المستقبل الذي يراد للمنطقة انطلاقا من سوريا
محمد حسين فايع
لنتحدث بالتفصيل عن مضمون العنوان الذي وضعناه لمقالتنا هذه يجب أن نجيب على تساؤلين أساسين هما كالتالي: أولا: ما هو المشروع والنموذج الذي يراد أن تحكم به المنطقة انطلاقا من سوريا ؟ ثانيا: من المتوقع أن يكون الحاكم ورأس الحربة التنفيذية للمشروع والنموذج المستقبلي الذي يراد للمنطقة انطلاقا من سوريا ؟ ,
وقائع الأحداث على الساحة السورية اليوم بكل ارهاصاتها واتجاهاتها تجيب اليوم على كل التساؤلات مؤكدة الحقائق التالية:
أولا: أن سوريا بعد إسقاط نظامها وتدمير مشروعها المقاوم وجيشها وقدراته يراد لها أن تصبح قاعدة ومنطلقا لتنفيذ المشروع الأمريكي الاسرائيلي في عموم المنطقة.
ثانيا أن ما يسمى بهيئة تحرير الشام التكفيري بقيادة رأسها التكفيري المدعو أحمد الشرع المكنى أبو محمد الجولاني
هي رأس الحربة التنفيذية لنموذج المشرع الأمريكي الإسرائيلي في سوريا.
ثالثا: من أوليات المهمة للجولاني وهيئته الذي يراد لها أمريكيا وإسرائيليا أن يصبح رئيس سوريا وحاكمها في المستقبل القريب.، العمل على إخلاء المنطقة انطلاقا من سوريا من أي تواجد وحضور عسكري وأمني وحتى منهجي ثقافي مجتمعي لمسار ومشروع محور الجهاد والمقاومة وكل مسار تحرري ينتصر لقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وهذا ما يركز عليه المدعو الجولاني حيث يتحدث في كل مقابلاته وتصريحاته عن إيران وحزب الله بأنهما العدو والخطر على سوريا والمنطقة ويجب تنظيف الساحة والمنطقة من الحضور الايراني وأذرعتها تماما كما يتحدث الأمريكي والإسرائيلي.
رابعا: العمل على تقسم سوريا إلى دويلات إقليمية وتكرار ما حدث وما سيحدث في سوريا في مختلف بلدان المنطقة والعالم الإسلامي وفي مقدمتها بلدان محور الجهاد والمقاومة.
خامسا: في النتيجة تصبح المنطقة كلها عبارة عن كنتونات ودويلات منزوعة من كل مقومات الحصانة العسكرية والأمنية والتسليحية وبالتالي مستباحة ومحكومة بالإرادة والسيطرة الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية المطلقة.
تلك أمانيهم وآمالهم ابتداء من انشائهم للجماعات التكفيرية بمختلف مسمياتها إلى صناعة وإعداد مخابراتهم لأمثال المدعو أبو محمد الجولاني التكفيري المجهول الأصول، وصولا إلي تمكينه من قيادة ما يسمى بهيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقا ليتم بعد ذلك تمكين تلك المجاميع التكفيرية التي يقودها من احلال تلك المجاميع التكفيرية الإجرامية المكونة من شذاذ الآفاق محل النظام السور الشرعي بعد إسقاطه بعد مسارا تدميريا ممنهجا لكل مقوماته الاقتصادية والعسكرية على مدى نحو عقد ونصف من السنوات برأس حربة تنفيذية تركية، قطرية ،سعودية داعمة بالمال والسلاح والتدريب وتحت إشراف ورعاية وغرفة إدارة عسكرية استخباراتية أمريكية إسرائيلية تدميرية مباشرة. {فعسى الله أن يأتي بالفتح أو امر من عنده} صدق الله العلي العظيم .