات يعطي من رغيفه اليومي لإسناد النازحين في لبنان، مشيرًا إلى أنه ” باسم البلديات اللبنانية باسم النازحين نتقدم من هذا الشعب الأبي والقيادة الحكيمة ونشكرهم جزيل الشكر على ما قدموه من إسناد عسكري للمقاومة, إضافة إلى الإسناد على صعيد المواد الغذائية والتموينية وإغاثة النازحين”.
ويجدد الخليل الشكر للشعب اليمني وللقيادة اليمنية وعلى أمل في اللقاء بالانتصار سويًا إن شاء الله.
بدوره يؤكد مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ خليل رزق أن قيمة العطاء اليمني لا يكمن في تقديم المساعدات المالية والمادية وحسب, وإنما يكمن في إيثاره مساندتنا رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها بفعل الحصار الدولي الجائر المتواصل عليه منذ عشر سنوات.
ويوضح في تصريح لقناة المنار اللبنانية أن الشعب اليمني يجود بالمال في أحلك الظروف بعد أن جاد بالدم والروح، مثمناً الدور اليمني المساند والداعم لغزة ولبنان خلال معركتها المقدسة ضد العدو الصهيوني النازي.
اليمن خير من يمثل العروبة
بدوره يؤكد رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية ناصر قنديل أنه منذ أن تشكلت جبهات الإسناد لغزة المظلومة والمقاومة في آن واحد حرصت اليمن أن تكون خير وأعظم من يمثل العروبة القوية بقرارها التاريخي المساند بالسلاح والمال للمقاومة, رغم الظروف المعيشية الصعبة وعوز الحياة بفعل الحصار الدولي الجائر عليهم.
ويلفت في تصريح إعلامي له أن اليمن حاضر في المواجهة مع العدو الصهيوني في حين ظل بقية العرب خارج خارطة المواجهة.
ويصف قنديل اليمن بالعرب الأقحاح والنخوة والرجولة والشرف، مؤكدًا أن تقديمه المعونات المالية في الوقت الذي يعيش اليمنيون في أشد المعاناة والعوز للقمة العيش تجسيد عظيم وقوي للإيثار على النفس المذكور في القرآن الكريم.
ويختتم قنديل حديثه بالقول: ” ماذا عساها أن تفعل هذه المساهمات السخية التي يقدمها شعب اليمن المنكوب, والذي يحتاج قبل غيره إلى العون, ألف تحية لليمن بيوت الكرماء وأصحاب الشهامة لا تخلو من القدرة على تقديم المعونة يوم المعونة.
ووفق الإعلامي حسين مرتضى مدير مركز سونار الإعلامي فإن اللبنانيين يثمنون جيدًا الجهود الكريمة والعظيمة التي يقوم بها الشعب اليمني في مساندة ودعم النازحين.
ويوضح في تصريح إعلامي له أن الظروف المعيشية الصعبة, وانقطاع المرتبات, والحصار الدولي الخانق على اليمنيين, لم تمنعهم من تقديم يد العون وتوفير ما أمكن توفيره لمساندة إخوانهم النازحين من اللبنانيين والفلسطينيين.
ويشير مرتضى إلى أن الموقف اليمني المشرف يجسد التلاحم الشعبي العربي الكبير, ووحدة الساحات المساندة لغزة.
اليمن نموذج راقي في الوقاية من الشح
من جهته يقول رئيس لجنة الإمام الخميني للإمداد محمد برجاوي: ” بسم الله الرحمن الرحيم (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)صدق الله العظيم.
ويضيف في تصريح إعلامي له, أن يمن العزة والخير والكرم والعطاء والصمود والوفاء, يمن التضحيات والفداء والبطولة والعنفوان, يمن الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي سبقت بصيرته زمانًا فوق زمانه, الشهيد حسين بدرالدين الذي نصر القضية الفلسطينية, وحذر من خطورة التطبيع, وأعلن العداء لعدو الإنسانية قائلًا: الموت لأمريكا, الموت لإسرائيل, وواصل مشروعه التنويري حتى اغتيل على يد الطواغيت بعام 2004م”.
ويتابع ” ثم أتى القائد الفذ المؤمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -خير خلف لخير سلف- يكمل نهج أخيه في نصره الحق والإنسانية, وسنبقى نرى في عينيك ومواقفك شهيدَنا الأقدس والأسمى سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه”.
ويلفت إلى أنه حينما رأى الحملة الشعبية على شاشة التلفزيون دعمًا للنازحين دمعت عيناه, وذلك نظرًا للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون بفعل الحصار المستمر منذ عشر سنوات، مؤكدًا أن ما فعله اليمنيون يجسد حرفياً مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “يمن الإيمان والحكمة والخير والبركة”.
ويختتم برجاوي حديثه بالقول ” ماذا نقول للشعب اليمني العظيم الذي وقف بوجه الاستكبار العالمي, ووقف غير آبهٍ بقلة الناصر والمعين, متسلحًا بالعقيدة الصلبة المستمدة من رمال كربلاء المقدسة, وها هو اليوم رغم مرور عقدٍ من السنين العجاف, يقاسم لقمة الخبز فيجوع ويطعم, مصداقاً لقوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة), أيها الأخوة اليمنيون ومعونة أصحاب اليد المعطاء انطلقنا في لجنه إمداد الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه منذ اليوم الأول للعدوان الهمجي على لبنان, نكسو العريان, ونطعم الجائع, خدمة لأهلنا الصامدين والنازحين الأعزاء الذين لم يعرفوا السجود لغير الله سبحانه وتعالى.
ويضيف “أخيرًا نعاهد الله والوطن أن نبقى بخدمة أهل العزة والكرامة مهما بلغت التضحيات حتى النصر إن شاء الله, كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء أليس الصبح بقريب؟ “.
وكان موفد قناة المسيرة بلبنان -الإعلامي محمد الزبيدي- قد أكد في وقت سابق أن الشعب اليمني حمل على عاتقه حالة إسناد غزة ولبنان ضمن مسار إسنادٍ ثلاثي عسكري وشعبي ومالي للشعبين اللبناني والفلسطيني.
وأوضح في حديث خاص لوسائل إعلام لبنانية, أن حملة التبرعات الشعبية اليمنية تأتي في سياق القاعدة التي أطلقها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله نحن معكم ولستم وحدكم, ومستمرون حتى تحقيق النصر بإذن الله تعالى.
وبين أن الشعب اليمني العظيم والمعطاء الجواد يدرك جيدًا خطورة المرحلة التي يمر بها وحساسيتها, وأنه سيواصل دعمه وإسناده العسكري والمالي والشعبي حتى ينتهي العدوان الصهيوني.
وأشار إلى أن لجنة جمع التبرعات الشعبية اليمنية حرصت على إرسال المبالغ التي تم جمعها أولاً بأول, وإرسالها إلى النازحين في لبنان، موضحاً أن التبرعات المالية اليمنية تم من خلالها شراء مواد إغاثية وعلاجية وإيوائية في ثلاثة مستودعات رئيسية, يتم من خلالها توزيع المساعدات للنازحين .