قراءةٌ في واحدية الأعداء وواحدية المقاومة
موقع أنصار الله ||مقالات ||د. شعفل علي عمير
أهمُّ ما يمكنُ قولُه في تشابه الأحداث ونتائجها أن الأهداف حركت الأحداث ثم النتائج التي تمخضت عن هذه الأحداث، وهذه أهم ما يمكن قياسها في وقوع حدثَينِ منفصلَينِ في الجغرافيا متحدَينِ في الأهداف والنتائج.
وعند مقارنةِ العدوان على لبنان كحدث والعدوان على اليمن، نجدُ أن أوْجُهَ التشابُهِ تكانُ تكونُ متطابقةً إلى حَــدٍّ كبيرٍ، متشابهةً في قضاياها ومظلوميتها وكذلك في أعدائها.
وهنا لا بد من توضيح معنى أن يكون العدوان الصهيوني هو ذاته العدوان الأمريكي؛ فعلى سبيل المثال تحَرُّك التكفيريين في سوريا؛ دعمًا للهيمنة الاستعمارية، وخدمةً للمشروع الصهيوني كان بدعم ومساندة من نموذج الشر الإجرامي المتفرد وهي الولايات المتحدة الأمريكية الإرهابية ذات النزعة الإجرامية والمنشأ المتوحش القائم على سفك الدماء، ابتداءً من إبادة السكان الأصليين من الهنود الحمر في أمريكا، وما تلتها من جرائمَ في العقود القريبة الماضية في فيتنام وبنما وأفغانستان والعراق واليمن وسوريا وآخرها غزة؛ إذ لا يمكنُ فصلُ السلوك الإجرامي لأمريكا عن الصهيونية المتطرفة؛ فكلاهما يحمل الفكر الصهيوني الشيطاني القائم على مبدأ حروبِ الإبادة الجماعية، وما نشاهده في غزة من إبادة جماعية ليس إلَّا تجسيدٌ لعقيدة هذا الكيان الإجرامي اللقيط بحماية ودعم أمريكي؛ فهما توأم الإرهاب وجسده المتوحش.
وفي سياق تشابه العدوان على لبنان واليمن، نجد ذلك التطابُقَ العجيبَ؛ فالتحالف الذي استهدف اليمنَ هو ذاتُ التحالف الذي اعتدى على لبنان؛ إذن العدوّ واحد والمشغل واحد وكانت النتيجة واحدة؛ فحين شن تحالفُ العدوان على اليمن حربًا ظالمة رافقتها حملةٌ إعلامية كبيرة تكفَّلُ بجبهتها أبواقُ العمالة من قنوات الفتنة؛ لتشويهِ أنصار الله، نجد أن ذات الأبواق سخّرها العدوان على لبنان للقيام بنفس المهمة الموكلة إليهم.
وكما راهن تحالف العدوان على زعزعة الجبهة الداخلية في اليمن وبنفس الأُسلُـوب، راهن على إثارة الفتنة الداخلية في لبنان وخلخلة حاضنة المقاومة.
وفي كلتا الجبهتين فشلت مخطّطاتهم، وعندما يأس الأعداء من تحقيق أهدافهم، لجأوا إلى طلب الوساطة لوقف إطلاق النار؛ خوفًا من هزيمتهم التي كانت قابَ قوسين أَو أدنى في اليمن، وكذلك سارع الكيان الصهيوني لطلب وقف إطلاق النار لذات السبب؛ فقد كان الكيانُ في حربه على لبنان على وشك السقوط.
ولأننا نؤمن بقول الله سبحانَه وتعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} أذعنا للأمر الإلهي في اليمن ولبنان.
ومن يظن أن لبنان لم ينتصر، عليه أن يعلمَ أنه لو كان العدوّ الصهيوني في موقف القوة لما سعى لطلبِ وساطة لوقف إطلاق النار؛ فـ “المنتصر لا يُفاوِض”.
وأخيرًا إنَّ وقفَ إطلاق النار لا يعني بالضرورة وقفَ المعركة؛ فالصراع بين الحق والباطل مُستمرٌّ إلى أن يَزهَقَ الباطلُ وينتصرَ الحَق.